- لا هذا لأنها تحت الماء، لقد كانت تغني، يمكنك أن تسمعها أفضل هناك، تعال.
أخذت بيده أسحبه تحت الماء لكنه جذبني بشدة مخرجًا نفسه و إياي من المياة، ليمسك كتفاي بقوة ضاغطًا عليهما، و أنا فقط حدقت بعينيه المحتقنة بالدموع و الغضب.
-يونغي لا يوجد شيء هناك، حينما اندفعت للماء رأيت ظلك فقط، توقف عن الهذيان أرجوك، أنت تفقد عقلك تماسك يا رجل، لقد بت مجنونا.
صرخ بي يهز جسدي غير آبه لروحي المتعلقة به كغريق بقشة طائفة، أعلم أنه يود لو يجدني فتحت عيناي على مصرعيها بذعر بينما أخبره أنني استعدت وعيي و قد كنت أهلوس حقا.
لكن هذا ليس الواقع تايهيونغ!
آسف يا صديقي، فلست بمدخلٍ للشك قلبي بعدما ربطه اليقين، و لست بتاركٍ أذني لأقوالك و إن كانت حقيقة، ربما حقيقتنا مختلفة؛كما هم عالمانا.
تايهيونغ الفتى المهذب المنحدر من عائلة محبة، المجتهد الذي يحاول إدارة عمل والده، ليس من عالم يونغي صاحب الأسرة المفككة و الحب المشروط.
- ربما يمكنني رؤية ما لا تستطيع تايهيونغ، في النهاية أنا أرى العالم من ناحية مغايرة تماما.
انزلقت يداه عن كتفاي بينما هدأت ملامحه، يناظرني بعجب ، بعيناه الكحلاء المرسومة كخاصة الفراعنة.
-ماذا تعني؟ ستبدأ تلك الحماقة حول كوني لا أتفهمك؟ حقًا يونغي؟ الآن؟
-لم تفعل قط تايهيونغ و هذه ليست إهانة، لطالما كنت معي حتى و إن لم تفهم لمَ هذا الفتى المجنون ينظر حوله هكذا، لمَ يحدق بي و كأنه يرى روحي تحترق بالجحيم، و لمَ يرتجف فجأة من اللامكان، لم تفهم قط، و لا أريدك أن تفهم ، لكن هذا لا يجعل مني مجنونًا ، لأنه في عالمي قد تكون أنت المجنون، مجنون لأنك لا تعلم شيئًا عن العالم سوى الأحضان و الحب و المال ، بينما لم ترى الموت على قارعة الطريق و لم تتلوى من الجوع مرة بينما يمر أقارنك أمامك بمسليات يضعونها بمعدتهم الممتلأة.
-ما الذي تهذي به؟ أعلى العالم أن ترى القحط حتى تدرك كينونة العالم بنظرك؟
- لا، لكن راكب الموج لم يرى قط الأعماق ، لذا أنّى له أن يجزم أن المحيط خالٍ من أسماك القرش الجوعى؟ يمكنك أن تبقى بموجتك العالية، فلتترك الأعماق لي، مجنون مثلي لا يمكنه أن يواكب نفاق هذا العالم الاكثر جنونا ، أريد فقط أن أغرق ببؤسي على الشاطئ.
ابتلع ريقه و أغمض عينيه يأخذ نفسًا عميقًا، ليرمقني ببرود غير مألوف منه.
- إذن تريد أن تموت؟ فلتفعل، أنت جبان على كل حال، أنا الأحمق الذي ظل يجري خلفك في كل سبيل، فلتذهب للجحيم يونغي.
بعد دقائق اختفى ظهره الذي كنت أحدق به يبتعد عني، بينما لم يرف لي جفن بنفس موقعي ، ليس يعني ما نطقه؟ ربما، لكنني أخرجت ما كان يخطر بباله للحظات و يختفي، اليأس مني!
و أراهن أنه سيعود باكيًا راجيًا العفو، و من انا لئلا أصفح؟ أنا لم أغضب حتى، و إن كانت الكلمات كشفرات تخدش الجسد بدون عودة فإن جسدي ممزق بالفعل، لم يكن ما وقع على مسامعي بجديد، و للعجب لم يكن يضايقني بعد الآن.
- أود أن أبقى هنا الليلة أشكو ال، لكن حين أفتح فمي أصمت دهرا.
ما يحمله هذا الفؤاد أثقل من أن ينمق بحروف مزخرفة و كلمات متناسقة مخرجًا قطعة فنية كما يحكي ديستوفيسكي قصصه الحزينة.الحزن أقبح من أن يصير فنًا.
_______
رأيك و تعليقك ؟
أنت تقرأ
حورية || مين يونغي
Fantasyحين فقد الفتى نفسه بينما يطارد نصفه الآخر قصه ذات فصول قصيرة نسبيًا مين يونغي فان فيكشن تصنيف : رومانسي - خيال - نفسي الاحداث جميعها خيالية لا أملك أيًا من الشخصيات