٣- ملاك و شيطانة

171 18 3
                                    

-عذرًا ؟

رمقتني بطرف عينيها مكتفةً ذراعاها بضيق لتنفخ في الهواء متجاهلةً سؤالي.

أخفضت بصري كرة أخرى لما كان يبرق تحت ثوبها لأجده يتحرك هذه المرة، و لم يكن سوى ذيل سمكة!

-أراك تحدق به من جديد، ما مشكلتك؟

تنهدت لأغلق عيناي آخذا أنفاسًا عميقه، لطالما تجاهلت تحذير طبيبي فيما يخص الهلوسات البصرية التي قد تعرض علي.

- ربما إن أغمضت عيناي قليلًا ستختفي،لا بأس، هذا ليس حقيقيًا يونغي، غير حقيقي، غير..

شعرت بقطرات الماء التي وقعت علي كأنها شفرات تجرح جسدي، لأفتح عيناي على هيئتها الكامله و قد بات ذيلها واضحًا بينما هي تحركه مرارًا في الهواء و تهبط به إلى طرف الشاطئ رامية الماء في الهواء كرذاذ ينذر بمطر منهمر.

-ربما إن رششت عليك بعض الماء ستفيق.
نطقت بحنق تلف عيناها بدرامية للجهة الأخرى.

لكني تذكرت أمرا ! حين يتخيل البطل في الدراما شيئًا و يهب ليلمسه فهو يختفي كسراب لم يكن؛لذا فقد أخذت خطواتي بثقة ناحيتها، جاثيًا على ركبتي مددت يدي أشعر بذيلها تحت أصابعي، و الذي كان أملسًا كالزجاج بينما قطرات الماء العالقة به تشبه اللؤلؤ.

و في وسط اندهاشي و حيرتي بما أرى، شعرت بأصابع تتسلل بين شعري لتقبضه بشدة و تسحبه للأعلى جاعلةً مني أصرخ بألم.

- من تظن نفسك لتلمس حورية محترمة بدون إذنها هاا؟

نطقت بعد أن سحبتني مقابلًا لوجهها تمامًا لأدرك هول ما يحدث.

ليس فقط أني غير مهذب و لا لبق بلمسي لها دون إذن.

بل كونها حقيقة دونما أي شك!!

- ما أنتِ ؟
نبست بما جال بعقلي لتتنهد مفلتةً خصلاتي القصيرة التي اقتلعت بعضها بيدها بالفعل.

- حورية بحر أدعى ميرالانيوس، عمري ٣٦٢ عامًا، أتحدث سبع لغات و موطني الأصلي في مدينة بولغاساري، و لا لسنا نسكن في أطلانتيس كما يعتقد البشر الحمقى أمثالك، طولي ١٧٤ سنتيمتر و أزن حوالي ...

لم أعد أسمع حتى ما ترويه من معلومات كأنها في النشرة الجوية، فيداها أسرت انتباهي!!

هي مكففة، لا يوجد بها فراغات بينما هناك طبقة رقيقة من الجلد تربط بين كل اصبع و الاخر !!

شعرت بركلة قوية على قدمي لالتفت إلى ذيلها الذي صفعني للتو بينما هي وضعت يديها على فخذيها بحنق.

مهلًا يونغي، ليس لديها فخذ! بل ذيل.

- من المفترض أن تصغي حين يحدثك أحدهم يا سيد...

- يونغي ، مين يونغي يا ....
قلدت حركتها حيث أطلت في اشارتي إليها بينما أميل إليها بأذني.

- نادني ميرا فميرالانيوس طويل عليك.
نطقت لتنظر إلي من رأسي لأخمص قدمي منفجرة في القهقة ، و آه يا فخري الذي لامس الرمال المبللة!!

هي تسخر من طولي بلا شك فهي في موازاتي تمامًا بينما طرف زيلها لازال ممدًا أرضا.

- و أنا كنت أحسبكِ ملاكًا حين أفقت! أنتِ شيطانة!!

تابعت قهقتها و يال الإله ! فإن صوتها لطيف على أذني كموسيقى كلاسيكية آسرة.

- يونغي !! كنت اعلم انك هنا !!!

وصل لسمعي صراخ صوت مألوف لألتفت مدركًا هيئته من بعيد.

- تايهيونغ ؟

_______

رأيك و تعلقيك؟

هل يمكن للمرئ أن يحيى بخير دونما رفيق ؟
ماذا تظن؟

حورية || مين يونغيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن