26

13.7K 224 63
                                    

إن ظننت أنني لا أفتقدك ، فإن بعض الظن إثم

لما خلصوا صلاة راحوا للمقبره وبعدها اتجهوا للبيت
دخل عبدالله لبيته ، وفعلاً توه يحس إن البيت كئيب ، راح لغرفتهم وشافهم تحت البطانيات ، فتح النور ، وتنحنح شوي ، نزلت مهيره البطانية وناظرت له ثم عدلت جلستها : عبدالله
عبدالله : وش هالنوم بهالوقت
رفعت مهيره اكتافها : وش نسوي ، لو كان ابوي عايش الوضع بيكون مختلف
ابتسم عبدالله بوجع وتقدم لجهة سرير مها : وناظر لمهيره: أمي تستاهل إنها تشوفنا سعيدين حتى لو كان كذب ، وسحب البطانية عن مها وشاف شماغ ابوه بحضنها سحبه بهدوء وحطه ع الكومدينه : ياكيس النوم فزي ع حيلش
" وسكت شوي ثم نادى من جديد : مهاوي
مها: يبه خلني انام شوي وبعدها بقوم

وقف عبدالله للحظه وهو يحس بنغزه بقلبه ورفع راسه يناظر مهيره اللي نزلت راسها لتحت ، رجع يهزها من جديد : مهاووي قومي
فتحت مها عيونها وناظرت لعبدالله ثم جلست بسرعه وصارت تتلفت يمين يسار : ابوي وينه
عبدالله : مها
مها: شفته كان يصحيني
عبدالله : مها ابوي مات
مها: يعني كان حلم ؟
هز عبدالله راسه ونزلت دموع مها وبسرعه حضنته : عبدالله أبي أبوي ياعبدالله ابيه
شد على حضنها بيد ويد مسح فيها على ظهرها : بس يامهاوي بس
مها: مالي شغل ابيه ياعبدالله والله ابيه موب بكيفه يتركنا موب بكيفه
مهيره ودموعها على خدها : بس يامها استغفري مايجوز هالحكى
مد يده عبدالله لمهيره : ماودش تضميني إنتي بعد
وقفت مهيره وكانها ماصدقت خبر وجات تحضنه
شد عليهم وقال بهدوء : أبوي ماراح يرجع ، مجبرين إننا نرضى بهالأمر
مها: موقادره أصدق كل شوي اقول لنفسي حلم وبينتهي واقوم القاه
مهيره: صعب علي استوعب هالشي
عبدالله : أعرف لكن خلونا أقل شيء مانظهر هالحزن لأمي ، لانها تتعب بعد
مها: وش نسوي يعني نمشي بالبيت واحنا نضحك ؟ لو فرضاً قلنا بنسويها ، والله ياعبدالله مابنقدر ، بكل زاوية بالبيت اتذكره
عبدالله : ماراح ننساه ، لكن خلونا نقوي بعض وكل مااحد فينا حزن وضعف نقوية ونواسيه لو بكينا كلنا ماراح نتجاوز هالأيام ابداً
ضحكت مهيره وابتعدت شوي وهي تمسح دموعها : صاير حكاك مثل رنيد
ضحكت مها وصارت تمسح دموعها : لاحظتي
عبدالله : كانكم تطقطقون علي ؟
مهيره:لا من يقول
عبدالله : أي هين اوريكم هذا وانا جاي اعطيكم العيدية وحركات
مها : وش عيدية اخرتها ريالين
ضحك عبدالله ووقف : بعطيكم من مية ريال ، لكن معكم 20 دقيقة تتجهزون فيها وتغيررون هالملابس اللي كأنهم ملابس عاملات هاجين من بيوتهم ، وإن خلصت ال20 دقيقه وماجيتوا بتنقص الفلوس
وقفت مهيره وهي تبي تشجع مها لجل ماتحزن وصارت تصطنع الحماس : بسبقش يامها والله مية رغم انها قليلة ، لكن على قولت ريناد ، شيء أحسن من لا شيء
وقفت مها بسرعة وصارت تركض للحمام قبل مهيره
وناظرتها مهيره ببتسامة ثم ناظرت لعبدالله
عبدالله : إن ضاق صدرش ترا صدري مفتوح وياسعش إنتي وياها
ابتسمت مهيره وبمزح : ياسعني متأكد ولا بتشاركنا فيه ريناد
عبدالله بضحكه : وش قصدش
غمزت له مهيره : قصدي واضح
عبدالله : يالليل وقتش يمضي ترا
ضحكت مهيره واتجهت للدولاب تطلع لها ملابس
وطلع عبدالله من الغرفة وراح لغرفة أمه

على وتر الحياة غنيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن