"للمرة الأولي!

69 8 43
                                    

-"تستمر بمقاومة و دون مقاومة...
تستمر بإرادتك أو حتي دونها.....
تستمر لأنها ما خلقت للضعاف....
لستَ بضعيفٍ و لكنها كانت الأقوى...
تستمر لأنه يريد ....
و ما يريده يكون..❤

"صلوا علي شفيعنا يوم لا ينفع مال و لا بنون...💛"!

# البارت الثالث

**********************************
تخدر موضعه ، شاعرا بأصابع رقيقه ، ترتفع كل مرة لوجهه ، قاصدة استيقاظه ، فتح عينيه ببطء و هو يبصر شقيقته أمامه ، فمتي أتت؟!

أشارت له بأصابعها و انزوي ما بين حاجبيها بسخط و مقت ، عندما رأته قد أقبل مرة أخري علي النوم غير عابئا بوجودها...، رمقته بحزن تلك المرة ، خارجة من حجرته قاصدة حجرة أبيها .....

فتحت باب الحجرة ببطء ، فرأت أباها جالسا علي مقعده و بيديه كتاب يقرأه بعمق ، ضربت بيديها باب الحجرة المنفتح حتي ينتبه لها و قد كان .....

أشرق وجهه برؤيتها ، فمد يده إليها ، لتسرع  لأحضانه ، دافنة وجهها في صدر أبيها ، مبتسمة بفرحة ، خرجت من أحضانه ، متجهة لغرفتها لتحضر دفترها ، فعادت لأبيها جالسة جواره كاتبة له:" متي سنزور " كريم " يا أبي..؟!"

مسد علي شعرها بحنان ،  مجيبا عليها :" بعد بلغوك الثامنة عشر يا "آراء " حينها سآخذك بنفسي لزيارة توأمك...؟!"

صفقت بيديها ،فرحة بهذا الخبر ، فأعادت الكَرة مرة أخري كاتبة:" و هل سيحبني كحبي له ، أم أنه سيكون مثل " يوسف" يبغضني....؟!"

استنشق الهواء ، فزفره علي مرات معدودة ، غالقا دفترها بضياع ، لا يقوي حتي علي الإكمال .....

تطلع بصدمة و بتعابير كساها الزمن برداء التشتت و عدم الاستيعاب ، جالسا علي اقرب مقعد حال بينه و بين الأرض ، هامسا بضعف:" لقد كان موعد لقاءنا قريب ..." وجه بصره ل " سفيان" هامسا بحرقة و بقلب مفطور:" لقد كان قريب يا " سفيان" لقد كان قريب.....!"

أدار " سفيان " وجهه للناحية الأخري ، لا يفكر حتي على مواساته ، أيواسيه، لا يحق لأحد بمواساته ، لا يحق لأحد بالتواجد هنا سواه.......

عاد بذاكرته لأمس ، حينما سمع صرخة هزت جدران المكان تبعها شهقات عالية أجبرت السماء علي الخنوع لتحمله و مواساته بقطرات المطر " فلعلها علمت بما يمر به ، فقررت مواساته، لعلها علمت بأنه انكسر في نفسه شئ ثمين ، فأرادت التهوين عنه، أو لعلها علمت بما أصابه و لا يأبى تركه، فأدمعت بغزارة.."
خرج " سفيان" مسرعا و هو يراه ساقطا علي الأرضيه المبتلة تحته، يبكي بحرقة كما لم يبكِ من قبل، حينها وجه بصره تجاه" عمر" ليراه كما الأبله ، لم يعد يفقه شئ او يستمع لشئ ....!

جلس علي الأرضية جواره ، جاذبا إياه لأحضانه، بكي علي غير العادة ، و يخيل إليه بأنه قد أصابته" ذبحة صدرية" أثر  صراخه ، و كلما حاول " كريم" التملص  من أحضانه ، شدد من احتضانه أكثر ، هامسا بخوف عليه:" أخبرني يا أخي ، ما حل بك ... ، لا تصمت فأشعر بأني منكسر برؤيتك هكذا، لا تجرحني بسكوتك يا أخي، فانفطر قلبي برؤيتك هكذا....!"

 نوفيلا " وقالت" بقلم'"يارا عصام أحمد"'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن