" قدر "!

33 8 3
                                    

لعلها تفنى و يفنى معها بقايا الحطام ...

صلوا على شفيعنا يوم لا ينفع مال و لا بنون 🤍
# الفصل الخامس

جميلة بل و هادئة ايضا، قوة التحكم بمشاعرها جبارة عندها ،يحسدها نعم على تحملها و صبرها بل و مواساته على الرغم مما سببه لها من متاعب ...
انتشله من أفكاره دخولها بابتسامتها المرهقة و هي تقول مازحة:" كنت أوشك على ضربك لتفيق يا "عمر " أ كل ذلك نوم يا فتى؟!"

تبسم بخفوت على نبرتها المجروحة، ليشير إليها  بصمت بعد رؤيته لها محاولة بلع غصة علقت بحلقها ، لبت ندائه الخافت لتسرع باحتضانه هامسة ببكاء :" كدت تصيبني في مقتل عند رؤيتك مغمى عليك ،لقد أوجعتني عليك يا " عمر" .."

شدد من احتضانها مبادلا إياها همسها هاتفا بامتنان :" شكرا لكِ يا "جويرية " شكرا لكِ و قد كنتِ لي خير زوجة و عون ..شكرا لكِ مع علمي كل العلم أنني غير مناسبا لكِ و مع ذلك قد تمسكتي بي حتى آخر لحظة .."

خرجت من أحضانه مبتسمة بفرحة علت قسمات وجهها لتهتف بمزاح:" أرى "عمرا" متحسن المزاج اليوم، أيمكنني طلب منك شئ بمناسبة ذلك الأمر النادر.؟!"

أشار لها برأسه هزات تدل على إنصاته لبقية حديثها ،لتكمل بعد ابتلاع ريقها:" بربك يا " عمر" أنصت إلى " رحيم" و لو لمرة واحدة على الأقل، تحدث معه و استمع إلى حديثه و شهادته المخبئة داخل أعماقه ،استمع إليه لعلك تريحه و تريح ذاتك المبعثرة خلفه ..!"

و على غير العادة لم تحتد نظراته أو تعلو نبرته في الرد على حديثها ،بل أدهشها صمته لبره ،فرمقها خائفا هامسا بيأس:" ليتني أمتلك من الشجاعة ما يجعلني قادرا علي مواجهته بعد ما فعلته به ، صدقه قلبي و مازال مصدقا له ،فكان عقلي واقفا بالمرصاد ليذكرني في كل مرة ألين إليه بأنه المشتبه الأول في جريمة موتها ..،أخاف رؤيته فأعجز حتى من خلق بداية لحديث أراه دون جدوى بعد ما مر من شهور عجاف عليه و عليَّ، اشتاق القلب لرؤية صغيره، اشتاق كثيرا ،و لكنه لا يجب عليه المسامحة في حقها مهما حدث ، رحمة ربي عليها...!"
              
                _____________________

-" لن يفيد جلوسك هكذا يا "سفيان " عد أدراجك يا فتى، يكفيني فقط علمي بأنك جواري مهما حدث...!

تفوه بتلك العبارات بخفوت ممزوج بانكسار في نبرته عاكسا لانكسار روحه ، ليبادله الآخر النظرات الآسفه على حاله،  ليهم " سفيان" بالجلوس جواره ،مستندا برأسه على حافة الحائط ،مقلدا نفس وضعية صديقه " كريم" مجيبا عليه في هدوء:" أتأمرني الآن بالمغادرة ، و ترك " أخي" وحيدا..؟!"

أجابه "معتز " بنبرة يحتد بها الغيظ من ذاك المتطفل من وجهة نظره :" كريم" ليس وحيدا يا هذا ،يبدو أن قلة النوم عمتك حتى تراه وحيدا على الرغم من وجود أبناء عمه جواره .."

رمقه من أعلى لأسفل بنظرات خالية من التعابير و هو يقول بأسف:" وا آسفاه على ظنك بأنني قد سلبت منك مكانتك عند ابن عمك ،لا تقلق يا صغير ،ف" كريم" يجيد حفظ المقامات و المكانات جيدا ..!"

 نوفيلا " وقالت" بقلم'"يارا عصام أحمد"'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن