رُســـــــــــل

Part 1

أبي كان يقول لي أن هُناك شاب مهذب وابن صديقه وكان يُريد مني أن أذهب للمقهى للتعرف عليه لكنني رفضت
_دا ابن واحد صاحبي ومحترم وانا واثق فيه جداً
-لا يعني لا يا بابا
بعد مرور خمسة دقائق من الإقناع ذهبت للمقهى
"وعيني وقعت على شاب يميل للسمرة وشعره المجعد وعريض وطويل كان طوله يظهر من جلسته ولديه عضلات بعض الشيئ وهالته باللون الأسود
أخذت اتسائل هل هو يعمل في العسكرية؟! "
قال بتساؤل
_أنسة رُسل؟
حمحمت وقلت
_حضرتك تعرفني؟
ضحك بخفوت وقال
-انا ابن صاحب باباكي
"لا أنكر اني أندهشت بعض الشيئ فأبناء أصدقاء والدي أعرف هيئتهم من على بعد أميال وأيضاً مملين بعض الشيئ"
" جلست وكنت حرجة بعض الشيئ فهو يعلم اسمي وانا لا أعلم
وزاد حرجي عندما لاحظت انه ينظر لي بإستمرار وهنا لم اتحمل تلك الأسهم وحمحمت لكي اشتت انتباهه"
_تشربي ايه؟
-ماية
_لا قصدي تشربي حاجة ساقعة عصير ايه بالظبط
لا اريد ان احرجه واقول له اني لا أحب المشروبات الغازية ولا العصائر لاطالاما ليست من البيت
-اوكيه واحدة كولا
_مشروبي المفضل
وطلب إثنين
وقال ان نمشي قليلاً
كان مرح وكلامه خفيف وينظر بشرود بحزن لا اريد ان اسأله ما به حتى لا يظن اني متطفلة
_عندك كام سنة؟
-19 لكن ليه؟
ابتسم بحزن وقال
_ولا حاجة مجرد سؤال
لا أعلم لما لم اسأله عن أسمه وسنه كما فعل معي
بعد مرور عشرة دقائق من المشي
ذهبت لقصري واللعنة أحدث شيئاً لوالداى؟
لا فأبي كان يطمئن قبل دقيقة!
حسناً لما هذا التجمع أمام القصر؟
صعدت إلى غرفة أبي بعد عناء من دخول القصر
ووجدت أبي يقف في الشرفة ويقول
_يا جماعة انا عارف انها غلطط بس انا بردو عندي ابن وقابل بنت وأخذ يقول بعض العبارات حتى ذهب الحشد بعيداً
وانا كنت في صدمة
ماذا؟ أحقاً ابي يفعل ذلك ليساويني بتلك الفتاة اللتي جلست مع أخي؟!
قاطع حبل أفكاري صوته وهو يعتذر
_انا آسف
لم أجبه بل التزمت الصمت
أبي دائماً يدافع عني لماذا فعل ذلك منذ قليل؟
حقاً أصبت بخيبة أمل كبيرة لكن كان على أن أروي له ما حدث
ورويت له ما حدث في المقهى وذهبت لغرفتي
وأخذت اتسائل كل هؤلاء اجتمعوا كي يلطخوا سمعتي!
أحقاً ينتظرون غلطة كي يتحدثوا عني؟!
لكن انا لم أُجرم ولم أفعل شيئ يغضب ربي
ليتني لم أُنصت لأبي
ذهبت في نوم عميق لأتهرب من الواقع
عند قدوم الصباح نزلت للأسفل وضعت بعض الأموال كان قد أعطاهم لي حتى اشبع رغباتي من المشروبات او الطعام
وضعتهم في جيب بدلته
وصعدت لغرفتي
صعد ابي وقال
_البسي يلا هوديكي عند صحابك
"فرحت وبشدة أخيراً سيخفف أحد عني ذلك الآلم اللذي أخذته من أقرب شخص لي"
حينما وصلنا تجمعنا نحن الثلاثة وأخذوا يحكوا لي مغامراتهم وما حدث مع حبيب كل منهم
ذهبت صديقتنا رولا لمنزلها لأن والدتها نادت لها من الهاتف كي تأتي
نمت ليلة عند صديقتي الآخرى مارية ورويت لها ما حدث وأخذت تقول لي بعض العبارات وصنعت لي البُشار والشيبس وجلبت لي آيس كريم وفتحنا التلفاز وشاهدنا الكرتون وعند عودتي للبيت أصرت صديقتي ان تصلني للقصر أخذنا عربة وأثناء ذهابنا وقف السائق على بعد متر من بيتي وكان بيده سلاح وقال
_عرفت انكوا صحاب بس هي واحدة بس اللي هتعيش يا ترى مين هتضحي وكان في آخر كلامه ابتسامة مكر
شهقت صديقتي على عكسي فنعم كنت مصدومة لكن كنت أشعر بالأمان لا أعلم كيف وقلت بثبات
- أقتلني انا
سمعت صوت الرصاصة وصريخ صديقتي وذهبت في عالم آخر
أستيقظت وكنت في مكان غريب هذا ليس قصري ولا غرفة من غرف القصر التفت قليلاً ورأسي كانت تؤلمني ولا اتذكر شيئ وجدته يجلس على كرسي أسود وينظر في الفراغ فزعت و اعتدلت في جلستي سريعاً التفت لي ببرود وقال
_انتي هنا في آمان أكتر
تذكرت ما حدث وقلت سريعاً
-صاحبتي فين؟ هي كويسة؟ محصلهاش حاجة صح؟ هي عايشة؟
_ششششششش صاحبتك في بيتها وكويسة
تنهدت براحة وقلت
-انا هنا ليه؟
_مش مهم ليه المهم ان انتي حالياً مراتي
فزعت وقلت
-أفندم؟
زفر هواء شهيقه وقال
_باباكي لما كان جاي يعرفك عليا كانت نيته انك ترتاحيلي عشان كتب كتابك مش عشان يساويكي بواحدة!ومضى مكانك
وأخذ يريني قسيمة الزواج
انصدمت انا اللتي لا اؤمن بالحب ولا أريد الزواج
يعقد قراني بتلك الطريقة؟!
قاطع أفكاري وقال
_جوازنا على الورق بس متقلقيش
-انا خايفة أظلمك معايا
_لا لا انا كمان زيك مبأمنش بالحب والجو دا وبالمناسبة انا أسمي عُمر
أندهشت من طريقته معي فكان مرح أثناء لقائنا لما يعاملني ببرود الآن؟! هل مجبور علي!؟
حل الليل وقد تمدد على سريره
لا أعلم هل هو نائم ام يتدعي النوم
لكن سمعت صوت ضرب  الرصاص وكان كثيراً
خفت كثيراً ذهبت بإتجاهه وقلت بهمس خشية ان يسمعني أحد ويقتحم البيت الصغير هذا ويقتلني
-عُمر عُمر
لكن لم يكن هناك صوت
أصابني الذعر هل مات ام ماذا؟ كيف لا يستيقظ على هذا الصوت!
اقتربت منه حتى أسمع أنفاسه والحمد لله انه حي
أخذت أهمس مرة أخرى لكن تلك المرة دموعي قد ايقظته
فز سريعاً حتى استوعب صوت الرصاص فقال بصوت مليئ بالحنان
_متخافيش انا معاكي
وضمني له وظللت متشبثة بقميصه لاطالاما زوجي وأخذ يهدئني حتى ذهبت للنوم