٦-الأفعى الممرضة

63 3 3
                                    

النوفيلا للأسف لم تتأهل للجولة الثالتة، لكن نشر الفصول سيتمر بحول الله.
و آمل أن تكون النوفيلا عند حسن الظن
**************************

كيف يمكن للمرء أن يتصرف حين يتم تكلفيه بمهمة لا يعلم عنها شيئا؟ و الأخطر أن تكون هذه المهمة مُشكلة في مهنة صعبة كالتمريض؟

تسائلت أسيل في سرها و هي تجلس قبالة امرأة مسنة تُسند دقنها لظهر يديها الممسكتان بعكازها الخشبي، ثم زفرت بضيق حين تذكرت كيف تسلم منها الوحش نسخة من شهادتها المزيفة و بطاقة تعريفها مُتحججا بالبحث حولها، قبل أن تقضم شفتيها في أمل ألا تُكشف منذ البداية..

-"اسمعي يا فتاة.." عادت بنظرها للعجوز التي تجحدها بنظرات نارية قبل أن تُشقلب مقلتيها بقلة حيلة حين أردفت :" ليس لأنك زوجة إبني الوحيد سأتغاضى عن أفعالك، كيف تجرئين على طرد الحاجة سمية في حضرتي؟.ثم أين فنجان القهوة الخاص بي."

تنهدت أسيل بعمق و جالت بنظرها في المكان الصغير الذي جلسا به و الذي رغم أنه كان يبدوا مهترئا لا من حيث الأثات أو طلاء الجدران إلا أنه بدى منظما بشدة، و هذا جعلها تضيق عيناها بغل من تفكير هذا الوحش الذي يربح الملايير من تجارته للممنوعات و يحجز نفسه في جحر لفأر لا يحوي سوى صالة صغيرة أين يجلسان حاليا و غرفة مربعة جوارها يوجد مطبخ يطل على الدرج من جهة و على الحمام من جهة أخرى.فكرت للحظة و ابتسمت بسخرية حين تذكرت نفسها، ففي النهاية هي لا تختلف عنه كثير بل فقط تنتقل من فندق لآخر و تتبرع بما تحتاله من مال و للآن لا تدري سببا مقنعا لهذا.

-"ألا أحدثك؟..من تكونين؟ و أين زوجي؟"

زفرت مجددا و تأوهت بخفوت من صوت هذه العجوز التي ما إن تصمت لدقائق حتى تعود لسرد قصة أخرى لحياة أخرى و كأن بداخلها العديد من الشخصيات، فوقفت من جلستها و توجهت ناحيتها بابتسامة مجيبة إياها :" أظن أن وقت دوائك قد حان"

-"ابتسامتك جميلة! أنا متأكدة أن مصطفى ابني سيتزوجك ما إن يراك" بادلتها الإبتسام فزادت تجاعيد وجهها، لتقلب أسيل عيناها بضجر متوجهة للمنظدة الصغيرة التي كانت بركن من الصالة تفرز أدويتها بانتباه بعد أن دلها عليهم الوحش قبل مغادرته..

-"لست أدري ما الذي يجبره على الاهتمام بعجوز تعاني الخرف؟" تسائلت باشمئزاز و أيديها تتحرك باستمرار، فحتى و إن كانت والدته هي لا تذكره إلا قليلا و الشخصية التي رسمتها عنه لا تتماشى مع فعله هذا البتة، لذا فلتقل أن الأمر يشوشها و يلخبط أفكارها.

زفرت بغضب حين استطاعت عزل علبتين للدواء كتب على كليهما نفس التوقيت المتبع، و أخدت تحرك رأسها بحيرة بينهما واضحة لثوان قبل أن تضعهما على المنضدة من جديد و تلتفت للعجوز التي أخدت تراقب المارة من زجاج النافذة المجاور لحيث تجلس.

الأفعى و الوحش (مكتملة) Où les histoires vivent. Découvrez maintenant