مثلَ موعِد

475 8 9
                                    

لقدْ مرَّ يومٌ كاملٌ بالفعلِ على اليومِ الذي ذهبَ فيه هو وإيثان للعبِ البولينغ سويًا ولكِن ايان فقط لا يستطيعُ التوقفَ عن التفكيرِ بالأمرِ وتذكُره وحتى الحديثِ عنه مع أصدقائهِ . بينما هُم جالسونَ يستمتعون بوقتِ فراغهم - الذي صادفُ أنه نفسهُ لدى أربعتهم -  في كافيتيريا الجامعةِ بعدَ المحاضراتِ الكثيرة لهذا اليوم ، " هذا يكفي " قال أحدهم ، عبِس ايان و قالَ مُتذمرًا - بلطفٍ - " يا إلهي لماذا أنتم ضدَ سعادتي ! " ، " لا أحد ضد سعادتك ، ايان ، لقد تحدثتَ عن الموضوعِ حوالي المليونِ مرةٍ ، إن حديثكَ لازال يتكررُ داخل عقلي " آخرٌ قال ، " أنا و إيثان ذهبنا للعبِ البولينغِ قبل أمس يا إلهي لقد كان رائعًا .. " . قاطعَ ايان سخريةً صديقهِ بلكمةٍ خفيفةً على كتفهِ و حمرةٌ طفيفة تجتاحُ خديهِ ، ضحكوا جميعهم على المنظرِ والحدثِ قبلَ قليلْ .

' إنهم محقونَ ' فكرَ ايان ، هو فعلاً لم يتوقف عن الحديثِ عن الأمرِ مُنذ إجتمعوا و بالرغمِ مِن أنهم لم يجتمعوا هكذا مُنذ وقتٍ طويل و أنه مِن المفترضِ أن يتبادلوا أحاديثَ عن أنفسهم ويومياتِهم وربما حتى الأشخاص بشكلٍ عابرٍ فقط ، ايان لا يستطيعُ فقط ، لا يستطيعُ تخطي ذلكَ اليوم ، لا يستطيعُ إبقاء سعادتهِ لنفسهِ ، لقد كانَ ذلكَ اليومُ وكأنه اليومُ الأهمُ في حياتهِ وربما هو كذلكَ فعلاً ؟ ، " هاي .. لقد كنا نمازحكَ فقط " أيقظُه صوتُ صديقهِ الذي كان يسخرُ مِنه قبل قليل مِن شرودهِ ، رون ، والذي يدرسُ معهُ في نفسِ التخصصِ و المجموعة ، لقد كان يبتسِم ليؤكد على كلامهِ لايان الذي ابتسمَ بدورهِ " أنا أعلمْ يارون .. لقد كنتُ أفكرُ فقط " ، " تفكرُ في إيثان ؟ " غمزَ آدم ، طالبُ الطّبِ .. حبيب رون والذي طلبَ مِنهُ الصمتَ في البدايةِ ، تحدثَ جوي - الذي كان صامتا لسببٍ ما - شاهقاً بدهشة وكأنه إكتشفَ أمراً عظيما " يا إلهي ايان أنتَ واقعٌ بشدة " ، " وكأني لا أعلم " سخرَ ايان ، هزّ رون رأسهُ بيأسٍ " صاحبُ عبارة ' لماذا قد أحِب شخصًا واحدًا بينما يمكنني الحصولُ على الجميع ' لا يستطيعُ التوقفَ الآن عن الحديثِ عن شخصٍ واحد " ليكمِل آدم مِن بعدهِ " و أيضًا صاحبُ كلمةِ ' يا إلهي هذا مقزز ' أصبحَ غير قادرٍ عن الإبتعادِ عن شابٍ عرفهُ للتو ! " ، الخجلُ يعتريهِ ، هذا صحيحْ ، لم يكُن عليه التحدُث كثيرًا في تلكَ الأوقاتِ حقًا ، ولكِن طبعًا لن يسمحَ لهم بإغاظتهِ أو بملاحظةِ خجلهِ فهذا سيزيدُ نكاتهم فحسب ، " شابٌ عرفتهُ للتو ! هل أنت جاد ! أنا أشعرُ بأني عرفتهُ عمري بأكمله ! و أيضًا يا آدم ورون ، لازال تشبثكما ببعضكما حين تتواجدان في نفسِ المكانِ مقززًا " ضحكَ الجميعُ ، لقد كان إحراج ايان واضحًا ولكنه لم يعلمْ ، " إذًا ايان .. هل تخطط للإعترافْ ؟ " تنهدَ ايان بعدَ سماعهِ لسؤالِ جوي ، هُناكَ الملايين مِن الأسبابِ التي تجعلهُ لا يفعل ، هو و إيثان ليسَا بذلكَ القربِ - بعد - الذي يجعلُهما يكملانِ وكأنه لم يحصُل شيئ إن إعترفَ ايان ، هو شبهُ مُتأكدٍ مِن الآخر لا يراهُ أكثر مِن صديق و أن كل تلك المغازلاتِ افلاطونية بلا مشاعرٍ و يقومُ بها مع كلِّ اصدقائه و بالطبعِ لن يخاطرَ بالإعترافِ وخسارةٍ الآخرِ للأبدِ ، لذا على الأقل - حتى الوقتِ الحالي - هو لن يقومَ بشيء ، سيكونُ ممتنًا لما حصلَ عليهِ فقط ، تنهدهُ وصمتهُ كانا إجابةً كافية لجوي الذي إبتسمَ لهُ مطمئنًا أثناء تربيتِه على رأسِه . كان رون قد بدأ موضوعًا جديدًا وسريعًا ما إندمجَ ايان راميًا حزنهُ بأن إيثان لا ولن يبادلهُ المشاعرَ جانبًا . حينَ توقفَ جميعهم عن الضحكِ على نكتةٍ ألقاها جوي ، إستغرب ايان صمتهم المفاجئ ، " صباح الخير " صوتٌ مِن خلفه .. صوتٌ مألوف جعل أنفاسهُ تتوقف للحظةٍ ، كان جوي مَن أجابَ بمرح " أهلاً إيثان ! ، " ضحك بخفةٍ قبل أن يتابع بمزاح " تقنيًا ، الوقتُ ليس صباحًا ! " . لم ينظُر ايان لإيثان لكنهُ متيقنٌ أنه إبتسمَ كما يفعلُ لكل نكتة يلقيها جوي حتى و إن كانَت تافهة ، " أنت محقٌ يا جوي " ردَّ إيثانْ وهو يضعُ يدهُ على كتفِ ايان بهدوء ، قشعريرة كانت الكلمة المناسبةَ لوصفِ ماشعر بهِ في هذهِ اللحظة ، نظر أخيرًا للأعلى بعد هذهِ الحركة محاولا إخفاء توترهِ وخجلهِ ، لقد كان إيثان يبتسمُ له ربما بحبٍ ؟ حبُ أصدقاء فحسب أخبرَ نفسه مانعًا عقلهُ مِن الإنجرافِ وراء الأمالِ و الأوهام كما يسميها ، إبتسمَ هو أيضًا ولم تفتهُ نظراتُ آدم ورون الساخرةِ و محاولتهما لكتمِ ضحكاتهما وليتداركَ موقفه قبل أن يقوما بشيئٍ أحمق ، " أهلًا إيثان ، كيفَ حالُك ؟ " تحدثَ وهو يقفُ مِن مقعدهِ ليقفَ بجانبِ الآخر ويتابع " هذا آدم وهذا حبيبه رون " مشيرًا لكلٍ منهما ، لوح الشابان بإبتسامةٍ مُرحبةٍ ليقولَ ايان وهو يطوقُ كتفي إيثان هذهِ المرة " هذا إيثان ، صديقي " ، كاد الثلاثة ينفجرونَ ضحكًا لتعريفِ ايان بإيثان ، نظرَ ايان محذرًا وكانت نظراتهُ مايشبهُ التوسلَ أكثر مِنهُ تحذيرًا ، عرضَ رون على إيثان الجلوسَ برفقتهم .. الطاولة كانت تتسع لخمسةِ أشخاص وكان هنالك مقعدٌ فارغٌ بالفعل ولكم تمنى ايان أن يرفض إيثان العرضَ ، لحسنِ الحظِّ تحققت أمنيته ، " لا يمكنني ذلكَ أردتُ فقط إلقاء التحية " ، مهلاً ! سعادته بعدمِ تمكن أصدقائهِ مِن إحراجهِ إختفت الآن ، هل إيثان سيذهب ؟ بدونه ؟؟!! لم يرهُ مُنذ ذلك اليومِ !! عليه أن يفعل شيئًا ! ، وبالفعل تشجعَ ليقول وهو يبعدُ يدهُ عن الأطول " هل أنتَ مشغولٌ لهذه الدرجة ؟ " الحُزن كان ظاهرًا في نبرةِ صوتهِ لكنه لم يلاحظ ، عابثًا بشعرِ الأقصرِ أجاب إيثان " و أردتُ سرقة ايان مِنكم أيضًا " ، طماطم أصبح لونُ وجهِ ايان بعد ما قالهُ رفيقه ، إبتسامةٌ - غير مبشرةٍ بالخير - إرتسمت على شفتي رون ، " إشتياق ؟ " رفع حاجبهُ متساءلاً ، إبتسم إيثان .. إبتسامتهُ اللعوبة ، " مِن الطبيعي " ضحكَ الفتيةُ الآخرين بينما كان إيثان يبتسمُ فقط وهو لازالَ يعبثُ بشعرِ ايان ، " إذًا أراكم لاحقًا " هذا ماقالهُ ايان ليُنهيَ إحراجَ أصدقائهِ له ، " سررتُ بمعرفتكم " إيثان تحدث تاليًا ، " نحنُ أيضًا ! لنتحدث أكثر في المرةِ القادمة ! " قال آدم ، و إكتفى جوي فقط بالإيماء ، " بالطبعِ " أجاب إيثان . 

𝙇𝙤𝙫𝙞𝙣𝙜 𝙔𝙤𝙪 | حُبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن