نميمة

501 56 4
                                    

مر شهر سبتمبر بسلام، توم يساعد فيكتوريا في دروسها بنفس الطريقة، رغم الارهاق و الملل الذي يسببه له ذلك، فكان هناك شيء في عيني فيكتوريا يخبره انها تحتاجه، و لاول مرة في حياته، توم ريدل كان مهتما باحد اخر غير نفسه، لم يحب رؤيتها حزينة، و شعر ببعض الثقة بان يخبرها بامور شخصية اكثر من ذي قبل، الا انه ترك اكثر الامور الشنيعة لنفسه، فبحكمه على تصرفات فيكتوريا و تحليله لشخصيتها، فانه يعرف انها لا تريد سماع اي شيء عنها، لقد كان هذا افضل للجميع.

كانا يمضيان الكثير من الوقت معا، توم يقرأ بكتبه و فيكتوريا تتحدث بلا توقف ابدا، و توم يسمعها بدون ان يرفع نظره عن كتابه، كيف يستطيع التركيز على كلامها و على قراءته بدون ان يظلم اي من الاثنين؟، الله وحده يعرف، لكن فيكتوريا لم تعلم بانه يسمعها، و طوال شهر كامل كانت تشعر بالعزلة الشديدة، تشعر بانها وحيدة و ان توم لا يهتم لها و لكن لا يريد ان يطلب منها ان ترحل خوفا على مشاعرها -و لو كانت تعرف توم ريدل الحقيقي ما كانت اعتقدت ذلك ابدا- و بدأت تبتعد عنه بنفسها.

في يوم الثاني من اكتوبر، لاحظ توم انها لم تتحدث اليه الا قليلا حتى تسأله عن امور الدراسة، لكنه اعتقد انها متعبة فقط، او انها لم تعد تجد شيئا تتحدث عنه بعد كل ثرثرتها، لكنه بدأ يشعر بالقلق الحقيقي عندما استمر هذا السلوك الغريب لمدة اسبوع كامل، حتى و انها بدأت تفضل قضاء ساعات الفراغ في حجرة نوم البنات و عدم الجلوس معه في حجرة سليذرين العامة او في المكتبة.

لكن هذا السلوك قد اثبت انه نافع من جهة اخرى، فقد بدأ يتحدث الى بعض طلاب سليذرين الاخرين، الذين يشاركون بعض افكاره -عن مواليد العامة- و معجبين بمهارته، حتى طلاب السنوات الاعلى بدو خائفين من التكلم معه بطريقة سيئة بعد لعنة اصاب بها ارتيموس ليسترينج لمناداته بالهجين، و اثبت توم في عدة مواقف ان خبرته تتعدى خبرة بعض طلاب السنة الرابعة في الدفاع ضد السحر الاسود -او السحر الاسود-، لكن رغم كل التقدم الذي احرزه في دراسته بدون التشتيت من قبل فيكتوريا ليساعدها في دراستها، فقد افتقدها حقا.

كانت فيكتوريا جالسة على سريرها في حجرة نوم البنات، الستائر مغلقة حول سريرها، جلست في نفس الوضعية منذ مدة تفكر في توم، هل افتقدها؟ ام انه سعيد انها ابتعدت عنه اخيرا؟، عندما سمعت همسات خافتة في الغرفة من خلف الستار

"انها تعتمد عليه دائما"

"بعدما انتهت من استغلالها له تركته وشأنه"

"مزعجة! خائنة دم"

"انها فاشلة في كل المواد بلا استثناء، لا اعرف لماذا تحملها كل تلك المدة، كانت علامات الملل واضحة عليه في كل مرة يساعدها في الحجرة العامة"

"انها لا تستحق العيش عند عائلة بنقاء و رفعة آل مالفوي! انها مجرد خائنة دم استغلالية"

كانت فيكتوريا تغطي فمها بيديها لتمنع صوت نحيبها من مقاطعة حديث زميلات غرفتها المهم ثم، بعد ان فقدت الامل في ذلك  مسحت وجهها بوسادتها و نهضت و غادرت الغرفة متظاهرة انها لم تسمع اي شيء و انها كانت نائمة طوال الوقت.

changed me ~ Tom Riddleحيث تعيش القصص. اكتشف الآن