[ الجَزْع ]

152 12 5
                                    

الموسيقى ضرورية.
__________

عمتْ الضجةُ بالغرفة مُحتويةً همساتٌ تنطُ من فاهٍ لآخر وآذان تستمعُ لها بحذر بينما العيون تتحركُ بجنون بين الأشخاص الموجودة. طاولةٌ ذات طولٍ فارع تجذبُ بكراسيها إثنا عشر مصاص دماء مختلفي الجنس بين ذكرٍ وأنثى.

" لقد أحضرها للقصر، الحُراس والخدم رأوها بأعينهم يا سيد ريشتوان فما الذي لا تسطيع تصديقه !" أردفتْ المرأة ذات الخصلات البيضاء بإستهجان ممتزج مع بعضِ الإستخفاف مُوجهة حديثها للشاب الذي كان يجلس بجانبها مُحدقاً بها بعدم تصديق.

" لربما أخطئوا بمعرفة هويتها، أو لعلها كانت فقط فتاةً تُشبهها." عاكسها الثاني بعِناد فتنهدت هي بتعب من عدم تصديقهِ لها، كادت أن تتكلم مُجدداً لكن تدخلُ الرجل الذي كان يضطجعُ بجوارِ السيد ريشتوان جعلها تصمت.

" لقد رأيتها بأمِّ عيني، لقد كانت هي، أميرة المشعوذين."

جملتهُ المًفاجئة جعلت الجميع يمتنع عن التحدث بين بعضهم البعض فهُناك شاهدٌ يجلس بينهم منذ حوالي النصف ساعة لكنهُ لم يتكلم.

" حقاً ؟ إذاً لم يكن ذلك مُجرد هراء." علقت شابةٌ أخرى تقبعُ بآخرِ الطاولة وبالرغم من أن الحماس كان واضحاً بعينيها إلا أن ملامحها كانت باردة لا تمت بصلة لما تشعرُ به.

حضرَّ الرجل نفسه كي يقول بما رآه لكن إستشعاره للهالة القوية التي بدأت تقترب من الصالة أوقفت لسانه، إستقام الجميع بسرعة مُرسيين أياديهم اليمنى فوق كتفهم اليسرى.

فُتح بابُ الصالة على وسعهِ فبان من ورائهِ بخصلاتهِ الحمراء الشبه طويلة وحدقتيهِ الصفراء التي كانت تلمعُ وكأنها ثعبانٌ يترقبُ تحرك فريستهِ كي ينقض عليها بسمهِ.

همَّ ببطء مُتقصد ناحية مؤخر الطاولة ثم أوسع مجال هالتهِ فإرتختْ سيقان الجميع بوهن متسببةً بركوعهم على الأرض وتزحزحُ الكراسي بعيداً عنهم. قفز فوق الطاولة ليبدأ بالمشي عليها والطرق عليها بحذائهُ الأسود ذو الياقة التي غطت نصف ساقهِ.

وصل لنهاية الطاولة فتبخر وتواجد بنفس الثانية أعلى الأدراج الحجرية التي غُطيت بسجادة حمراء عريضة تنتهي عِند آخرِ درج، تربع فوق عرشهِ الذهبي ثم وضع رجلهُ اليسرى فوق اليمنى ريثما وجههُ حمل إحتقاراً غير طبيعياً.

تقزز منهم جميعاً، تمنى لو يستطيع نحر أعناقهم والتخلص منهم.

" أعتذرُ عن توسيعِ مجال قوتي، رغبتُ بإسكاتِ بعض الجرذان لكن يبدو أن هالتي أخطئت ومستْ المجلس الأعلى." أعقب بنبرة لا تحمل أي شعورٍ معين لكن التحذير الذي حملهُ صوته إخترق عقول الكل فإرتجفت أياديهم التي لم تنزل عن صدورهم.

|| كالينور هيليوڤان ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن