عمري وأنت الجزء الأول من سلسلة وللعمر بقية-الفصل الخامس

573 30 5
                                    

مرت الأيام بعدها برتابة وملل حتى أصبحت لا تهتم بعدها.. كل ما كانت تذكره أن أملها بأن تكون تلك فترة وستمر قد تحطم.. وتأكدت أن تلك أصبحت حياتها وعليها تقبلها.. كانت متأكدة من هذا منذ أول يوم بدأت به العمل وقبلت أن تأخذ ذلك الراتب البخس أمام كل ما عانته لسنوات عمرها لامتهان الطب يومًا ما.. وتأكدت أيضًا منذ الساعة الأولى التي تحملت بها وقاحة كامل مساعد الطبيب حتى لا تقطع المصدر الوحيد للدخل الذي قد تعتمد عليه فلا يمكنها العمل بغير مجالها.. كما أنها بدأت توقن أن معظم الناس نسخة من كامل لكن بطرق مختلفة.. فمثلًا الطبيب الذي تعمل معه عندما أيقن من مهارتها في التشخيص أصبح يعتمد عليها ويوكل إليها كل شيء بينما يجلس هو.. إضافة إلى اضطرارها للعمل ثلاثة أيام بمناوبة صباحية وثلاثة أخرى بمناوبة مسائية.. كان هذا مرهقًا بشكل لا يوصف والمبلغ الذي تتقاضاه لا يفيها حقها فبالكاد يكفيها طعامها خلال الشهر.. صحيح ليس الجميع.. فمثلًا صديقتها مروة بقيت على اتصال بها رغم أن هذا خطر عليها.. تنهدت وهي تفكر أن كل هذا بسبب أنها موقوفة عن العمل ومزاولة المهنة.. وليته خطأ منها بل تعسفًا وظلمًا.. كانت مستلقية أسفل الغطاء تحاول إيقاف سيل الأفكار المؤلمة لكنها لم تقدر.. وسرعان ما لاح ذلك النهار البائس ككل أيامها ببالها.
&&&
استيقظت من الغفوة التي قررت نيلها بمنتصف النهار من فرط التعب.. فبالمساء يتعين عليها البقاء بجوار والدها والدراسة.. وبالصباح تكون بالمشفى وسط مرضاها.
-:"استيقظي أصالة"
فتحت عينيها لتجد مروة تقف بجوارها وهي تقول بتوتر: "أصالة هيا انهضي!"
ردت بتذمر: "ما الأمر مروة؟. اتركيني قليلًا"
عادت تهزها بقوة أكبر وهي تقول: "استيقظي يا فتاة.. لقد ماتت مريضتك!"
انتفضت عندها بمكانها ونهضت تسأل بصدمة: "ماذا قلت؟!"
ربتت على كتفيها وقالت بأسف: "أنا حقا آسفة لكن هذه ليست المشكلة.. فالأستاذ رضا أتخذها ذريعة لتحويلك للتحقيق"
اتسعت عيناها أكثر وشلت الصدمة لسانها.. قبل أن تتمكن أخيرًا من الرد بذهول: "لكن... لكن ما ذنبي.. كانت... كانت مريضة بالفعل ونسبة شفائها ضئيلة.. وقد بذلت كل جهدي معها!"
بقيت جالسة وهي غير قادرة على الحديث أو الإتيان بأي حركة.. ومن نظرة مروة المشفقة علمت أن ما يجول ببالها صحيح.. فتلك نهايتها كطبيبة.. بينما لم تملك صديقتها سوى التربيت على كتفها بمواساة قبل أن تغادر وتتركها وحدها!
&&&
أفاقت من تلك الذكرى المشؤومة على الصوت العالي لتلك الآلة التي لا تعلم ماهيتها والتي كانت توقظها يوميًا.. تنهدت بضيق قبل أن تنهض وتنظر للساعة لتجدها الثانية والنصف بعد الظهر.. فاضطرت للخروج من الفراش حتى تذهب لعملها.. اتجهت للحمام بكسل وتعب وهي تتذكر تلك المرأة المسنة المصابة بسرطان العظام والذي كان قد نال منها المرض الكثير بالفعل.. و رغم أنها كانت تخرجت حديثًا إلا أنهم وكلوها أمرها.. ومن اللحظة الأولى علمت أنه فخ لتوريطها بشيء ما وكانت تعلم صاحبه جيدًا.. أغمضت عينيها ودخلت أسفل المياه وهي تتذكر ذلك اليوم المقيت الذي أعلمتها به إدارة الجامعة أنها لن يتم تعيينها هذا العام وستنتقل للعام التالي بسبب استكفائهم بالمعيدين.. كانت لتتقبل الأمر لولا أنها عرفت بأمر زميلتها بالقسم التي تعينت رغم أنها كانت السادسة على الدفعة لأنها ببساطة راندا ابنة الأستاذ الدكتور رضا رئيس قسمهم.. والذي لم ينسى كيف ذهبت له وتحدته أمام الجميع بنيل حقها منه بعد أن نعتته بالفاسد أمام تلامذته.. لكنه توعدها بأن يجعلها تدفع الثمن غاليًا وقد حدث.. فقد أضاع عمرها الذي قضته بالدراسة التي لا تتوقف تقريبًا.. كل تعبها وكل الأموال التي أنفقها والديها على دراستها وتعليمها ذهبت هباءً لأنها رفضت فقط ألا تنال ما تستحقه.. خرجت من الحمام بعدها واتجهت للخزانة القديمة وبدأت بتبديل ثيابها وهي بالكاد قادرة على التركيز بأي شيء.. وفجأة عاد الصوت المزعج مجددًا ليفزعها.. وعندها انتفضت والتفتت تنظر للنافذة التي تعلو الورشة مباشرةً واحتدت نظراتها وهمست: "حسنًا طفح الكيل.. لقد تحملت ذاك المعلم بما فيه الكفاية!"
***
هبطت الدرج بينما تحمل حقيبتها واتجهت بخطوات غاضبة نحو الورشة.. لتجد أنور يقف بكشاف ليضيء للمعلم الأمير المستلقي أسفل إحدى السيارات.. ورغم أن أنور التفت لها ما أن اقتربت وابتسم لها ببشاشته المعهودة.. إلا أن مزاجها السوداوي ما كانت لتزيله آلاف الابتسامات.. لذا لم تلتفت له كثيرًا وضربت ساق أمير بقدمها بخفة وهي تقول: "صباح الخير يا معلم"
رد: "صباح النور يا حضرة السفيرة"
عقدت ذراعيها وهي تنظر نحوه بحنق قائلة: "هلا خرجت لنتحدث للحظة؟"
لم تكد تمر ثانية بعدها ووجدته يخرج ويبتسم لها قائلًا: "ما المناسبة السعيدة التي قادت السفيرة أصالة لورشتنا اليوم يا ترى؟"
مطت شفتيها وقالت بغضب: "إنها آلتك الغالية التي توقظني كل يوم معلم أمير.. هلا أخفضت صوتها؟!"
كتم أنور ضحكته بصعوبة فالتفتت تنظر له بحدة وهي تسأله: "ما المضحك بكلامي؟!"
هز رأسه بنفي وهو يرد بسرعة: "لا شيء بالطبع آنستي!"
لم تعره اهتمامًا وعادت تنظر لأمير الذي نهض ووقف أمامها قائلًا: "للأسف لا يمكن خفض صوتها.. وقد توقفت عن العمل بها صباحًا حتى لا أزعجك و..."
قاطعته بحدة: "أنا لا أهتم بكل هذا.. أهتم ألا يوقظني صوتها كل يوم وحسب.. فلدي عمل أسهر به لمنتصف الليل!"
تنهد بعمق وبدا عليه الغضب ..مع هذا أطرق لثوان قبل أن يتنهد قائلًا: "عليك ترك هذا العمل فهو لن يجلب لك سوى المتاعب"
فتحت فمها بانشداه لفترة قصيرة.. قبل أن تقترب منه وترد بتحذير: "أمر كهذا لا يعنيك ولا يحق لك التدخل به.. لكن إزعاج الناس ليس أمرًا خاصًا فجد وقتًا آخر لذلك الشيء أيًا كان ما هو!!"
تحركت بعدها تتجه لمنزل نوارة المقابل بينما تنهد هو بعمق هامسًا: "ليلهمني الله الصبر!"
***
انتهت من حقن والدة نوارة بالإبرة والتي كالعادة ابتسمت لها ببشاشة يبدو أنها أورثتها لأبنائها وهمست: "بارك الله بك يا دكتورة"
تنهدت بعدها وربتت على كفها كالعادة وهي تكمل: "رحم الله والديك وجازاهما بكل الخير على تربيتك الصالحة"
كانت تبتسم بتلقائية ما أن تسمع هاتين الجملتين المتكررتين.. فمنذ اليوم الأول لمعرفتها بنوارة علمت أن والدتها مريضة بالسكر وأنها تخاف من حقنها.. فتضطر لإحضار ممرضة سخيفة تكرهها والدتها للغاية لذا عرضت عليها أن تقوم هي بالمهمة.. ربتت على صدرها وقالت: "بالشفاء يا خالة فلة"
نهضت بعدها وخرجت من غرفتها.. ولكن قبل أن تصل لباب الشقة وجدت نوارة تخرج من المطبخ المجاور للباب وتعترضها وهي تسألها: "ماذا أعد لك اليوم آنستي؟"
تنهدت وردت: "لست مضطرة لهذا نوارة.. وأيضًا أنا..."
قالت تقاطعها: "لست مضطرة بالفعل وهو أمر لا يذكر.. كما أن هذا الجدال عقيم فأنا في الحالتين أطهو لنا وأنت أصبحت جزءًا من العائلة لذا لا يعقل أن أتركك جائعة"
كادت تعارضها لكنها عادت تكمل ببشاشتها المعتادة: "لا تخيبي رجائي من فضلك"
وكالعادة ابتسمت لها وردت: "سأتناول مما ستتناولونه"
اقتربت منها نوارة وسلمتها كيسًا من الشطائر التي أصبحت عادة يومية لها أيضًا.. فلابد أن ترسل معها طعامًا ليقويها على الوقوف طيلة النهار كما تخبرها دومًا.. وقد أخذته منها وقبل أن تشكرها وجدتها تبتسم وببشاشتها المحببة قالت: "أمي تخبرني دائمًا أن ابتسم للحياة حتى لو كانت بها ألف كارثة.. وأن انتظر عوض الله لي وألا أضيعه"
شعرت بقشعريرة باردة تضرب جسدها وارتجفت شفتيها بينما تطرق وتهمس: "ليتني أكون قوية مثلك نوارة"
اقتربت منها وضمت كتفيها وهي ترد: "أنت أقوى مني بكثير لكنك بحاج لبعض الراحة"
رفعت عينيها لها وابتسمت فأكملت نوارة وهي تكمل: "وبحاجة للتوقف عن ارتداء هذه السراويل الضيقة"
تنهدت بضجر وقالت: "لا تبدئي أنت الأخرى نوارة.. يكفيني أمير الذي لا يتوقف عن إخباري بتبديل ثيابي!"
ضحكت بخفوت قبل أن ترد: "هو خائف عليك أصالة ولا يريد أن يزعجك أحد"
كانت تعلم أنها محقة فتنفست بعمق وهي تتذكر حديثها معه قبل قليل.. وعندها وجدت نوارة تربت على كتفها وهي تكمل: "اذهبي للعمل وعندما تعودين راضيه بأي كلمة وهو سينسى أيًا كان ما قلته"
ابتسمت رغمًا عنها وقالت: "يا فتاة أنا حقًا لا أصدق أنك في الحادية والعشرين فقط من عمرك!"
رفعت رأسها وهي تتنهد وترد: "ماذا أقول أنا حكيمة منذ صغري.. مكاني ليس هنا يا آنسة"
ضحكت أصالة على طريقة حديثها قبل أن تضع كيس الشطائر بحقيبتها وتودعها لتغادر.. وبينما كانت تخرج للشارع نظرت للورشة لكنها لم تجده.. فقررت أن تغادر الآن وتحادثه لاحقًا.
****
كانت تجلس على منضدة قديمة في المطبخ الموجود بالعيادة وهي تضع سماعات الأذن.. والذي يعد المكان الوحيد الذي تشعر به ببعض الراحة وتتمكن من لوم نفسها بأريحية.. ابتسمت بسخرية وهي تفكر أنها من المفترض أنها قبلت تلك الوظيفة لتحسن وضعها.. لا ليصيبها كل هذا القدر من الإحباط وانعدام الأمل.. وحتى قائمة الأغاني كانت متضامنة مع الإحباط ضدها.. فمغنية والدها المفضلة كانت تنوح معها على عمرها الذي ضاع هباءً.. لم تكن الأغنية تنطبق عليها فقد كانت تنوح حبيبها الذي هجرها.. لكن كان هناك مقطع يؤلم صدرها كلما سمعته
(أنا وقلبي يا روحي حيارة.. يا روحي حيارة..
سنين ولا بننسى.. يا عيني خسارة..
داريت بدمعتي.. داريت بدمعتي.. خايفة لايشوفوها كتمت الآه بقلبي عنهم لا يسمعوها)
تنهدت وقررت إغلاق الأغاني ثم دفنت رأسها بيدها محاولة ألا تتساقط دموعها.. متى بدأ كل هذا الحزن؟.. لا تعلم.. بل هي تعلم وتحاول التجاهل.. كل شيء أصبح سوداويًا أمامها مع تلقيها راتبها الثاني والذي لم يكن به أي زيادة كما وعدها الطبيب عندما تقدمت للوظيفة.. وشعر أن الراتب لا يرضيها فأخبرها أنه سيختبرها لشهر وبعدها يرفع الراتب.. وهي لم تستطع الكلام فقد كانت بحاجة لأي مال وخافت أن تفقد الوظيفة.. من وقتها فقدت أي لمحة من أمل كانت تحمله بقلبها.. كل هذا حدث مع وفاة والدها.. مع رحيله رحل كل شيء كانت تتمسك به.. رحلت أصالة المدللة التي كانت تملك كل شيء.. وضاع معها عمرها وكل ما ضحت وسعت لأجله.. لا تعلم كيف حلت صورته مكان كل شيء.. وابتسمت ذات الابتسامة التي تمنعها بالقوة من احتلال وجهها مع وقوفها بقربه.. مع هذا تنجح أحيانًا بالتسلل مع ذلك الرجل البسيط التلقائي بطريقة تصيبها بالجنون.. مع كل حركة تصدر عنه أو كلمة يقولها.. لا زالت تتذكر صدمته عندما أخبرته أنها ستعمل وكيف طلب منها ترك العمل فورًا.. ورغم أنها انفجرت بوجهه وأخبرته ألا يتدخل بما لا يعنيه..  ظل ينتظرها كل ليلة حتى تعود ويطمئن أنها سالمة ثم يغلق ورشته.. كانت لا تعلم ما يصيبها.. فأحيانًا تجد نفسها تحدق به بافتتان.. وأحيانًا تصرخ وتتشاجر معه لأي سبب دون أن تفكر حتى بالعاقبة.. فتحمله لها إكرامًا لوالدها كما يخبرها دائمًا بالتأكيد له نهاية.. ولا تعلم عندما يبلغ منتهاه ويقرر تجاهلها ماذا ستفعل دون سؤاله عنها.. فهذا الكائن الذي لم تتخيل أن تقابله بحياتها أصبح يومها لا يكتمل دون رؤيته.. ودون سماع أسئلته عن أخبارها وأحوالها بالعمل.. ورغم أنها ترد أحيانًا باقتضاب وأحيانًا لا تنتبه لحديثها معه إلا وتكون قد أخبرته بكل تفصيل مرت به خلال اليوم.. ورغم أنها تكون مصدومة إلا أن اهتمامه يسعدها ويشعرها ببعض الراحة.. بل عليها الاعتراف أنه مصدر الراحة الوحيد بحياتها دون أي سبب منطقي.. فحتى نوارة ومروة اللتان لم تفارقانها الفترة الماضية.. إلا أنها كانت لا تتحدث معهما كما تتحدث مع أمير.. فقد كان يطمئنها بابتسامته ونظرته الحانية.. بينما كانت كالعادة تضع حدودًا لمروة لأنها لا تريد إيذائها.. فإن علم رضا أو ابنته عن طريق إحدى صديقات مروة قد يؤذيانها وهي بغنى عن حمل ذنب أي شخص.. أما نوارة فهي فتاة لطيفة لكنها لا تزال بمقتبل العمر ولا تريد أن تصيبها بالكآبة بسبب حياتها المأساوية.. أو ربما خافت أن تنفرها من الجلوس معها.. فقد كانت تسليها بأيام الإجازات وعندما تعود للمنزل باكرًا بأيام المناوبات الصباحية.. وتعد أروع طعام تذوقته بحياتها بعد طعام سالمة.. كل هذه الأسباب منعتها من إفصاح ما بقلبها لأي أحد عدا أمير.. فقد كانت لا تتجمل ما أن تراه أو ترسم ابتسامة سخيفة.. عندما تكون متعبة تخبره وعندما تكون حزينة لا تخفي الأمر وهو كان يتفهم دون أي كلمة.. ويتحملها لدرجة تؤلمها.. فهي أدرى الناس بسلاطة لسانها.. والأسوأ أنها لا تنفك عن إهانته أمام مساعده الذي يكبره بعشر سنوات ويعتبره مثلًا أعلى له.. ورغم أنها بالفترة التي قضتها بالمنزل اكتشفت أنه شخص يهابه ويحترمه الجميع.. إلا أنه كان يصمت ولا يعاتبها إلا وهما يقفان وحدهما.. وقد زاد هذا ألمها بعد أن اكتشفته عندما لاحظت أنه لا يلومها على الصراخ عليه أمام أنور كما تفعل هي.. وحتى يكتمل اليوم وجدت المدعو كامل يدخل المطبخ فتجاهلته كعادتها رغم علمها أنه سيسمعها ما يخطر بالبال من كلماته الفجة.. تحرك نحوها واتكأ على المنضدة وهو يقول: "الطبيب لن يأتي اليوم لقد اتصل واعتذر.. وأنا سأبقى لنقل حجوزات اليوم للأيام القادمة والاعتذار للمرضى"
تنهدت بضيق وهي تلعنهما معًا فقد كان عليه إخبارها هي الأخرى.. نهضت بعدها  وقررت أنه لا فائدة من العتاب أو التذمر الآن.. ثم توجهت نحو الحوض وغسلت فنجان قهوتها.. لكنها شعرت بخطوات تقترب منها فالتفتت بحدة لتجده بالفعل يقف أمامها ويسأل: "لم الغضب يا حلوة؟"
ردت بحدة: "ليس لشيء يعنيك!"
كادت تتحرك لكنه أمسك ذراعها.. وعندها لم تتمالك نفسها وبكل عزمها وقوتها هوت بيدها على وجنته وهي تهتف "لا تلمسني أيها ال..."
لم  تكد تتم جملتها حتى وجدت يده هو الآخر تهوي على وجنتها وهو يسبها ثم قال بسطوة: "لن تبقي هنا.. سأخبر الطبيب أن يفصلك لسوء سلوكك.. سأعيدك للشارع مجددًا!"
فلم تتحمل ما يجري أكثر والتقطت حقيبتها ثم غادرت فورًا!
****
مساء الخير يا حلوين
بعتذر إني منزلتش إمبارح
متنسوش الدعم ورمضان كريم عليكم ❤🌹

عمري وأنت الجزء الأول من سلسلة وللعمر بقية- مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن