الفصل الثانى عشر

327 19 0
                                    

الفصل الثاني عشر
(دوامة الحب)

بعد مرور ثلاثة اشهر حدث ما يريده خوسيه اصبحت حاملا وكان هو سعيدا بذلك جدا وانصب اهتمامه على ذلك الموضوع كثيرا اما جيسيكا ازدادت حنقا وغضبا من ذلك الحمل وبقيت طوال الاشهر التي مضت في مرحلة سكون وسبات عن المخططات.... اصبح خوسيه يترك باب غرفة هيلين مفتوحا دائما لم يعد يقفله كما كان ولم يعد يدخلها إلا قليلا وبالنسبة لعلاقته بجيمس بقيت على حالها لا تطور ولا تغيير... اما عن تلك المرأة التي تدعى كلوديا فهذه هي علتها اذ انها تشك انه مازال يواصل علاقته بها تلك المرأة لا تريد ان تتركه وربما هو ايضا لا يريد تركها.... هي محطمة و اعصابها مشوشة للغاية فإحساسها بابتعاد خوسيه بات يعذبها تشعر به قد تركها اذ انه لم يعد يقترب اليها منذ حدوث الحمل وكأن مهمته قد انتهت لهذا الحد وصدق بكلامه عندما قال لها انه لا يريد شيئا منها سوى الطفل....كيف لزوجة ان ترضى بذلك الوضع خاصة وإنها تحبه بشدة و تغارعليه بجنون وتشعر بخطورة وجود امرأة فاتنة وساحرة مثل كلوديا...... اصبح يقيدها بذلك الحمل ويقيد حركاتها ويأتي لها بالطبيب اسبوعيا الى غرفتها...... وهي لا تتنازل له وتسأله عن سبب جفاءه ولماذا لم يعد يهتم بها كامرأة.

فتحت الحاسوب وراسلت جيمس الذي سافر الى اميركا وقد قرر ان يمضي عاما هناك... شرحت له الوضع كله كما هو وهو يهون عليها ويطمئنها انها سوف تنتصر بالنهاية ويشجعها على الاستمرار من اجل خوسيه ومن اجل طفلها.... راسلت تيم ايضا وابتسمت عندما ارسل لها"اشعر انك لست سعيدة لا ادري حدس ما يخبرني ان ذلك المكسيكي لا يعطيك قدرك الكافي" كتبت له بأهتمام: "دائما تتهم الآخرين..... اطمئن انا سعيدة جدا وقريبا سيكون لي ابنا مكسيكي" توقف فترة عن الارسال وكأن ذلك الخبر ازعجه... انتظرت قليلا حتى بعث"حقا؟......... تهانينا الحارة......... لكن دعيني اقول لك انك تزوجته من اجل ثروته........ اعرفك جيدا مهما حاولت التبرير.... لا اعتقد انك احببته فعلا..... انت طامعة بالمال كنت تبحثين عن رجل مليونير ورمى لك الحظ خوسيه بطريقك اضافة الى غناه فهو شاب ووسيم يا لك من محظوظة"..... ابتسمت من كلامه و ادركت غيرته من خوسيه ثم قالت كعادتها عندما تحاول اغاظته"حسنا.... نعم صحيح... انت محق.... انا محظوظة بخوسيه" تيم وبسرعة" اتمنى ألا يتركك يوما عندما يكتشفك" هي و بتسلية"لا اعتقد ذلك اطمئن.... خوسيه لا يتركني... ولا يكتشفني ابدا" ونظرت بتسمر الى يد خوسيه التي وضعها على المنضدة.... التفتت بسرعة ورأته منحنيا ويقرأ معها وعينيه مشتعلتين بنيران الغضب..... تيم"لماذا تأخرت واصلي..... انا اتسلى بخداعك لذلك الجذاب..... لو كنت غنيا لما تركتني" تجهمت و ارادت ان تغلق الحاسوب إلا انه منعها وكتب هو"ما الذي يجعلك واثقا من ذلك؟".... اجاب بسرعة وقد وضعت يدها على رأسها يا لسوء الحظ الذي لا يفارقها ابدا"هناك الكثير من التعابير اجدها عندك عندما نكون لوحدنا..... ادركت انك تركتني لمجرد انني فقير الحال.... ماذا اكون امام هذا المكسيكي الفاحش الثراء كما يقال".... ابتسم خوسيه بتوتر و اغلق الحاسوب بعنف ابعدت بصرها و ادركت ان ذلك خطأها هي تستحق كل ما حصل..... قرب وجهه جدا وقال: "ما هذا الذي يجري الآن كارلا.... مع تيم! تمضين اوقاتك؟"... شبكت يديها وخفضت بصرها... قال وهو يمسح على شعرها: "اذن اعترفت اخيرا ما هدف ذلك العرض الذي عرضته علي هناك في فرنسا وبسرعة وبدون تردد.............. واحدة تأتي الى رجل وتطلب منه ان يتزوجها...... و ذلك الاحمق يوافق بسرعة وينفذ طموحها......... ثم اردت ان توهميني ان عمتي وابنتها جشعتان وطامعتان و انت النقية الوحيدة التي احببتني لذاتي............. لا تتوقعين انني الآن متفاجأ او مذهولا..... مطلقا.... ادرك نواياك منذ البداية.... منذ ذلك العرض لذلك لم استطع ان احبك يا كارلا قررت ألا احبك بكل قواي وجهودي...... هذه ليست المرة الاولى التي تخبرين تيم فيها انك تجرين وراء المال..... كنت اسمعك هناك في الدائرة تتحدثين معه بهذا الخصوص............... لا بد انك فخورة بنفسك...... كنت ادرك نواياك ومع ذلك وافقت.... قلت لا بأس انا ايضا لدي اهدافي بذلك الزواج...... امنحك المال والثراء وتمنحيني جمالك و اكثر من ذلك".... قالت بشفاه مرتجفة: "اذن تعادلنا ..... ليس بيننا من هو نقي ويحب بصفاء نية"............... اومأ برأسه بتجهم وغضب ثم اعتدل واستدار الى الناحية الآخرى وامسك جبهته... نهضت واقتربت قائلة: "انا حققت رغبتك وحملت.... لم يعد بيننا شيء سوى ذلك الطفل.... و انت تعيش حياتك ولا احد يحاسبك.... لديك كلوديا تمنحك كل ما تطلبه و انا امنحك طفلا.... تبدو مكتفيا وسعيد الحظ ومدلل..... زوجتك تخرس وتبلع لسانها و انت تحفل بالملذات..... لماذا لا تتركني انا ايضا اعيش حياتي" التفت اليها بسرعة وقال باتقاد ونفور: "نعم؟...... اتركك تعيشين حياتك؟........ ماذا تظنينني حتى اقبل بذلك الانحلال؟"......... هي وبعصبية: "لا انحلال إلا من قبلك...... لا تحترم الزواج ولم تعير له اهمية.... لماذا اتيت الآن؟...... اذهب اليها فذلك حقها وإلا غضبت وعاقبتك" امسك ذراعها بعنف ثم تركها وضرب المنضدة وتناول الحاسوب وضربه بالجدار... قطبت جبهتها وقال وهو يمسك ذقنها: "سوف لن اتكلم معك الآن ايها الكاذبة..... كم كنت مغفلا عندما كدت ان اصدقك..... كل مرة تفاجئيني بكذبة جديدة...... حسنا كفى "وترك وجهها محاولا السيطرة على اعصابه و قال: "كفى"..... ثم اتجه الى الباب ليخرج إلا انه توقف عند الباب وامسك جبهته و اغمض عينيه كأنه يشعر بوعكة.... اسرعت اليه قائلة بقلق بالغ: "خوسيه.... انت بخير؟" ابعدها بنفور وخرج....... تهاوت على السرير وقاومت دموعها لماذا فعلت ذلك؟.... لماذا قالت له كلام اوجعه وتركته يعتقد انها فعلا طامعة به؟... كل ذلك لأنها غاضبة ومحترقة من ابتعاده كل هذه الأيام وجفاءه لكن ما كان عليها ان تأجج النار هكذا بينهما ما كان ان تجعلها غيرتها تتهور.... رن هاتفه الذي تركه على المنضدة واتجهت اليه ثم ردت بغليان: "ايها العاهرة ماذا تريدين؟.... لن يأتي اليك...كوني واثقة.... لو كنت تملكين الشجاعة تعالي انت الى هنا"... كلوديا وببرود: "اعصابك.... اهتمي بطفلك... هذا ليس جيدا لصحتك"و اقفلت الخط بعنف.

الحب الانانى الجزء الاول من سلسلة قلوب منكسرة لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن