الحسن بن علي

2 1 0
                                    

الحسن بن علي
.

هو آخر الخلفاء الراشدين بنص جده صلى الله عليه وسلم ، ولي الخلافة بعد مقتل أبيه بمبايعة أهل الكوفة فأقام بها ستة أشهر وأياماً، خليفة حق وإمام عدل وصدق تحقيقاً لما أخبر به جده الصادق المصدوق بقوله : الخلافة بعدي ثلاثون سنة، فإن تلك الستة أشهر هي المكملة لتلك الثلاثين، فهذه بعض أقوال أهل العلم في كون الحسن أحد الخلفاء الراشدين ، فأهل السنة يعتقدون أن خلافة الحسن ، كانت خلافة حقة وأنها جزء مكمل لخلافة النبوة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن مدتها ثلاثين سنة


شرف نسب الحسن بن علي:

هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، المدني الشهيد، سِبْط رسول الله وريحانته من الدنيا، وهو سيد شباب أهل الجنة، فهو ابن السيدة فاطمة بنت رسول الله ، وأبوه أمير المؤمنين علي . وقد ولد الحسن في نصف رمضان سنة 3هـ.

أثر الرسول في تربية الحسن بن علي :

ظل الحسن بن علي يتربى على يد المصطفى ما يقرب من ثماني سنوات، ربّاه على عينه، وكان النبي يحبه حبًّا جمًّا، وقد تولّى النبي تربيته منذ اليوم الأول لولادته؛ فسماه الحسن، وأذَّن في أذنه ليرسِّخ في قلبه معاني عظمة الله ، وليطرد عنه الشيطان. كما برّك[1] النبي الحسن، وحنّكه[2]. وكان النبي يداعب الحسن كثيرًا، ويقبِّله ويعانقه حبًّا له وعطفًا عليه. وكان النبي يؤصِّل في الحسن منذ الصغر حب الإصلاح بين المسلمين، ويربط هذا الأمر بالسيادة؛ فقد روى البخاري بسنده عن أبي بكرة أن النبي صعد بالحسن بن علي المنبرَ فقال: "ابني هذا سيِّد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين". وقد تحققت هذه النبوءة التي تنبّأ بها رسول الله بعد ذلك.

أهم ملامح شخصية الحسن بن علي :

جوانب العظمة والسمو البشري والأخلاقي في شخصية الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- من الكثرة بمكان، لكن أهم ما يميّزه هو هذا الملمح العظيم في شخصيته، وهو الحرص الواضح والدائم على حقن دماء المسلمين ووحدتهم، ويكسو هذا الحرص حياة الحسن طولاً وعرضًا، ويؤكد ذلك المواقف الكثيرة التي عاشها الحسن ، وتعايش معها انطلاقًا من هذا المبدأ العظيم. وخير شاهد على ذلك تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية حقنًا لدماء المسلمين، وأبرم الصلح معه بعد بضعة أشهر من مبايعته للخلافة، فكان ذلك فاتحة خير على المسلمين؛ إذ توحَّدت جهودهم، وسمي عام 41هـ عام الجماعة، وعاد المسلمون للجهاد والفتوحات.

بعض مواقف الحسن بن علي مع الرسول :

روى الإمام أحمد بسنده عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي : ما تذكر من رسول الله ؟ قال: أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة، فألقيتها في فِيَّ، فانتزعها رسول الله بلعابها فألقاها في التمر. فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التمرة. قال: "إنا لا نأكلُ الصدقة". وروى البخاري بسنده عن أبي هريرة قال: كنت مع رسول الله في سوقٍ من أسواق المدينة فانصرف فانصرفت، فقال: "أَيْنَ لُكَعُ -ثَلاَثًا- ادْعُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ". فقام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السّخاب[3]، فقال النبي بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فالتزمه فقال: "اللَّهُم إِني أُحِبهُ، فَأَحِبهُ، وَأَحِب مَنْ يُحِبهُ". وقال أبو هريرة : "فما كان أحدٌ أحب إليَّ من الحسن بن علي بعدما قال رسول الله ما قال".

قصص وعبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن