ارتديت عباءتي وخماري ونِقابي وجلست على سريري اقلب شاشة هاتفي ولا أرى اي جديد، وإن كان هنالك جديد لن أراه، لأن الهاتف بيدي وعقلي بمكان آخر(اطوس)، (اسرح)
هذا ما نقول له في بلادنا اليمنيه بمعنى
شرود او ذهاب عقلي لمكان اخر
فجاءه!
ذكرت فارس أين فارس اختفاء فجاءه هو وألمه؟!
ذهبت إلى غرفته لأجده هناك،، دخلت بشكل غير لائق حقاً إلى غرفته
لكن لمَ لم يذهب إلى العزاء؟
:فاارس لمَ لم تذهب إلى العزاء؟
ااه لازال يدير لي ظهره ولم يرد حتى!
اخذت بخطوات اليه لإجدهُ نائم!
ماذا يحدث هذا أيضاً صديق حميم لفارس لمَ لم يهتم بموته؟؟
ايقظهُ، وايقظه، وايقظهُ
لأكشف انهُ فاقد الوعي!!
وقفت مكاني،، اه نعم لقد خفت جداً ولم استطع الحراك في موقف كهذا،، لأني حقيقتاً فكرت انه مات!
جاءت جوري وهي من لحقتني، وهي غاضبه مني
:ياااسمين انا وامي ننتظركِ في الأسفل لنذهب سريعاً للءء
لتلحظ الخوف المحيط بكامل وجههي، اقتربت مني وبدأت تهز جسدي
:هيه ياسمين!
:ججءءوري
:نعم
:فءارءءس
:ماذا به؟
:فارس ءءمات او فقد وعيه لا اعلم
وبدأت ابكي، وجوري بدأت تصرخ لأمي ولآدم
:ااااااامي تعاااالي، ااااااااااادم تعال فاااارس ليس على ما يرام
سمعت امي تصرخ من الأسفل، هي وصوتها الباكي
:ااااه ماذا به ولدي الحبيب
ولدي الحبيب! هذه الكلمه التي لن تكف امي عن قولها وان انتهى العالم
كُنا نسمع صوتها وهي تقترب منا وتركض في الدرج بسرعه خياليه
لدرجه انه اليوم الذي اكشفت ان امي لا تؤلمها ركبتاها كما تقول لي دائماً!
جاءت امي وجوري في دورة المياه التي في غرفة فارس وجاءت بالمغرفه التي بها ماء، وكانت ترش في وجهه فارس اما انا ابكي بصوت خافت كعادتي لا اصرخ في الخوف ولا ابكي بشكل ملوحظ
احاول ان افعل ذالك!
ولو كان بيدي لاصرخ لسمعني من في أوروبا!
عموماً جاء آدم بنفس تلك اللحظه يركض ويفعل اشياء اعتقد انها اسعافات أوليه، إلا أن استيقظ فارس اخيرآ
أخيرآ؟
أخيرآ ماذا استيقظ ولكن لونه ازرق كالسنافر وفمه اسود كالفحم لكن فتح عيناه وهذا ما طمئننا قبل أن يغلقها بعد ثانيتنان
اخذ آدم فارس بحضنه!
وحمله، اااه كم كان مظهر اخوتي جميل الرجل يحمل الشاب وكلهم عوناً لبعض، حفظكم الله
عموماً..
ذهبت امي وآدم إلى المستشفى وبقينا انا وجوري في المنزل، فأتصلت جوري بوالدي واخبرته بكل شيء وأننا لهذا السبب لم نأتي الى العزاء
فصرخ ابي بتوتر، وذهب إلى المستشفى معهمبقينا انا وجوري!
اتعلمون ماذا اقصد؟!
انا وجوري، هذا يعني ان الحرب بدأت
افففففف كم انتي عنيدة يا جوري!
ولكن أحبكِ ولا أعلم لماذا، رغم السُلطات التي تسلطينها عليّ وتكبرينني بأربع سنين فقط!
مزززعجه!!!!!!!
حسناً اتصلت على صديقتي رولا، التي كانت حقاً نِعمُ صديقه ونِعمُ اُخت، كانت كمكنسه الأحزان والهموم
كنت أراها وتشفط مني كل الحزن لتستعد هي بإستقباله
فلا يهمها، اهم شيء بالنسبه لها سعادتي!
وبدأت أحدثها عن ما جرى
:الحمدلله يا ياسمين، قولي الحمدلله فهناك حوادث اكبر من هذه تحصل
:اعلم لكن تخخخيلي بيوم واحد حصلت كل هذه!
:وهناك ابشع يا ياسمين الناس قد اعتادت على الألم والوجع والذِل والمهانه، والموت، والقتل، وكل شي، وانتِ لم تري الا شيئاً بسيط من ألآم الناس، قولي الحمدلله وان حصل معكِ أقوى من ذالك فالله هو المعين يا صديقتي
:والنعم بالله
حسناً تحدثنا كثيراً إلا أن شعرت بالجوع وسط هذه المصايب التي حلت علينا، ربي اشفي فارس فهو ضحكة هذا البيت، وانا لا احب الضحك والفراهه إلا معه، ربي احفظ كل خطوة يخطوها اخاي فارس وآدم واجعلهم سالمين لنا
ياااارب!مرت ٦ساعات على غياب اللكل، آه أين هم يارب
سمعنا صوت جرس الباب أخيراً
نزلتُ اركض لأرى من الطارق، وجوري تركض
هاهاهاها لأسبقُها انا
ههه كالعاده!!
حسناً كما قلت لقد جاء وآلدي ووآلدتي فقط!
:امي أين البقيه؟
:فارس سيبقى في المستشفى حتى غداً ان شاء الله ونرى كيف سيصبح
صرخت جوري من زاويتها البعيده عنا
:لكن لماااذا؟ وماذا قال الطبيب عن حالة فارس؟
:هكذا لان الألم احتمال سيعاوده وقد أُغمى عليه بسبب هذا الألم، وقال الطبيب سيجري له بعض الفحوصات والاشعه ليعلم بماذا يعاني اخيك فارس
تكلمت بإستغراب
:لكن كل هذا الوقت ولم يجري لهُ الفحوصات؟
:لا لقد بقينا في المستشفى ساعتان فقط لكي نطمئن ان فارس قد استيقظ، وذهبنا انا وآدم ووالدك إلى العزاء، وبقاء آدم هناك في العزاء عند سالم اخاء نوح، فهو جداً متأثر لموت اخيه المسكين، أما فارس فقد تحسنت حالته، لكن بقاء هناك خوفاً من أن تعود لهُ تلك الآلآم غداً ان شاء الله ويعود
رأيت امي متجهه إلى المطبخ، فركضت مباشرة خلفها
:ماذا تفعلين؟
:ساُعد العشاء يا ابنتي فالكل جائع
:حسناً اذهبي وانا ساُعده، ارتاحي قليلً فقد تعبتي اليوم جداً
ابتسمت لي امي ولازالت مستمره في الترتيب قبل الطهي
قلت بحنق:امي هيااا اذهبي
:لكن اريد ان اطبخ الخبز، وانتِ لا تستطيعين طهي الخبز
اخذت بنفسي اسحبها خارج المطبخ
:لا لا من قال لكِ اني لا أجيد طبخ الخبز، انا فنانة به
ضحكت امي وخرجت ودعوتها هذه التي دائماً ما ترافقها
(يعطيك العافيه يا بنتي)، (الله برضاء عليك)
آه امي كم احُبكِ وليتكِ تعلمين!
ثم ذهبت إلى الطبخ وعجنت العجين، فجأت جوري ورأتني بتعجب
:ماذا؟ هل ستعدين اليوم انتِ العشاء، لا وخبز أيضاً، آخ
:نعم انا من سيعد العشاء، وخبز أيضاً
:حسناً، اعجني فقط، وانا من سيكمل الخبز
صرخت بإعتراض
:لااااا طبعاً، اذهبي لتنظيف البيت أجمل من أن تأتي لتعانديني هُنا ءء
وقاطعتني وهي مبتسمه ابتسامه استهزاء
:يا سلام، لن نأكل الليه هذه ايضاً.
وذهبت وانا اشتعل ناراً من خلفها، اوف غيرت جوي المريح، إلى حريق
بالله لماذا سُميتِ جوري أين ورده الجوري واين جوري اختي
لكن الخطاء من ابي كان يجب أن يسميكِ نكد كان أجمل وانسب، ويليق بكِ جداً
كنت اردد هذا الكلام بصوت عالي من الضيق الذي أصابني من صباح اليوم بسبب وجودي بكل الوقت معها
فجاء ابي فجاءه
اااوه هل سمع كل هذا؟
نظر لي نظرة جامده لا أعلم ماذا يقصد بها، لكن ابتسم بعدها
:اوه يا ياسمين تبدين غاضبه، ماذا بك؟
ثم بداء يحرك نظره في المطبخ وفي عجيني
:همممم رائحه عجين هههه
ضحكت بدون إراده بصوت عالي
:ههههه لكن ابي العجين لا أحد يشمه ههه كم انت مضحك يا ابيكان ينظر لي وهو مبتسم ابتسامه اتمنى ان تدوم، جلس بجانبي
:لكن يا ياسمين أرى أن هناك عجانه لكي تعجن لمَ تعجنين بيدك الجميله هذه
قال هذا وهو يقصد المدح انا اعلم!
:لا احب ان اعجن بيدي، لكن جوري هي من تحب أن تعجن بالعجانه، أما أنا أريد أن أكون مثل جدتي رحمها الله كانت تعجن بيدها
تحولت نظرة ابي من مبتسمه إلى حزينه فجاءه
:آه رحمها الله، ثم تحولت نظراته إلى سعيده مره اخرى
:الآن هيا اكملي وماذا افعل انا؟
جلست افكر قليلاً
:اممممم حسناً انت اذهب وارتح قليلاً هذا ما يجب عليك فعله
:اوه هل هذا عمل؟
:نعم انا آمرك بفعل ذالك هيا!
جاء ابي وقبل رأسي وقال بحنيه
:حسناً يا امي
حينها أدركت ان ابي يشتاق جداً لأمه واني انا من ذكرته بها
ويريدني ان اصبح مثلها فعلاً!
.........
أنت تقرأ
ياسمين
Ficção Geralانا ياسمين، نعم ياسمين تلك الزهرة الذابله المستخرجة عنوة من ارضها انا من زُرعت في ثراء إب الخضراء انا من سُقيت جذورها بسواقي حضرموت انا من اتنفس هواء صنعاء وابتسم عن اراضي لحج انا الجميله مثل عدن، العطره مثل زهور المهره انا تلك التي احتضنتني بلدي و...