صرخت بقوه لأبي
:ااااابي نحن هنا، هيا تعال
فذهب يركض بين طلق النار وإختفاء بين الناس
ونحنُ في ذالك الباص الكبير، الذي انقذنا وترك ابي!
............
جلست على النافذه افكر كيف اقتلبت حياتنا بهذه السرعه،
"آه لو كنت معنا يا فارس لكنت مُتاما انت يآدم فلك الله يا عزيزي
وانت يا أبي، اتمنى ألا تفعل كما فعلت جدتي تركتنا وذهبت!مسحت دمعه نزلت على خدي فشعرت بدفئها وسط برودة إب، وانا اتذكر عراك فارس وآدم من أجل عمله، عدتُ إلى ذاكرتي قليلاً، وعادت الأحزان إلى قلبي
:يجب أن تترك العمل، ولو لهذه الفتره فقط
فصرخ آدم بوجهه فارس
:ومن يعمل بدلي بحقك، هنالك أرواح تحتاجنا هنالك اُناس تريدنا، وانت بماذا تفكر يا فارس ان ادعهم يموتءء
قاطعه فارس بصوت أعلى، لدرجة اني خفت ان تزول ابتسامته منها للأبد
:هُم يخافون على عساكرهم، ونحن نخاف عليك
وأشار بأصبعه مهدداً لآدم
:اسمع ان انت تريد الموت لكنت قتلتك من قبل، لكن نحنُ نحبك
فبكىء
وفارس كما قُلت لا يبكي!
:ءء أنت لا تهتم لحياتك لكن ءء نحن نهتم بحياتك نريدك نحن، وان لم تريد نفسك انت، ارجوك اسمع مني
كان يلتقط أنفاسه بالقوه من بكائه الذي شعرت انهُ يخفيه طوال عشرون سنه
فجاء دوري وانا امسك يد فارس
:آدم كلام فارس صحيح لمءءء
قاطعني ابي ببرود
:آدم ألحقني إلى غرفتي رجاءً
نظرت إلى ابي وانا اشتعل غضباً
:ابييي وانت هل ستموت ايضاً
نظر لي وكان كلامي بداء له مهماً
رغم أنها المره الاوله التي يهتم أحدهم إلى كلامي!
اكملت وانا ابكي
:ابي هل ستموت، يكفي موت آدم ان اراد الموت لا نريد أن نفقدكم كلكمصرخت امي بوجههي
:ياسمين
نظرت لها نظره وانا لا أرى امي من الدموع التي ملاءت عيناي، أجبت امي بصوت خافت
:ماذا؟
:اذهبي جهزي ملابسك غداً نتوجه إلى إب
:لكنءء فارس كيف سيسافر مصر
:فارس سيبقى هُنا في المنزل حتى يسافر ولن يعود إلا عندما تنتهي الحرب ان شاء الله، ووالدك وآدم سياتون معنا
نظر ابي الى امي وذهب هو وآدم بخطوات غاضبه
فسألتُ امي بإستغراب
:وما ادراكِ ان الحرب ستنتهي بهذا التوقيت
:ولا تغنطوا من رحمة الله
وقالت جوري برضاء
:والنعم بالله
ثم مضى يوم وألغينا السفر إلى إب لأن الوضع ازداد سوء، والطُرق ازدادت خطوره وازدادت محاصره من الإرهاب،، الذين طمعوا في اليمن
في بلادي الحزينه!
وأيضاً امي لم ترتح لبقاء فارس في البيت وحده
فقررت بقائنا إلى ان يسافر فارس، ونذهب نحن من عدن إلى إب، ونتمنى أن إب اكثر امان، رغم ان لدينا مناطق كثيره آمنه كالقرى، لكن ذهبنا إب لأن لدينا هنالك منزل، على الاقل سنبقى به
وبعد مرور اسبوع، جاء دور وداع فارس، وموتنا على الأبواب، فالسفر كاد ان يُلغى بسبب الحرب التي اشتدت بالتوسع إلى كل مكان
وحتى في منطقتنا بدأت الانتشار والرصاص
تخيلوا!!
لكن قرروا ان يعجلوا السفر للناس قبل الحصار الاشد من هذا!
دعوني اخبركم عن وداعي لفارس
فارس العزيز!
جلست بحضنه ما يقارب ساعه او نصف ساعه ابكي واُقبله في رأسه وخديه ويديه
فربما لن يجدني بعد هذا اللقاء!
او لن اجدهُ انا من بعد هذا اللقاء!
كنت أبكي وحلقي وقلبي يؤلمانني ألم الوداع، وألم يعلم ان الموت على الأبواب، ألم جمع كل الاحزان إلا أن جرح بدني
:فارس انت قوي، انت لن تضعف للسرطان هذا، انت لن تخذلني، ولن تفارقني إلا مدة العلاج فقط، انت قوي
ولم استطع الكلام بعدها، فالبكاء غلبني
فأكمل فارس وهو يبكي أيضاً وحالته يُرثى لها وجسمه القوي الذي اختفاء وأصبح جسديه نحيل وعظامه هزيله اااه لدرجه اني كنت احضنه بلطف
خُفت ان ينكسر!
:ياسمين، انا قوي، ولن استسلم بهذا المرض بالطبع، إلا إذا ارادءء
ثم صمت واكمل بعدها وهو يدمع، ويبتسم أيضا
:الا اذا ارادني الله، لبّيتُه
حضنته وانا ابكي، فكُل المطقع هذا بكاء، وإن فصلت لمللتم من القصه!
:فارس هل تعِدُني انك ستبقى بخير، ونبقى على تواصل دائماً؟
:ااه نعم اكيد، سأتصل كل الوقت، حتى تملوا من اتصالي المتواصل
كلمته وانا ابتسم، لأبتسامته، رغم ان ادموع متواصله في النزول
:لا لا لن امّل ابداً منك، انا احُبك يا اخي اقسم اني احبك لدرجة اني اشعر انك نصفي ولا أستطيع الانفصال عنه
:هههه وانا أيضاً يا ملكه الاحساس أحبكِ كما تحبيني واكثر
قلت بعناد
:لا انا احبك اكثر
ورد بعناد هو الاخر
:ههههه لا بل انا!
:لا بل انا
ثم ضحكنا كلنا انا وفارس الثنائي الذي كلاً منهما يكون نصف الآخر
في ودائع الله يا فارس...
ذهب فارس وبقينا انا وآدم وابي وامي وجوري،، والحرب!!
:جوري
:نعم
:ابي لن يأتي معنا إلى إب اهذا صحيح؟
:لا نعلم إلى الآن لا يوجد خبر، لكن اعتقد ان ابي سيبقى
نظرت لها نظره خائفه ممزوجه بالحزن
:لكنءء لكن، لماذا لن يأتي معنا؟، ومن سيوصلنا إلى إب؟
ردت بإنزعاج وهي تلُّم أغراضها
:اووه لا أعلم لا أعلم، بالله وما ادراني انا؟!
قُلت وانا خارجه من غرفة جوري والحزن يحضنني
:أنا آسفه اعتقد اني بالغت بالاسئله
نظرت لي بتعجب، فهي المره الاوله التي اعتذر بها لجوري،، والصراحه انا أيضاً تعجبت من نفسي فقد تغيرت مليون بالمئه، لاني كنت أشعر بأن الكل سيموت بهذه الحرب
فالحرب كانت مخيفة لدرجه اني لم أكن انام، لست أنا فقط بل الكل
أصبح اليوم الثاني الذي أصبحنا على بكاء الأطفال فجيراننا قد مات كل رجالهم وبقي الأطفال وامهم التي علمنا مؤخراً انها اختهم الكبير!
تخيلوا!
ذهب اخي آدم إليهم عندما سمعنا صوت الانفجارات والرصاص والبكاء في بيتهم وأخرج أربعة أطفال، والأخت الكبيره وهم يبكون بكاء جعلني ابكي إلى هذه اللحظه
كان الحزن يملاؤهم وكأنهم ليسوا أطفال كي يشعروا بهذا الحزن كله،
كي يبكون بهذه الطريقه المؤلمه!
اما عن اختهم فكانت منهارةٌ تماماً، كانت في عمر ال١٧ عاماً، كنت أراها حزينه ولم اقترب منها أبداً بل كانت أمي بجانبها تواسيها،فأنا فاشله جداً في المواساه ولا احب ان أواسي احد لا أعلم لماذا؟
وجوري كانت تحاول إسعاد الأطفال الأربعة التي خرجت من مسارهم فتاه جميله، وبريئه جداً
لم اتمالك نفسي عندما جاءت الى جانبي بكل هدوء ولطف، وجلست تشاهد معي التلفاز والأخبار، نظرت لها فقبلتها في رأسها بدون اراده، فنظرت لي، بمشاعر جامده لا توحي إلى شيء؟
قلت بصوت خافت وبلطف
:هيه، ما اسمكِ؟
بدأت تتكلم بطريقه الأطفال الخاصه
:انا اسمي أحلام
:أسم جميل يليق بجمالك
مدحتها مع ابتسامه لطيفه قد تسعدها وسط هذا الحال الذي يصعب ان تلقى فيه السعاده
:وانتِ ما اسمك؟
:انا اسمي ياسمين
بدت لي كأنها تتذكر شيء
:ياسمين ءء هذه اسم زهره صحيح؟
:ههه نعم
استغربت، استغربت جداً، هل تعلم أن هذه اسم زهره، سنها أصغر من أن تعلم شيئاً كهذا تبدوا لي في السادسة من العمر
:كيف علمتي ان هذا اسم زهره؟؟
:هذه زهره كان أبي يحضرها لأمي من مزرعتنا التي كانت قريبه من منزلنا
:في منزلكم هذا؟
:لا في منزلنا الذي في (يافع) فنحن كنا نعيش هنالك وكانت هنالك مزرعه بجانب بيتنا الكبير
:وهل اتيتم إلى هُنا من أجل عمل لوالدك؟
:نعم، بابا المسكين
:ماذا حدث بوالدك
سألتها هذا السؤال وانا لم أكن واثقه بأنه سؤال يُسأل لطفله فقد اذكرها بشيء لا يجب أن اذكرها به
ردت وانا كنت اتمنى انها لم تسمعني
:اءء بابا كان يعاني من مرض في الكبد وكانت امي تعاني جداً، وابي يعاني وكلنا نعاني،كان يدخل في نوبات الغيبوبه، وكانت امي تبقى في المستشفى، وانا ابقى مع اختي، لست أنا فقط بل انا واخوتي الثلاثه، الذين لا يكفون البكاء، هه مزعجين
استغربت، وأعتقد انكم استغربتم أيضاً!
:كم عمركِ يا حلوتي
:عمريءء..
وبدأت تحسب بأصابعها الصغيره
اااه تفاصيل جميله للاطفال
ثم اشارت بيدها انها في السابعه، حسناً أصبتُ بعمرها نوعاً ما!
حسناً ما اسماء اخوتكِ
:علي، واحمد، وفيصل، واختي الكبيرة سميه
:اهمم اسماءكم جميله جداً من اسماكم
:امي رحمها الله
:كيف ماتت امك؟
:ماتت في طلق ناري عشوائي أصابها وهي في سطح المنزل تجفف الملابس
قلت بحسره، فهي المره الثانيه التي اسأل بها سؤال حساس لكن لا أرى أن احلام تتأثر أبداً بأسألتي، وكانت منشغله بالاخبار اكثر مني، بينما انا محتاره عن حياتهم؟
فهم جيران جدد، ليسوا قريبين منا جداً لكن اقامو في الأمس بديار بجانبنا في (المنصوره)
المنصوره؟؟
اتمنى ان ننتصر ونصبح المنصورين الذي يعيشون في المنصوره!ههه شعر جميل يا فتاه!
............
أنت تقرأ
ياسمين
Fiksi Umumانا ياسمين، نعم ياسمين تلك الزهرة الذابله المستخرجة عنوة من ارضها انا من زُرعت في ثراء إب الخضراء انا من سُقيت جذورها بسواقي حضرموت انا من اتنفس هواء صنعاء وابتسم عن اراضي لحج انا الجميله مثل عدن، العطره مثل زهور المهره انا تلك التي احتضنتني بلدي و...