1

2.6K 88 16
                                    

مرحباً.. أنا ميكاسا أكرمان.
أكتب قصتي هذه في مذكراتي.. أنا متعبة حقاً.. لا يمكنني النوم.. أشعر أنني سأفقد عقلي ولا أدري إن كان أحد سيراها بعدي أم لا..
إن حدث هذا فدعني أعرفك بنفسي أيها القارئ..
عمري ٢٣ عاماً وتخرجت من الجامعة العام الماضي
أعمل في إحدى الشركات لتأمين حياة مناسبة لي بعد وفاة والداي
لكن للأسف الشديد هذه الشركة تقع في منطقة بعيدة عن منزلي الذي يقع في قرية صغيرة وفي نفس الوقت لا يمكنني السكن في مكان قريب من الشركة لأنني لا أملك المال الكافي للانتقال للعيش في المدينة
تبدأ قصتي عندما كنت في الشركة في أحد الأيام وكنت على وشك العودة للمنزل لكن قرر المدير أن أعمل لساعات إضافية لننهي العمل على مشروع مهم
عندما خرجت من الشركة كان الوقت قد تأخر كثيراً ولم أجد أي وسيلة لتوصلني للمنزل لذا قررت السير حتى أصل لأي محطة حافلات قريبة 
لسوء الحظ بدأت السماء تمطر وبدأت في البحث عن مكان أحتمي فيه من المطر
رأيت ضوءاً من مكان بعيد لذا اتجهت إليه
وجدته فندقاً صغيراً لذا قررت الدخول لقضاء الليلة هناك
شعرت بشيء غريب لأن هذه المرة التي أرى فيها الفندق لكن قلت أنه أمر عادي لأنني لا أنتبه للطريق حولي عادة
بمجرد الدخول رأيت موظفة الاستقبال
كانت فتاة شابة ابتسمت لي وقالت:"تفضلي يا آنسة.. كيف أساعدك؟!"
"أريد غرفة لشخص واحد"
"حسناً.. كم المدة؟"
"ليلة واحدة فقط.."
"حسناً.. لا أعتقد هذا أصلا"
ثم ابتسمت ابتسامة مريبة..
"عفواً؟؟"
"أعني أنكِ ستحبين فندقنا كثيراً لذا ستأتين إلى هنا كثيراً.. لذا ستكون أكثر من ليلة"
بعد أن قالت هذا أعطتني مفتاحاً لغرفة رقمها 107..
ما لم أفهمه هو لِمَ ابتسمت بهذه الطريقة! ولمَ أعطتني هذا الرقم خصيصاً على الرغم من أن أغلب الغرف فارغة؟!
لم أهتم للأمر كثيراً حينها وذهبت للغرفة لأنني كنت متعبة جداً وكل ما كنت أفكر فيه هو العمل المتراكم فوق رأسي
دخلت إلى الغرفة وخلعت معطفي المبلل ومن ثم ألقيت بجسدي على السرير..
فتحت هاتفي وألقيت نظرة سريعة على محادثاتي وبعدها أوشكت البطارية على النفاد..
وضعته على الشحن وبمجرد فعلي ذلك انقطعت الكهرباء
كان هناك بعض الشموع على الطاولة وبجانبها قداحة لذا قمت بإشعالها وخلدت للنوم..
استيقظت على صوت رجل يصيح قائلاً "اخرج يا جبان.. اخرج وواجهني ولا تختبأ كالأطفال!"
ما هذا؟ هل أنا أحلم أم ماذا؟؟ أم أن الخدمة هنا في هذا الفندق سيئة لهذه الدرجة!
رفعت الغطاء عن وجهي لأجد غرفة غير التي كنت بها تماماً
نظرت باندهاش للشخص الذي أمامي لأجده شاباً ذا شعر طويل نوعاً ما وعيون زمردية لامعة وملابس قديمة كالتي نراها في الأفلام التاريخية
"فتاة؟؟ ولمَ قد تحاول فتاة سرقتي؟ بالتأكيد جاسوسة!"
"مهلاً مهلاً من أنت أصلاً وما الذي أفعله هنا؟! بالتأكيد لقد اختطفتني!"
"أختطفك! ولماذا قد أفعل؟! ثم من هنا لا يعرف من أكون؟! أنا الوريث الوحيد لهذه المملكة والجميع يعرفونني!"
"وريث! هل أنت في فيلم تاريخي أم ماذا! قلت لك ما الذي جاء بي إلى هنا وإن لم أسمع إجابة سوف..."
"سوف ماذا..؟!" قال هذا وقد أخرج سيفه ووضعه مباشرة أمام عنقي
تجمدت من الخوف لثوان ثم بدأت بالبكاء لا إرادياً
"هه.. هذه خطة جيدة من العدو.. يرسلون فتاة لي لكي لا أكشفهم.. لكن يبدو أنهم أغبياء للغاية!"
"عدو ماذا.. أريد أن أعرف أين أنا!"
"انهضي عن سريري وتحدثي بشجاعة وقولي كل شيء لكي لا أجعل سيفي هو من يتصرف!"
نهضت وقبل أن أفتح فمي بكلمة قال "ما هذه الملابس؟ لا يوجد مثلها هنا أو في أي مملكة مجاورة! من أي مملكة أنت!"
"هلا تبعد السيف من فضلك وسأخبرك بكل ما أعرفه ومن ثم أنت تخبرني بما حدث!"
"حسناً تحدثي.."
"أنا ميكاسا أكرمان.. من ولاية كيوتو.."
"كيوتو؟؟ ما هذه؟! لا توجد مملكة كهذه هنا! هل أنت من بلد آخر؟"
"كلا.."
"إذاً.."
"كنت عائدة من الشركة.."
"شركة؟؟ ما هذه أيضاً؟ مملكة أخرى؟!"
"كلا.. إنه مكان عملي.."
"والنساء تعمل هناك أيضاً!"
"هل يمكن أن تسمعني دون مقاطعة!"
أخرج سيفه بسرعة وقال "تحدثي بأدب أكثر مع أسيادك!"
"أسيادي!.. عزيزي أنا لست خادمة!"
"تحدثي إذاً.."
"بدأت السماء تمطر وقررت قضاء الليلة في هذا الفندق الغريب.."
"فندق؟؟ هلا تكلمتِ بلغة نفهمها؟!"
"الفندق هو منزل يبيت به الغرباء مقابل المال عندما لا يستطيعون العودة لمنازلهم أو في سفرهم"
بدت تعابير وجهه تتحول للدهشة ثم قال "أكملي.."
"عندما نمت في الفندق استيقظت هنا.. ولا أعلم ماذا حدث.. والآن أخبرني ماذا أفعل هنا!"
"هنا أكبر مملكة في الإمبراطورية بأكملها وأنا حاكمها إيرين ييغر.. مما يعني أنني الإمبراطور مستقبلاً... ولا وجود هنا لهذه الأشياء التي تتحدثين عنها.. هل أنت جاسوسة؟"
"لا.. أنا أريد فقط العودة إلى حيث جئت.."
"أخبريني عن بلادك الغريبة تلك وأعدك أنني سأعيدك إلى هناك إن عرفتها!"
"حسناً إذاً... لكن مهلاً.. في أي عام نحن؟"
"هل أنتِ مجنونة؟"
"أخبرني فقط.."
"1736.."
"ماذا! هل سافرت عبر الزمن أم ماذا!"
"لما؟"
"نحن نسبقكم بأكثر من 280 سنة!"
"على الأرجح أنتِ مجنونة حقاً! ترتدين ملابس غريبة وتأتين من المستقبل.. ما كل هذا الهُراء!"
"كل هذا بدأ عندما أخذت تلك الغرفة.."
"أي غرفة؟ ثم ما الذي يثبت كلامك؟!"
"أنظر.. سأريك على هاتفي.. لقد التقطت صورة في الفندق!"
"هاتف؟ صورة؟ هل تعنين لوحة أم ماذا؟!.. ما هذا الكلام المريب..."
"هذا هاتفي!.. آه تباً.. لقد انقطعت الكهرباء قبل أن أقوم بشحنه!"
"كهر.. ماذا؟"
"آه صحيح.. سيتم اكتشافها بعد 16 عام من الآن.."
"ما الذي يفعله هذا الصندوق الصغير إذاً؟"
"لحسن الحظ به كمية قليلة من الشحن.. انظر"
"ما هذا! إنه يضيء! هل هذا قادم من الشمس؟! أم أنه به شموع؟"
"أنظر.. هذه الصورة.."
"كيف حبستي نفسك داخل هذا الصندوق! وكيف لغرفة كبيرة كهذه أن تدخل إلى صندوق صغير كهذا! هل هذا نوع من السحر؟!"
"هذه صورة..ليست حقيقية! إنها انعكاس مثل المرآة.. لا تخبرني أنك لا تعرف المرآة.."
"بل أعرفها.. لدي واحدة!"
بدا واثقاً جداً من نفسه وهو يقولها..
"إذاً أنتِ غنية!"
"كلا.."
"وكيف تعرفين المرآة؟"
"الجميع لديهم مرايا!"
"كلا.. الأغنياء فقط!"
"حسناً يا سيد غني.."
"اسمي إيرين ييغر.. الحاكم لهذه الأرض.. من أنتِ؟"
"ميكاسا أكرمان.."
"ما معنى ميكاسا؟"
"إنه اسم لسفينة يابانية حربية.."
"كلا.. ليس في أسطولنا سفينة تسمى بهذا الاسم!"
"اه صحيح سيتم صناعتها بعد حوالي ١٦٣ عام.."
"ما كل هذا الهُراء.. كيف تتنبأين بالمستقبل!"
"عزيزي المستقبل بالنسبة لكم هو تاريخ بالنسبة لي.. وكل هذا عرفته في المدرسة الابتدائية.."
"عزيزي! أنا لست زوجك ولا أعرفك لتقولي عزيزي!"
"آه.. إنها فقط مجرد كلمة.. آسفة يا إيرين.."
"جلالة الإمبراطور إيرين يا حثالة!"
"حثالة! انتبه مع من تتكلم يا هذا!"
"مع من؟"
"معي.."
"ومن أنتِ؟"
"لا أحد..."
"حسناً اصمتي.."
"أنت من طلبَ مني إخبارك عني.. سأتصل بصديقتي لأخبرها عن ما يحدث.. تباً لا توجد شبكة!"
"شبكة؟ لا عناكب هنا! أم أنكِ تعملين في الصيد!"
"كلا.. شبكة الاتصالات.. لأتواصل مع الناس!"
"نتواصل بالرسائل!"
"ممتاز.. أنا جائعة"
"لن تأكلي حتى تخبريني بكل شيء!"
"هذا ما يقرب من ثلاثة قرون! كيف سأخبرك بكل هذا!"
"ابدأي بالكلام وإلا.."
أخرج سيفه مجدداً ووجهه تجاه عنقي..
بلعت رمقي بخوف وقلت
"حسناً سأخبرك.. ماذا تريد أن تعرف؟"
"طالما أنكِ تتنبأين بالمستقبل.. هل سيحدث حرب بيني وبين أي مملكة أخرى؟"
"أجل.. المملكة المجاورة لكم تماماً.. لكن ليس في عهدك أنت.."
"في عهد من؟"
"أعتقد أنه سيكون حفيدك أو ما شابه..."
"ليس لدي.."
"في المستقبل.. عش بسلام أنت.. لا أحد سيحاربك..."
"كيف ومتى سأموت؟"
"لا أعلم.. هذه أول مرة أسمع بك! ولمَ تريد أن تعرف كيف ستموت أصلاً؟!"
"لا أعلم.. أردت معرفة هذا فقط..."
بدأت أشرح له التطورات التي حدثت في العالم لكن لا أعتقد أنه فهم أي شيء لأن تصديق شيء دون رؤيته صعب.. كنت أكلمه عن الطائرات حتى قال "كيف يمكن للإنسان أن يطير؟!"
"هذا ما قاله الجميع لأول طيار في العالم.. قرر أن يطير وصنع أجنحة والجميع قد سخروا منه.. لكنه طار بالفعل لكن للأسف لم يستطع الهبوط.. ومات... (قصة عباس بن فرناس أول من قرر الطيران في العالم)
"أمر لا يُعقل.. وماذا بعد!"
"قام توأمان بصناعة طائرة استطاعوا الهبوط بها وبعدها أصبح لدينا الآن طائرات آمنة ونستطيع السفر عبر البلاد بسهولة.."
"وكيف تحصلون على الطعام والماء في الهواء!"
"نأخذه معنا.."
"وكيف لا يفسد كل هذه المدة.. السفر لخارج البلاد يحتاج لأشهُر...."
"لا لا لا.. السفر الآن مختلف تماماً.. نسافر في ساعات قليلة في مقاعد مريحة وآمنة ونصل إلى أي مكان.."
"أريد حقاً أن أطير أيضاً!"
"للأسف لا يمكنني مساعدتك.."
"اصنعي هذه التي تطيرين بها!"
"إنها صعبة للغاية! كما أنها تحتاج لأشياء عديدة لم تكتشفوها بعد.. لكن يمكنني أن أصنع طائرة ورقية صغيرة.. تطير بالهواء.."
"أريني إذاً.."
"أريد ورقاً وبعض عيدان الخشب لأريك.."
"اذهبي واحصلي عليهم من الخارج.. لكن بهذه الملابس! وبالتأكيد ليس لديك مال لشراء أي شيء.."
خرج من الغرفة وقام بمناداة خادمة وطلب منها أن تحضر لي بعض الملابس ومال وطعام وأن تجعلني أخرج بعد أن أنتهي..
__________________________
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مرحباً جميعاً
كيف حالكم
كل عام وأنتم بخير وعيد أضحى سعيد❤
أتمنى أن تتابعوا هذه القصة وتدعموني بالتصويت والتعليق
ودمتم في رعاية الله

الغرفة 107 | The Room 107حيث تعيش القصص. اكتشف الآن