الفصل الأول

2.1K 49 0
                                    

كان (حسام) ذو الخمسة عشر عاما، مازال مستيقظا يستذكر دروسه عندما سمع صوت والديه عاليا كأنهما يتشاجران، قام من مكتبه واتجه لغرفتهم، وسمع كلاما أثار فضوله أكثر، اقترب من الغرفة وهو كاره لتصنته، ولكن ما جعله يقدم على ذلك أنه سمع والدته (هدى) تقول بحدة: كمان عاوز تعملها وديعة في البنك؟؟ مش كفاية كتبتها باسمك؟ وعاشت زي بنتنا في البيت، وهتشارك ابننا في الميراث؟
قال لها الزوج (مجدي): كانت صعبانة عليكي، ووافقتي نربيها وتبقى زي بنتنا، إيه مشكلتك دلوقتي؟
هنا دخل (حسام) الغرفة مذهولا : بتتكلموا على مين؟ قصدكم على (ليلى)؟ أختي؟؟ مش فاهم حاجة.
كانت الصدمة مرسومة على وجه والديه، لم يخطر ببالهما أنه مازال مستيقظا، ونظرت (هدى) إلى (مجدي) وقالت: قول له الحقيقة، ابنك كبر وهيفهم.
صمت (مجدي) قليلا، كان يرتب أفكاره، أشار إلى (حسام) أن يدخل ويغلق باب الغرفة..
بعد دقائق مرت عليهم كسنوات، تحدث (مجدي) قائلا لابنه:
-الكلام ده حصل من تسع سنين، كان عندنا جيران اتورطوا في قضية كبيرة جدا، وأما عرفوا انهم هيتقبض عليهم، جابوا (ليلى) كان عندها شهر تقريبا واتولدت في البيت، وخافوا يسجلوها، وطلبوا اننا نربيها، وانها تكبر متعرفش أهلها مين أبدا، وإحنا مقدرناش نرمي طفلة ملهاش ذنب إن أهلها مجرمين..
امتلأت عينا (حسام) بالدموع، لم يكن قادرا على النطق، وقال والده :الموضوع صعب، أنا عارف، بس حاول تخليه سر بيننا، لو (ليلى) عرفت، ربنا وحده اللي عالم ممكن يحصل ليها إيه..
وقف (حسام)، كان جسده ينتفض من الحزن والذهول، واتجه ناحية باب الغرفة، وفتح الباب وهو يجر قدميه جرا، وارتمى على سريره في غرفته، وظل يبكي طوال الليل، ويفكر كيف سيتعايش مع (ليلى) وكيف سيواجهها وكيف يخفي هذا السر عنها، كاد رأسه ينفجر من التفكير..
ترى ماذا ستخبئ الأيام ل( ليلى) ؟ وهل يخبرها (حسام) بالسر؟ أم يخفيه عنها ولمتى؟؟

أسميتها ليلى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن