كانت بداية السنة الثالثة في الكلية، كانت تقف وسط مجموعة من زميلاتها في ساحة الكلية، عندما مر (تامر) بجوارهم، كانت رائحة عطره قوية جدا شدت انتباه (ليلى)، كان طويل القامة وله جسد رياضي، وله بشرة بيضاء، وشعر أسود مصفف بعناية، ويمشي كالطاووس، يبدو من هيئته بأنه فاحش الثراء، يرتدي نظارة شمس جوتشي، وساعة روليكس، وملابسه تبدو من محلات الماركات الشهيرة، ومعه صديقيه المقربين، ظلت أنظار زميلاتها تتابعانه في انبهار، لمح (تامر) (ليلى) وزميلاتها، فأنزل نظارته وغمز بعينيه بحركة سينمائية، ورفع النظارة ومضى..
وضعت الفتيات يدها على فمها، وتبادلوا الهمسات، وشرعت كل فتاة تقول أنه يغمز لها، بينما (ليلى) رمقته بنظرة ساخرة، وقالت:
-هو مين المختل ده؟
هتفت (مي) في استنكار:
-مختل؟ ده (تامر)، فيه حد في كليتنا ميعرفش (تامر) ؟
قالت (ياسمين) في هيام:
-ده أشيك وألطف واحد شفته في حياتي.
رمقتها (ندى) وقالت بعصبية:
-ده واد مغرور وشايف نفسه، هو دلوقتي في سنة خامسة، وبيعمل استعراضات طول ماهو ماشي كده، والبنات تُعجب بيه، وبعدين يعمل نفسه تقيل ومش بيكلم بنات.
نقلت (ليلى) بصرها بينهم، وهتفت (ياسمين) ملوحة بيديها، كأنها لم تسمع كل ماقالته (ندى):
-ده ابن (محسن السويفي) الملياردير المعروف، فيلته في الزمالك، وده ابنه الوحيد، بييجي الكلية بعربية بسواق و.....
قاطعتها (ليلى) بعدم اهتمام:
-أول مرة أشوفه، ومش عاوزة أعرف عنه حاجة.
(ندى):
-الغريب إنك أول مرة تشوفيه يا (ليلى)، أوقات بيعدي قدامنا، وبالرغم إني مش بطيقه، بس هو ملفت للانتباه جدا.
(مي):
-(ليلى) مش بتركز مع الناس خاصة الشباب، بس هو المرة دي كان عسل جدا وغمزته تجنن.
(ندى):
-قربتي تجنني أنتِ و(ياسمين)، ربنا يصبرني.
ضحكت (ليلى):
-غمزة عملت فيكم كده، أومال لو اتكلم معاكم هتعملوا إيه؟
واستطردت قائلة بجدية، وهي تصفق بكفيها:
-يلا يابنات، كفاية رغي، معاد السيكشن قرب.***
بعد انتهاء اليوم خرجت (ليلى) مع زميلاتها لباب الكلية، كان (تامر) يقف عند سيارته المرسيدس يتحدث مع صديقه (عادل).
هتفت (ياسمين) بسعادة:
-واو، (تامر) يا بنات، حظي حلو أشوفه مرتين في اليوم..
التفت ناحيتها، واحمرت وجنتاها من الخجل، وعضت شفتيها بندم، لأن صوتها كان عاليا.
رفع نظارته فوق رأسه، وابتسم بزهو، وتقدم منهم، قائلا ببساطة:
-حظي أحلى عشان أشوفكم تاني النهاردة.
نظروا إليه في دهشة، تعجبت (ليلى) من جرأته، وقالت:
-مش قلتلكم مختل.
واستدارت تبتعد عنه وتنادي زميلاتها، لحقها ووقف أمامها قائلا بخشونة:
-مين اللي مختل؟ أنتِ بتكلميني كده إزاي ؟
-أنت متعود البنات تكلمك إزاي؟
-على الأقل من غير شتائم.
-تصرفاتك مستفزة بصراحة، مرة تغمز، ومرة تتكلم معانا، أنت تعرفنا أصلا؟
-اااااه، هو أنتِ منهم؟ البنات المعقدة، اللي بتتكلم بالشوكة والسكينة.
- أه منهم، وياريت تمشي من قدامي عشان على أخري.
افسح لها الطريق، وهو ينظر لها غاضبا، وعاد مسرعا لصديقه.
(مي):
-احرجتيه جدا.
(ندى):
-ماهو اللي تصرفاته متهورة، ومتخيل إن أي بنت هيكلمها هتنط من الفرحة.
(ليلى):
-انسوا اللي حصل، ويلا نروح عشان نفسي أنام، اليوم كان طويل جدا.
***