-هتعرفني عليها امتى يا (حسام)؟ بقالك سنتين كل ما أقولك عرفني عليها تقولي مش دلوقتي، أنا حتى معرفش اسمها.
-اتجوزت يا ماما.
قالت في ذهول:
-اتجوزت؟ وسيبتها تروح منك؟
-الموضوع كان إعجاب بس، ومتكلمتش معاها في حاجة عشان مش عاوز أربطها معايا وأنا مش جاهز.
قالت في ضيق:
-وناوي تبقى جاهز امتى؟
-لسة نصيبي مجاش ياماما، كل حاجة في وقتها.
ونظر حوله، سائلا:
-(ليلى) فين؟ كانت دايما بتسلم عليا أول ما اوصل.
-في البلكونة بتكلم (نانسي) من بعد الفطار، باباك نزل صلى الجمعة وطلع نام شوية، وهي لسه بتتكلم معاها.
-ماهما الاتنين مبقوش بيتقابلوا كتير من ساعة مادخلوا الجامعة.
-تحب أدخل أقولها تيجي تسلم عليك.
-لأ، سيبيها براحتها.***
هتفت (نانسي) في التليفون:
-أنتِ مجنونة؟ عاوزة تعرفي أخوكِ على (تامر)؟أخوكِ غيور جدا، ده هيساوي وشه بالأسفلت.
-هو غيور وعصبي شوية، لكن هو طيب، والموضوع مختلف عن المعاكسات، ده واحد زميلي وبيقول عاوز نتعرف ونتجوز، هو (تامر) ده مجنون أه، بس خلينا ورا الكداب لحد باب الدار، وأما (حسام) يتدخل في الموضوع، التاني ده هيفهم إني مش حابة غير الحاجات اللي في النور.
-عمو أرحم من أخوكِ، عرفيه على عمو.
-لأ، بابا طيب وهادي صحيح، بس مش بعرف احكيله حاجة، (حسام) مش بخبي عليه حاجة، وبحب أخد رأيه، بس مش عارفة أفتح معاه الموضوع ازاي؟
-ربنا يعينك بصراحة، ماتيجي النهاردة بقالنا كتير مش بنتقابل.
-حاضر.
***دخلت (ليلى) من البلكونة، وجدت (حسام) جالسا في الصالة مع والدته، هب واقفا عندما لمحها وابتسم ابتسامته الحانية.
قالت في سعادة:
-وحشتني يا (حسام)، عامل إيه؟
-بخير الحمد لله، أنتِ كمان وحشتيني، أخبار الكلية إيه؟
-زي الفل.
جلست على المقعد المجاور له، واشترك ثلاثتهم في حديث عن الكلية وعمل (حسام)، وانضم لهم الأب، وتحدثوا قليلا، ثم قامت الأم لتحضير الغداء ودخلت معها (ليلى)، وتركا الوالد مع ابنه يتحدثان.قال الأب مازحا:
-من وقت مابقيت تروح الچيم وأنت محدش عارف يكلمك.
قال ابنه في ود:
-عندي وقت فاضي، حبيت استغله في حاجة مفيدة، لكن أنت حبيبي مقدرش مردش عليك، هكلمك قبل ما انزل الچيم وبعد ما أرجع.
-عارف يا ابني إنك مشغول، بدعيلك ربنا يقويك ويعينك، أنا بس مفتقد وجودك في البيت، كبرت ماشاء الله وبقيت اشوفك بمواعيد.
وتنهد في حرارة، وأكمل:
-كان ليها حق مامتك وهي زعلانة أما سيبت البيت، وأنا كنت بقولها سيبيه يعتمد على نفسه، بس الحقيقة واحشني وجودك، مش عاوز أثر عليك، ولا عاوزك ترجع في كلامك، حبيت أقولك بس إنك واحشني.
قام ابنه واحتضنه، وقال بصوت دافئ:
-كلكم واحشني، بس (ليلى) كبرت، وكان لازم أقلل وجودي في البيت.
ربت الأب على ظهر ابنه في حنان وقال بخفوت:
-عارف كل الكلام ده من غير ماتقوله، وحبيت فيك النقطة دي جدا وكبرت في نظري، ربنا يحميك يا ابني.