|٠٧| مناوبة المساء

152 22 4
                                    


••|ربما وجودك في حد ذاته سعادة|••

--

بعد الغداء المُبكِر، التقى "تايهيونغ" و"سونمي" في المكتبة كما اتفقا وقاما بتلخيص ما جمعاه من معلومات سابقا. استغرق ذلك منهما ساعتين تقريبا وانتهيا عند موعد الحصة الأخيرة لليوم.

ولِسعادة "تايهيونغ"، سارا معا إلى المدرّج يتّفقان على بقية التفاصيل اللازمة لختم بحثهما وتقديمه لاحقا.

«صبرًا جميلًا...».
همست "سونمي" لنفسِها عند الباب ثم دخلت لتجد الأستاذة قد وصلت بالفِعل.

من ابتسامتِها المستفِزّة، أدركت "سونمي" أن كابوسها الأسبوعيّ على وشك البدء.

«سيّد وسيّدة "كيم"، هذا ليس مقهى تزورانِه متى تفرّغتُما! لدينا جدول زمنيّ نتبعه هنا، وقد تسببتما في تأخير زملائكما عن الدرس».
استقبلتها السيدة "جونغ" بعِتابها الباطِل.

أغلب الطلاب لم يجلِسوا في مقاعدهم بعد، لا زالوا يُكمِلون آخر ثرثراتهم وما زالت أربع دقائق على بدء الحصة رسميّا؛ حتى الأستاذة لم تفتح محفظتها وتُخرج أوراقها بعد.

«نعتذِر بشدة! لن يتكرر الأمر مجددا».
تحدّث "تايهيونغ" بسرعة وانحنى لها ولزملائه -مُجبِرا "سونمي" على الإنحناء معه- ثم سحبها إلى جوار "نامجون" في آخر صفّ.

لم تُلامِس مؤخراتهما المقعد ونادت الأستاذة عليهما من جديد.

«لا أحب الاختلاط! آنسة "كيم"، غيّري مكانك».
نبرتُها جسّدت الاستفزاز شخصيّا.

«سأرتكِب جريمة...».
تمتمت "سونمي" ليضحك "نامجون" ثم يُخفيها سريعا.

«فيما تتهامسان؟ دعونا نضحك معكما أيضا!».
صاحت الأستاذة وبدأت بالسير نحوهم.

«لا شيء، طلبتُ منه منديلاً».
أجابتها "سونمي" بابتسامة ثم أخذت المنديل بعنف وغيّرت مقعدها.

كل ذلك بينما عضّ "تايهيونغ" لِسانه كي لا يتدخّل فيزيد الوضع تعقيدا؛ هو يعرِف بالفعل علاقتَهما السيّئة منذ أول حصة لهذه المادة. بدأت الدراما عندما رفضت "سونمي" شرب القهوة التي أعدّتها السيدة "جونغ" لأنها تزيد أرَقها سوءًا إن شربتها في المساء، لكن السيدة "جونغ" فهِمت الأمر على أنها مشمئزة منها وتُريد إحراجها أمام الطلاّب.

ومنذ ذلك اليوم وهي تُواصِل استفزاز حبيبته بأتفه الأشياء كشربِها الماء أثناء الشرح، موضوع بحثِها "الغير مفيد" والآن بفبركة علاقة عاطفية بينه وبينها.

الببّغاء الأزرق || الدب الشتويّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن