|٠٤| حلو كالخوخ؟

460 75 18
                                    


••|لونكَ كالخوخ الشاحب... أتساءل إن كان طعمكَ حلوًا مثله؟|••

بعد أن تهرّبت من حصة الثانية مساءً، غطّت "سونمي" في نوم عميق لدرجة أنها صارت تحلُم بجزيرة مصنوعة من حلوى الجيلاتين ذات طعم الخوخ بينما قبطان القراصنة يحفر في شاطئها بحثا عن كنز ما.

كانت سعيدة هنا، رغم أنها تكره التعرّض للشمس إلا أنها تحمّست كثيرا لخوض تلك المغامرة. وحين كاد قبطانها الوسيم يفتح صندوق الكنز ليكشف عمّا فيه، استيقظت فجأة دون أن تكمِل الحلم المثير...

تنهّدت منزعجة ثم رفعت رأسها عن ذراعيها اللتين أصابهما التنميل من الوضعية التي كانت فيها، بسطتهما قليلا وحرّكت ظهرها أيضا حتى سمعت صوت طرطقة فقراتِها. شعرت ببعض الراحة أخيرا بعد قيلولتها تلك.

لم تُدرِك أنها لم تكن بمفردها إلا عندما صدرت قهقهة عفويّة من "تايهيونغ" الجالس في الكرسيّ المقابل لها.

وجدها ظريفة للغاية؛ وجه منتفخ، شفاه متورّمة عابِسة وشعر تشابك ببعضه قليلا يُقاوم الجاذبية. تطلّب منه الأمر سيطرة عظيمة على نفسه ليمتنع عن نكز خدّ الفتاة أمامه أو ضمّها إلى صدره بقوّة.

«اوه، أعتذر! لم أعلم أنك هنا».
تورّدت وجنتاها ونزعت سمّاعاتها مُحاوِلة الجلوس باعتدال لتُحافظ على ما بقي من كرامتها.

«لا مشكلة. هل تناولتِ غداءكِ بعد؟ لديّ شطيرة بيض إضافية، هلاّ شاركتِني؟».
تحدّث بسرعة كي لا يترك لها مجالا للرفض فوافقت دون أن تستوعب كلامه حتى.

مدّ لها الكيس المُميّز بالشعار الأحمر الذي تعرّفت عليه لانتمائه لمطعمها المفضل، لم يتسنّى لها الوقت لزيارته مؤخرا وقد اشتاقت لمأكولاته كثيرا. لكن هل يعني ذلك أنها ستقبل طعاما من شخص ما زال غريبا بالنسبة لها؟

ليس غريبا تماما... هو زميلها في الفصل -منذ ثلاث سنوات في الحقيقة إلا أنها لم تنتبه له ولا لبقية زملائها فهي لا تحفظهم البتة- وهو معها في بحث السيدة "جونغ"، كما يبدو أنه مقرّب جدا من صديقها "نامجون". السبب الأخير كفيل بإقناعها، فـ "نامجون" جدير بالثقة ولن يُصادق شخصا مثيرا للشبهات...

أليست كل تلك أعذارا لتقبل الشطيرة فقط لأنها تتضوّر جوعا؟ على الأرجح نعم.

«شكرا لك».
أحنت رأسها بامتنان وفتحت الكيس لتجد فيه شطيرة ملفوفة جيدا في منديل ورقيّ وقارورة شراب غازيّ.

«هل انتهيتِ من بحث الطحالِب ذاك؟».
بدأ حديثا معها بينما تناولا غداءهما.

الببّغاء الأزرق || الدب الشتويّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن