|حفلٌ تحت التهديد|

66 9 20
                                    


«تلك خطة سيئة ستنتهي بمصيبة.»

صوت رواد الهادئ مع تحريكه لكأس الشاي الفارغ صدح بعد صمت دقائق، احتبست أنفاسي بتوتر مع دريد، كنت من بادر بالكلام بعد أن توجهت معه من السوق إلى البستان بصمت، لم أكن على دراية تامة بخطة دريد، لكن ولسبب ما نبرته الثابتة جعلتني أهز رأسي حالًا، وها أنا هنا، نطلب من البستاني موافقة الذهاب إلى الحفل وإيجاد فستان مناسب لي، ولم يكن وقوفنا هذا إلى لأخذ قبول شخص يستطيع دحضك بنظرة!

لقد تكلمنا كثيرًا في أول لقاء، كان شخصًا هادئًا للغاية، كلماته لا تخرج إلا بنصابها، لا يسألك كثيرًا بل يحب أن يراقب وسحب ما يود منك بعينيه وحسب.

لم أصل لاستنتاجاتي حتى رأيت دريد متوترًا من إخبار رواد، رغم أني علمت منه أنهما ليسا سوى غرباء، رواد يملك تأثيرًا مهيبًا على كل من يراه، وأظن أن دريد يريد فقط بموافقة رواد أن تصيبه الشجاعة.

«وأنا أدعمكما كليًا في تنفيذها.»

اتسعت حدقتا كلينا، ابتسمت باتساع وامتنان له وهو ردها بواحدة بسيطة، لطالما تمنيت ذهاب تلك الحفلة كأحد منها، كان من الصعب لكوني من الطبقة العامة.

أشعر بتذبذب وعدم ثقة في دريد وقدرته على جعلي أحضر الحفلة، فحادثة السوق وإفصاحه عن حقيقته جعلتني أكثر حذرًا منه، موقفه البطولي فاجأني، بدا كجنرال حقيقي فعلًا، لكن هذا لم يراكم سوى اشمئزازي، فقد صادفت تلك الفئة كثيرًا.

أما ظهور ذاك الشاب الأبله من العدم ونظرته المليئة بالإعجاب والامتنان جعلتني أكثر تساؤلًا، لم أسأله كثيرًا لأنه متحفظ للغاية، ولم أستطع الوصول لأسبابه في دخول الحفلة كشخص عادي طالما هو جنرال فعلًا، شعرت بصداع لتفكيري المتعاظم فآثرت فقط التركيز عليه كوسيلة وصول إلى حلمي.

«لن أعطيك المال من أجل فستان سخيف، مضيعة وتبذير.»

قال واقفًا يتجه لغرفة جانبية صغيرة، توترت أنظر لدريد الحانق الذي حاول ترتيب كلام لطيف كي لا يتراجع رواد عن كلمته.

«امسكي هذا.»

دهشت مما يرميه لأسارع إلتقاطه، تراجعت للخلف بسبب ثقل الفستان، تأملت ما بيدَي أرمش بصدمة، كان فستاتًا يشبه خاصة الأميرات، ثمنه يبدو باهظًا للغاية.

«كيف لك بهذا!»

همس دريد بذات صدمتي، تجاهل كلينا واقترب مني، وضع سلاحًا على الفستان لأجفل، نظر بعيني وقال بحدة:

«لو اتسخ الفستان أو تعرقتِ به فستدفعين ثمنه.»

اتسعت حدقتاي متوردة لوقاحته، أضاف غير آبه.

«لن أسلم الأبله خلفك سلاحه، خبئيه معك ولا تستخدميه إلا للضرورة.»

«إنه خاصتي! كان معلقًا في بذتي، غير عادل!»

منفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن