_حسنا عزيزتي كانت في الثامنة ٱن ذاك اي مثل سنك تماما ! لم تكن أمك في هاذا القصر بل في قرية شبه نائية لفقرها رغم انتمائها لهاذا البلد
~~~~~~~~~~~~
الصدمةيونا : أمي !! ها قد عدت
الأم : أهلا بحضورك صغيرتي أخبريني كيف كان نهارك ؟
يونا: كان مذهلا لقد قمنا أنا و أبي بالعديد من الأشياء و لا أدري من أين أبدأ السرد
الأم : ههههه ، هوّن عليك يا إبنتي أولا غيّري ثيابك فقد إتّسخت و بعدها كلّي ٱذان صاغية لحلوتي_ كان ذلك اليوم يشبه الحلم بالنسبة ل"يونا " حيث أن قضاء وقت مع والدها المنكبّ على العمل نادر الحصول و فعلا في صباح اليوم التالي غادرهم الأب ليغيب شهرا كاملا كالعادة ، و بعد مرور أسبوع من رحيل الأب عاد إلى البيت على غير عادته ليستقبلهم بقسمات وجه أنينة لم تشهدها "يونا " على محيّا أبيها من قبل
يونا : أهلا بعودتك أبي ،أنا سعيدة ، هل ستبقى معنا مجددا ؟
الأم : ماذا حلّ بك هل أنت بخير ؟
_سقط على عتبة الباب دون التلفّظ بكلمة ، جاء الطبيب لفحصه أعطى له بعض الأعشاب الطبية و غادر البيت داعيا له بالشفاء بعد أن هزّ رأسه أسِفًا لحاله
يونا: أمي سيمتثل أبي للشفاء صحيح ؟
الأم (و الدموع تنهمر من عينيها) : أجل حبيبتي بإذن اللّه
_ لم يدم الأمر أسبوعا حتى ترامت جثة الأب في التراب ،مات الأب و شعرت "يونا" بالحزن و لم تتقبل الحياة بدونه و أحست للحظة أن تلك التي كانت بداخلها تبخرت مع دموعها المنهمرة على جفنيها لكنّها حاولت ان لا تظهر ذلك لوالدتها التي وقعت ضحية المرض بعد ما حلّ بزوجها
_و عندها فقط "يونا "فتاة العاشرة و بعد مضي عامين من الحادثة صارت تبحث عن شغل تعين به أمها التي زاد مرضها لتزداد تكلفة دوائها ، و طبعا كان اول من ذهبت إليه الرجل الذي كان يعمل والدها عنده بالإمبراطورية بعيدا عن القرية و هناك فوجأت الصغيرة بطرده لها عندها تدخلت إحدى السّيدات قائلة : هل تبحثين عن عمل يا صغيرة
يونا : نعم أقبل بأيّ عمل مقابل أجر محترم
السّيدة: اعملي في بيتي كخادمة فأنا منهمكة بالعمل خارج البيت و سأوتيك أجرك
_ باشرت العمل بسعادة و رغم الصاعقة التي حلّت عليها بعد ادراكها العمل المضني الذي أوكل إليها إلا أنها كانت تعود مساء لتحضن أمها و تطمئنها عن حالها ثم ترتمي على فراشها متعبة بعد أن ترسم قليلا ، كان ذلك سبيلا تعتمده للترفيه عن حالها
_ مرّت سنتان و يونا و أمّها على هذه الحال بات عمر "يونا " إثنى عشرة سنة و في الربيع اعتاد سكان القرية إقامة مهرجان سنوي و باعتبار أن والدة" يونا" لايمكنها الخروج من البيت بسبب مرضها قررت الأخيرة إضفاء بعض السعادة على قلب أمها بتحضير أجواء الإحتفال في بيتهم ولو كان بأبسط الأشياء فقط
يونا : أمي اليوم لن أذهب للعمل
الأم : هذا جيد لرتاحي اليوم
يونا : في الواقع أريد أن نحتفل
الأم : نحتفل !! كفاك هراء من أين لك بهذه الفكرة السخيفة أنا لا أستطيع التحرك عن فراشي حتى ...
يونا : من قال أن عليك ذلك ؟ لقد قررت أن نحتفل انا و انت لوحدنا في بيتنا و قد ادخرت من مصروفي لشراء بعض الأشياء
الأم : عزيزتي كم أنت رائعة أنا حقا أسفة لحال شبابك الضائع في خدمتي بدل اللّعب مع ترساتك في القرية
يونا ( و هي تضم أنها): سعادتك هي رجائي الوحيد
_ جهزت يونا ما يلزم من مواد بسيطة لإضفاء السعادة الكافية لأمها و عند إنهاء التحضير و ما إن جلست بجانب أمها على الطاولة
الأم : أحضري لي كوبا من الماء
يونا: حسنا
الأم : لالا ليس الذي على الطاولة اريد واحدا من البئر رجاء
يونا : لك هاذا
_ و ما إن خرج الملاك المسكين حتى استفرغت الأم قدرا من الدماء يكفي لغمر الطاولة بأسرها ، كان طلب الأم للماء ما هو إلا لإلهاء الصغيرة و هذا بعد أن أحست بذلك
عادت "يونا" فإذا بكوب الماء يسقط من يديها بعد أن وقع على ناظريها أبشع لوحة حمراء قد تراها عيناها يوما هبّة مسرعة تحضن أمها صارخة ( أمي لا ، لا تموتي لا أريد أن أفقدك لا ) حضر جارهم الطبيب و زوجته على صراخ الصغيرة ليجداها قد لُطخت بدماء أمها و هي تضمها ، أبعداها قائلين أنها علة بسيطة و أنها ستسترد عافيتها بعد أن تأكد كل منهما منموت السّيدة لكنهما أدركا وقع الصدمة ان علمت بذلك
_ في الغد و مع إشراقة بصح جديد رقدت الأم بجانب زوجها و بقيت "يونا" بجوار قبريهما يومين كاملين لم يغمض لها جفن ،لم تنزل لها دمهة ، بل حتى لم تتلفظ بكلمة ، رغم محاولات سكان القرية بالتخفيف عن حدّة ألمها إلا أن ذلك لم يجد نفعًا أما الطعام فقليلا ما تأكل ، و بقية على هذه الحال لا تحاور أحدا و هي في بيت الطبيب الذي أواها و بالرغم من مضي أسابيع على الواقعة إلا أنها مكثت على حالها دائمة الصمت فلم تعد تستصيغ لذة الحياة إبّان كل ما حل بها
و في أحد الأيام حدث ما لم يكن في الحسبان .......
[طرق باب ]
الطبيب : من هناك ؟( فإذا به يستقبل وفدا من الحرس الإمبراطوري)
_ عندها طلب من زوجته ابعاد "يونا" قدر المستطاع عن مرهم خشية أن يصيبها مكروه
الحارس : أفتح أيها العجوز
الطبيب : أهلا بك سيدي كيف أخدمك ؟
الحارس : كفّ عن المجاملات أين تلك السّيدة التي أخذنا منها رسومها المرة السابقة ،الحاكم يطلبها
الطبيب : يؤسفني القول أنها قد فارقت الحياة
الحارس: حيلة جيدة كنت أعتمدها في صغري ، كفّ عن المراوغة ان لم تسلم نفسها حالا سوف تلاقي ألاما أشدّ من التي لاقتها المرة السابقة و هذه المرة سأحرص حتما على ان يخرج قلبها مع ٱخر كحّة بدل الدماء لأريحها من حياتها البائسة
الطبيب : صدّقني ليست هنا لقد ماتت
_ هنا لطم الحارس بقناه الطبيب فأخذ رأسه ينزف دما و لاحة زوجته على الأرض تبكي زوجها وهناك خرجت "يونا" عنصمتها بعد كل ما سمعته من الحارس أيقنة أن أمها قد تألمت بسببها و ماتت جرّاء نزيف داخلي بعد كل ذلك الضرب ،و ها هو ذا الطبيب الذي لطالما أحبها و حماها قد لاقى مصرعه هو الأخير بسببها أيضا
يونا: انا صاحبة تلك الرسومات و إبنة من تريد اخراج قلبها ، لن أكثر الكلام. سٱتي معك !
_ ارتسمت بسمة الإنتصار على وجه الحارس و أخذ يقودها للقصر و بالرغم من صرخات السّيدة و ابنتها الوحيدة "ماي" إلا أن "يونا" لم تلتفت و لو للحظة و كان ٱخر شيء سمعاه منها :(شكرا و إلى اللقاء ) ...
أنت تقرأ
ماض بين السطور
Fanfictionتتقلب الفتاة الشابة يونا بين صفحات الأقدار بعمر لا يتعدى الثامنية عشرة من عمرها ، ما الذي قد تعيشه فتاتنا ؟ و ما ستكون خاتمة كتابها ؟