عاشق ايطالي

5 سنوات

مرت 5 سنوات

رفعت رأسها للاعلى نحو الثلج الذي يتساقط بغزاره

فركت عينيها الحمراوتان مانعه الضباب من التسلسل اليها

كم مره فعلت ذلك لكنها تذكر ان هذا الشتاء الخامس منذ رحيله عنها

الشوق له كان كلجرح الذي يرفض الشفاء ... دخان ابيض خرج من شفتيها ثم تدلى ليختفي شيئا فشيئ

رن الهاتف في حقيبتها و كان الرقم مبهم

امسكت الهاتف بيدها و ضغطت بتردد على زر القبول

" صباح الخير " كان صوته عميقا يشعرها بدفئ غريب لم تألفه من قبل

" شينتشي ؟ "

" نعم انا هنا ! هل انت بخير ؟ "

" انا بخير ماذا تفعل ؟"

اجاب الطرف الاخر

" هذا الشتاء بارد يجب ان تكوني حريصه على تدفئه نفسك ... لا ترتدي تنانير قصيره للغايه و لا تخرجي اثناء تساقط الثلج .. تناولي طعامك جيدا و لا تضعي نفسك في مواقف خطيره "

" انت ... ما كل هذه التعليمات "

ضحك لتردف بغضب " ما المضحك ؟"

" هناك المزيد .. اذا اقترب منك اي احد ذكر او انثى يجب ان تخبريني "

" لماذا يجب ان اخبرك "

" انا فقط اقوم ببعض البحث "

" هل انت قلق ؟ " قالت بينما خداها احمرا بلطف 

ضحك مجددا " اريد رؤيه وجهك الان اثناء قول هذا "

اغلقت الهاتف بوجهه بغضب ' هل يسخر مني ' حدثت نفسها

رغم كونه يتواصل معها دائما لكن مره في الشهر فقط و اذا كان كريما سيتصل لمرتين

احتضنت الهاتف بقوه نحو صدرها " شينتشي افتقدك "

هذا غريب .. هذه الكلمه منذ ان انفصلا لم تقلها ابدا .. هذا الشعور بلاحباط يجعلها تريد البكاء

امتلأ مقهى بوارو بلفعل بلزبائن المنتظمين منذ الصباح

" أذا لا يمكنكم البقاء هكذا الى الابد " تحدثت سونوكو بينما ترتشف من حليبها الساخن

" لا اعرف ... بعد كل شيء هو يعرف دائما كيف يجعلني اشعر بلجنون !.. انا لا اعرف حتى ما هو عليه الان "

" محقق فدرالي؟ صيد المجرمين ؟ او جاسوس مزروع في منظمه سريه مثلا مثل اكاي سان ؟ المشكله ليست فيه فقط بل فيك ايضا "

" كيف هي مشاعرك ؟ وحيده ، حزينه ، مكتئبه ، تفتقديه ، تقلقين عليه و تريديه مره اخرى .. هل قلتي له اي من هذا حتى الان ؟ "

نهضت لتمسك كتفي ران المكتئبه " عزيزتي انتي لا تستطيعين التعبير عن هذه المشاعر السلبيه لانك خائفه و هو دائما حاول تلطيف الاجواء بينكم اثناء المكالمه ... صديقيني اكثر شخص يعرف ران جيدا ليس انا بل ذلك المحقق المجنون .. في كل مره انتي تغضبينه عمدا و ينتهي الامر بأغلاقك للهاتف في وجهه لذا هو ليس سعيدا كونه لا يعرف شيء عنك هو ايضا "

" ماذا افعل اذا ؟ في كل مره اريد الحديث معه بشان ذلك اجده تحت ضغط العمل اخاف و اختنق من الكلمات .. اخشى ان يقلق بشأني و يغفل عن عمله و يتشتت انتباهه ... نحن لا يمكننا ان نكون مثل السابق "

لمعت فكره ببال سونوكو " ماذا عن الذهاب الى ايطاليا لرؤيته ... اجل صحيح خذي اجازه لبضع ايام و اذهبي ... للراحه قليلا و لرؤيته "

" هذا صعب .. لا املك المال "

" لا تهتمي سأقرضك اياه و اعيديه متى ما شتئي "

" لكن "

" لن اسمح بأي اعتراض .. استغلي فرصتك "

●●●●

لديها اخيرا فرصه لتطأ قدميها ايطاليا

رفعت الوشاح عن رقبتها و امسكت حقيبتها ثم غادرت مطار روما الاوروبي

ظهرت ايطاليا الجميله امام عينيها مباشره بهندستها المعماريه رائعه الجمال و التي جعلتها مبهوره

اخرجت الدفتر لتنظر الى العنوان

"منزل رقم 3102 أ ، شارع 138 ... اه! "

جيد انها حصلت على عنوان منزله من اكاي

اصطدمت بشخص يسير في الاتجاه المعاكس مما تسبب بسقوطها الى الوراء .. قام الرجل بمساعدتها على النهوض و الاعتذار بلغه ايطاليه

لم تفهم شيء لذا ابتسمت و لوحت له حين رحل

فتشت في جيوب معطفها عن محفضتها لكنها اختفت "عليك اللعنه "

شاهدت الرجل و هو يندمج بين الحشود باحثا عن وسيله للهرب و طاردته هي فورا تاركه حقيبه السفر ورائها

لم يكن يتوقع ان هذه الفتاه الاسيويه سريعه هكذا هكذا طاردته برشاقه دون ان تفقد مسارها

انتهى الامر به بوجه مزرق اثر الضربه العنيفه التي تلقاها منها

نهض و هو يرتجف بخوف ليسلم لها المحفضه فورا

شاهدت رجال الشرطه يتزاحمون على المكال لمعرفه ما حصل

تنهدت بتعب " ها نحن ذا في مشكله "

●●●●

في مركز الشرطه

بينما كان اللص يبكي بأذلال و يشرح للشرطي عن محاوله ران لقتله او ضربه عمدا كانت هي مذهوله من جرئته

اعاد اليها المحفضه وقتها لانه عرف ان الشرطه قادمه و هو لا يريد اي دليل على كونه سرق منها

سجل الشرطي ملاحضات الرجل ثم اذن لهم بأخذه الى السجن قبل ان ينظر لها

سألها بلكنه انجليزيه" هل انتي اسيويه ؟ "

" نعم انا يابانيه .. لقد سرق محفضتي وطاردته ثم بسبب ذلك فقدت امتعتي "

" هل هناك دليل على انه سرق محفضتك ؟ "

" عضت شفتيها بحيره كونه اعاد المحفضه لها ... ذلك اللعين ذكي "

لم يكن لها خيار اخر " انا قدمت الى هنا لزياره صديق لي .. اسمه كودو شينتشي "