الفصل الخامس

57 12 19
                                    

لا تنسى ذكر الله

💜💜💜💜💜

قشعريرة مميتة لم تبارح جسدها أين تقف
داخل المربع الحديدي المجهول

البرودة التي كانت تغلفها منذ أيام إعتادتها
برودة لذيذة بعد حرارة لاسعة

لكن
هذا
مختلف

صقيعٌ تخللها حتى إخترق العظم
كما أطنانٌ من الثلج تكدست في الخارج

هي منهكة
مذعورة

تتوق أنَّ اللحظات التي تعيشها ما هي إلا حلم
.... كابوس
سينتهي بإيقاظ والدتها لها

خوف الكون رسخ في ملامح وجهها

شفتان مرتعشة تتحركان بتلقائية تُخلفُ حركة
غير إرادية على ثغرها أسفل أنفٍ إحمرَ نتيجة البرد

عيناها جاحظة فزعة عكرت صفوهما المياه المالحة
تتساقط أين وجنتيها

قد فقدت لونها ( وجنتيها )

تحاول إبصار  بصيص من ضوء لكن دون فائدة

الرجفة إستولت على جسدها تركت علامتها
على بشرتها شحوب باهت أين تمسد ذراعيها
العارية بوتيرة متزايدة

ألم الحريق أعلى كتفها يزداد لكنها حاولت التحامل
تغض الطرف عنه 

هي و إن حاولت إبتلاع رمقها لكن الغصة توطدت بلعومها تخضع لسلطة الخوف

ما لبث أن اخترقت رائحة الدماء و القيح أنفها
تتغلغل تُغرق حواسها
تخنقها

أنفاسها المختنقة تصارع داخل صدرها يهبط
و يعلو
تكابد كي تنال بعض الهواء النقي و لحظة تأمل أن
تناله تباغتها الرائحة العفنة

يداها تحط أين عنقها تقاتل لأجل نَيلِ بعض
الأوكسجين ما تلبث أن تطرق بيديها بجنون
على الجدران الحديدية

صوتها المندثر تستعيد قوته بعد حين تصرخ
طالبة المساعدة يُجلجل صوتها مستغيثة
تصمت لحظات حينما تحرقها
أوتارها الصوتية لصراخها
المستميت ضمن الجدران الباردة

تستشيط غضباً ، حزناً و خوفاً و تنهار في
نوبة بكاء لم تهدأ مذ بدأ الجنون حولها قبل
دقائق

الوقت يمر و بلقيس محاصرة تتخبط داخل المكان
الضيق
تتفحص الجدران، السقف و الأرضية علها
تصل لمخرج ينقذها

تفقد رزانتها
تثور غضباً
و خوفاً
حين تفشل في الوصول لمنفذ
و تفقد معه كل أمل في أن تخرج من هذه
الظلمة

   شمس المعارف الكبرى( لعنة الزهرة )  مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن