الفصل الثاني

103 21 69
                                    

لا تنسى ذكر الله

💜💜💜💜💜

" أنتِ لستِ هي ......... أنتِ سليلة أفردويت "

الصوت الهامس إحتد و عينا بلقيس تسمرت على
الظل في الطرف الآخر من النافذة

السحب في السماء ظهرت من اللامكان تكالبت على
القمر تخفيه تحت وطئتها لتحيل الكون ظلاماً

أصوات عويل ذئاب إخترق مسمعها
تاهت في تلك الأصوات لثانيتين
فمنذ متى يُسمع صوتُ الذئاب في قلب العاصمة ؟؟
خاصةً و أن وجودها شبه مستحيل حول المدينة

زجاج النافذة قبالتها بدأ يرتجف و يهتز أكثر
الكرسي ، مرآة الزينة ، و كل شيئ فوقها
أيضاً بدأ بالرجفان

الوضع بات جنونياً لحظة بدأ سريرها و سرير سمارا
-النائمة فوقه دون أن تشعر بالفوضى حولها- بالتحرك

كل هذا و الظل الداكن يقترب نحو بلقيس الهلعة
تجمد جسدها في مكانه
قدماها ثبتت على الأرض و كأن مسامير غُرست فيها
ذراعيها الممتدة على طول جسدها جانبها مقيدة
لا تستطيع الحراك

أنفاسها تحارب كي تنالها ، عينيها فزعة من كل
ما يجري ، صوتها مكتوم بيدٍ خفية تمنعها من
إخراجه

الوضع الجنوني زاد حدةً حين انفجر زجاج النافذة
مما جعل بلقيس تغلق عينيها بشدة تضغط بخوفٍ
على شفتها السفلى ، العقدة بين حاجبيها تنبئ عن
كمية الذعر و الفزع في أوصالها

عقلها أُصيب بتخمة من الأفكار و الأشياء المختلة
التي زادت حولها منذ يومين

أصوات الجمادات في الغرفة تتحرك حولها يزداد
مع إزدياد عويل الذئاب

بيأسٍ و جزع فتحت عينيها تدريجياً ،
تقع عينيها على الظل أمامها و قد إتخذ من الهيئة البشرية شكلاً
دون أن يبدو عليه أية ملامح واضحة

كان قريباً لدرجة شعرت بحرارة غريبة تخرج منه

هي و إن حاولت التحديق في وجهه لكنها لم تستطع

فزعها إشتد حين رأت الزجاج المتكسر
تناثر حولها متجمداً في الهواء دون أن يصيبها
و كأنها محمية بحاجز غير مرئي

الظل تمتم يحني نفسه نحوها - قد فاقها طولاً
التي لا تصل نصف صدره الواسع -

" بالتأكيد أنتِ لستِ هي ...... أفروديت عزيزتي
سليلتُكِ جبانة و صغيرة "

يرفع رأسه نحو الأعلى كما لو يخاطب أحدهم
ثم يعيد بصره نحوها يستمعن في التحديق بها
و بجسدها الرجيف
تعتلي ثغره ابتسامة لوسيفر السيئة

   شمس المعارف الكبرى( لعنة الزهرة )  مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن