مذكرات نديم
مرت الأيام وما تزال سارة في منزلنا، أصبحت احب المنزل اكثر، احب الخروج مع العائلة لأنها موجودة، لأنني اصبح مثلها طفل يستكشف مدينة جديدة وكأنها ليست مدينتي التي ولدت بها وكبرت، وجدت كل الطرق جميلة والزحام ممتع لأننا معاً بإمكاننا ان نثرثر اكثر خلالها، حتى اختارت هي نفس الجامعة التي ادرس بها، بل نفس تخصصي، قالت لي حينها: سيكون الامر ممتع ان أصبحت انت استاذي، عليك ان تحصل على درجة التفوق.
- ستملين مني.. سأكون حينها معكِ في المنزل والجامعة.
قالت بعفوية: محال ان امل من رفقتك .. معك يمكنني ان اثرثر لساعات متواصلة واسمعك لأيام تتحدث عن كل شيء وان بدا سخيفاً.
كنت ابادلها نفس الإحساس، انني لن امل من رفقتها وان كل شيء معها يصبح ممتعاً، كل شيء له طعم، لكنني لم ارغب بإخبارها، اشعر انها ليست جدية كما انا، انني اول رجل لازمته لمدة كهذه لذلك هي تشعر بهذه الاحاسيس، لن اصرح لها بأي شيء ولن اتمادى اكثر حتى تصبح طالبة في الجامعة، تُقابل اشخاص اخرين حينها فقط ستتمكن من تميزي واختياري والا لا، انا ضد فكرة ان أكون الخيار الاول والأخير لأحدهم فلا وجود تمييز في هذه الحالة، بينما ان يختارك احدهم من بين الكثير فقد ميزك.
مر عامين واصبح لها غرفة مستقلة في منزلنا، أصبحت فرداً مهماً في العائلة، وباتت طالبة في السنة الثانية بينما انا معيد، سليم تخرج ايضاً واصبح يدرس الماجستير، سليم الوحيد لأمه، من عائلة غنية بعض الشئ، لكنه نبيل في شخصيته، هادئ، لا يؤذي حتى أوراق الشجر عندما يمر بالقرب من افرعها الدانية، هو يشبه اخي عامر، مسالم كذلك، طموحه ان يعيش بسلام، لكن الطموح هي مشكلة أخرى تقف بينه وبين زوجته التي تصل احلامها حد النجوم، يخبرها دوماً انه لا يريد شيء من الحياة لأنه محظوظ فقد اُهدي نجمة مثلها لتصبح شريكته.
كل شيء كان يمر بسلام حتى اتخذت قرار الزواج بسارة لتبدأ اللعنة تصيبنا جميعاً..سليم
نظرت لنفسي المرآة التي تُحيط بها اضاءة بلون الشمس لتنعكس هذه الإضاءة على وجه الشخص كي يبدو انه مشرق، كان هناك شابة تسرح شعري وتتأكد من مظهري حتى ابتسمت وقالت بمرح: انتهينا استاذي، انت الان جاهز.
ابتسمت لها لأنهض من مكاني، قالت قبل ان اخرج: انا من اشد معجبيك، قرأت جميع كتبك، فخورة انني التقيت بك.
ابتسمت لها بلطف لأخرج، اكتب كتب لا اؤمن بها لكن يتبنى افكارها الحالمون فقط، اما انا؟ فلم اعد حالماً بل واقعياً بطريقة سوداء لا تتناسب مع من أكون، صافحني المذيع ليشير لي لأجل وسط تصفيق كبير من الجماهير، وضح المذيع انني انوب عن الأستاذ غسان ليبدأ الحلقة بسؤالي: ما هي توقعاتك لحالة النجوم خلال الفترة القادمة، وكم ستؤثر علينا وماهي الأبراج التي ستُضر والابراج التي ستنتفع.
ابتسم بتكلف لأجيب: النجوم ستكون في قمة توهجها خلال الفترة القادمة مما يعني انها ستكون فترة ازدهار، فيما يخص برج الأسد تحديداً سيقع في الحب خلال الفترة القادمة، في حال كنتِ متزوجة من رجل برج الأسد فيجب عليكِ ان تراقبي زوجك وتلازميه خلال الفترة القادمة، سيكون برفقة فتاة وان كان هو ممن اعتاد على النزوات فصدقيني انها ليست مجرد نزوة.
انهيت كلامي وابتسمت للكاميرا، اعرف تحديداً انها ستسمعني، اردت ان اوقعها في الشباك وستقع، يجب ان يبتعد مراد عن لوسيل لأن الخطة ستصبح اكثر تعقيداً، لا يجب ان تكون برفقته لأن طاقة النجوم تجذبها تجاهه بحسب اختيار النجمان لهما، مراد لن ينفعني بشيء كمروان، اياً كان فإن لم تسر الامور كما اشاء فلن يكون لي خيار سوى التضحية بلوسيل ايضاً وهذا اصعب قرار يمكنني اتخاذه وهو ان اتركها تحترق بينهم وتتحمل كل شيء بمفردها، ارجو حقاً ان لا يحدث ما اخشاه.