تُوت ؛ الأَوَّلُ.

2.6K 189 16
                                    

__________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

__________

« شكراً لكَ على الزيارة ! ، أتمنَّى لكَ يوماً مشرقاً »

إنفرجت شفتاها في إبتسامةٍ صغيرةٍ و هي تودِّع آخر زبونٍ في متجرها لهذا اليوم ، فأطلقت تنهيدةً متعبةً و راحت تفكُّ مأزر عملها تستعد للإغلاق ..

اليوم كان مرهقاً بالنسبة لها كثيراً ، صحيحٌ أنَّ متجرها صغيرٌ و معزولٌ عن المدينة نوعاً ما لكنَّ توافد الزبائن عندها كثيرٌ لحدٍ مُرْضٍ ..

دلَّكت رقبتها المتشنِّجة و راحت تجوب المكان ترتبه قبل الإنصراف لمنزلها ، و هي تفكِّر بجدِّيةٍ في توظيف بعض العمَّال معها حتى يتقاسموا العمل سوياً ..

و في خضَّم كلِّ هذا ، رنَّ جرس المتجر يعلن عن توافد زبونٍ جديدٍ فعقدت حاجبيها بإستغرابٍ ، قد تأخَّر الوقت ! ، لكنَّها راحت تستضيف الزائر على أيَّة حالٍ ..

« أهلاً بكَ في متجرنا سيدي ! ، أنا هنا في الخدمة .. »

تفحَّصت مظهره من رأسه لأخمص قدميه ، و قد كان رجلاً جذَّاباً حقاً ! .. إنزلقت عيناها لخط فكِّه الحادِّ و هو يشاهد أنواع الكعك و المعجنات المعروضة مصفوفةً في سللٍ صغيرةٍ ، و قد كانت صبورةً جداً معه حتى أفرج عن رغبته

« أريد القليل من هذا لو سمحتِ .. »

قال و هو يشير إلى نوعٍ من المعجنات المحشوَّة بمربى التوت ، أرقى نوعٍ من المعجنات و أغلاها ثمناً .. هي قدَّمت له طلبه دون حذيثٍ يذكر ، و هو بدوره أخرج من جيبه مبلغاً عشوائياً و قدَّمه لفتاتنا المرهقة

و التي هي هاهنا توَّسع عينيها بدهشةٍ من سخاء الرجل هذا ! .. أخدت وقتاً طويلاً و هي تتأمَّل المبلغ الهائل بين يديها قبل أن تستعيد وعيها و يبدأ عقلها في التفكير ..

« لا بدَّ من أنَّه متعبٌ .. سأحتفظ بهذا المبلغ حتى أعيد له حقَّه منه إن عادَ .. »

__________

تُوتٌ ؛ جِيُون جُونغكُوك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن