__________
ذلك اليوم كان يوم عطلةٍ بالنسبة للبائعة ، و هي إغتنمت هذا اليوم للإعتراف بما يسكن قلبها من مشاعر لرجل التوت خاصتها ..
إنتقت أجمل ثيابها بدلاً عن ثياب العمل المملة .. و توجهت للمتجر تنتظر رجلها هناك ، كما هو متفقٌ عليه ..
و عندما لمحت جسده يركض مهرولاً نحوها .. إرتفعت دقات قلبها لتبلغ حنجرتها ..
« آهخ ، أهلاً .. أعتذر عن التأخير فلم أستيقظ مبكراً .. »
رفع يده يحكُّ مؤخرة رقبته بأسفٍ ، فقهقهت ذات عيون اللوز على شفافيته في الحذيث ، لا تزال ترى هذه النقطة فيه جذَّابةً جداً ! ..
إستغرقت بعض اللحظات لتلحظ ما يرتديه ، كانت على وشك أن يغمى عليها حقاً .. تلقَّت عدداً كبيراً من المفآجأت اليوم و اليوم لا يزال في بدايته ! ..
كان اللون الأسود هذه المرَّة هو اللون الرئيسي في ملابسه ، قميصٌ ذو أزرارٍ بقماشٍ حريريٍ و قد فكَّ أولى أزراره ما سمح لها برؤية حبَّة الخال التي تزيِّن رقبته .. تمنَّت سراً لو تستطيع لمسها ! ..
و بنطالٌ كلاسيكيٌ أسودٌ هو الآخر ، مع عقدٍ فضِّيٍ جميلٍ و خاتمٍ عشوائيٍ يلتفُّ حول بنصره الأيمن ..
ذُهِلت برائحة ذلك العطر الفوَّاح ، كلُّ شيءٍ فيه جذَّابٌ بطريقةٍ جذَّابةٍ ! ..
« إذن ، إلى أين تريدين أخدنا ؟ .. »
قال محاولاً كسر حاجز الصمت الذي بُنِيَ حولهما ، كما و قد تملَّكه فضولٌ حول ما تخطط له حبَّة التوت ..
إنتظر رداً ، لكنَّها أخدت خطواتها أمامه دون تكبُّد عناء الإجابة ، و قد وضعت على شفتيها إبتسامةً جميلةً
« سترى ~ .. »
فتسرَّبت ضحكةٌ صغيرةٌ من ثغره المعسول ، و جارى خطواتها يلحق بها نحو المجهول ..
•••••••
« ها قد وصلنا ! .. هذا هو مكاني المفضَّل .. »
دام سيرهما ربع ساعةٍ ، و ها هما الآن واقفان على مشارف جزءٍ معزولٍ من الشاطئ ، كمكانٍ سرِّيٍ لا يجمع إلا كليهما ..
لم تنتظره أكثر ، بل تقدَّمت نحو إحدى تلك البساطات المفروشة هناك و جلست ، فلحق هو بها بعد أن تفحَّص المكان بسرعةٍ ..
« المكان جميلٌ هنا ، هذا رائعٌ !! .. »
أرخى بجسده مستلقياً فأمعنت النظر إليه .. و قد إستجمعت شجاعتها و دفعت بالكلمات لتغادر فاهها ، فنطقت : ..
« جُون ، أنا معجبةٌ بكَ .. لا بل أنا أحبكَ .. »
إعترافها جاء على حين غفلةٍ .. أخرجت ما لديها من كلماتٍ دفعةً واحدةً لتتخلَّص من الحمل الذي يثقل روحها .. و هي الآن تشعر براحةٍ نسبيَّةٍ مهما كانت إجابته ..
كان لحذيث تلك المرأة العجوز أثرٌ إيجابيٌ عليها من ناحيةٍ أخرى ، هي كانت تعتقد أنَّ عينيها المعجبتين به تظهرانه معجباً بها هو الآخر .. لكنَّ تدَّخل طرفٍ ثالثٍ ساعدها على إدراك الحقيقة ..
و هو من جهةٍ أخرى ، إستقام جالساً من جديدٍ و قد أعاد ترتيب كلماتها في عقله .. ثمَّ نظر إليها ممعناً النظر ، و قد خانته كلماته ..
« أهه توتة ! .. قلبي واقعٌ لكِ كذلكَ ! .. »
صحيحٌ أنَّ إعترافهما هذا يبدو مبتذلاً و ساذجاً ، لكنَّ المشاعر التي تداهمهما حالياً أصعب من الشرح و أصعب من التعبير .. فما أروع من أن يبادلكَ محبوبكَ مشاعركَ ؟! ..
بادلته نظراته المولعة و قد إقتربت منه واضعةً قبلةً صغيرةً على وجنته .. و بيمناها لمست حبَّة الخال التي تزيِّن رقبته ، لقد تحققت أمنيتها ! ..
« جون ، لقد كنت تزورني في أحلامي .. شعرت بالغرابة حينها ، لكنني أدركت أنَّكَ مقدَّرٌ لي فبادرت نحوكَ و حاولت توطيد علاقتي بكَ .. أنا سعيدةٌ جداً ! .. جونغكوكي .. أنا حقاً أحبُّكَ ! .. »
أسندت ظهرها على صدره العريض و أغلقت جفنيها بينما تبوح له بكلّٓ ما يجول خاطرها .. و عندما أنهت هو أدار جسدها نحوه طابعاً قبلةً أخرى على جبينها .. و همس لها : ..
« أنا مولعٌ بكِ توتة ! .. أتنفسكِ !! .. »
إرتسمت على شفتيها إبتسامةٌ مشرقةٌ .. و بادلته حذيثه همساً هي الأخرى ..
« و أنا مولعةٌ بكَ رجل التوت خاصتي ! .. أتنفسكَ !! .. »
__________
و بهذا تكون قصتنا القصيرة هذه في نهايتها ، شكراً لكم على القراءة ! ..
النهاية ~ ..
__________
أنت تقرأ
تُوتٌ ؛ جِيُون جُونغكُوك.
Short Story" حِينَ تَقَعُ بَائِعَةُ المُعَجَّنَاتِ فِي حُبِّ الرَّجُلِ الغَرِيبِ الذِي يَرتَادُ مَتجَرَهَا دَومًا .. " « أنا مُولَعٌ بِكِ تُوتَة ! .. أتَنَفَّسُكِ !! » « و أنَا مُولَعَةٌ بِكَ رَجُلَ التُوتِ خَاصَتِيَ ! .. أتَنَفَّسُكَ !! » جِيُون جُونغكُوك 🫐...