chapter 2:

470 37 25
                                    


في مكانٍ ما من اللّيل ، ثمّة إنسانٌ يغرق.

•••••••

بعد أن عدت من المعركة الأخيرة محققا النصر ، و كما المعتاد ستقام الليلة حفلة على شرفي ...

حفلة مبتذلة تتضمن تبادل التهاني و الإبتسامات الزائفة .. المجاملة و التصرف بطريقة تشعرني بالغثيان ...

أسير عبر رواق القصر متجهًا إلى الساحة حيث التجمع الغفير للحضور ...

أفراد العوائل الحاكمة للممالك المجاوره ...

دخلت القاعة ليعم الصمت ... أومأت برأسي لهم أعترف بوجودهم ...

تقدمت أين يتجمع أفراد عائلتي .. حيث عرش الملك و الملكة .. والدي و زوجته ... و على اليمين و اليسار لهم تتموضع عروش الأمراء حسب الترتيب ... أرى جيدا كيف يرمقني ولي العهد بنظرات حاقده ..

إنحنيت للملك و إستدرت لأقابل التجمهر ... إستقام والدي و تقدم ليقف بجانبي ..

استرسل القول بصوت عالي و نبرة مغترة و إبتسامة فخر تعتلي محياه :

"أقدر لكم تلبية دعوتي  لحضور هذا الحفل ، و الذي يدرك الجميع أنه أقيم على شرف إبني قائد الجيش العظيم و محقق النصر ... الأمير ألكسندر بطل مملكة كاليفان "

لما يتحدث بهذا القدر من الثقة ؟ .. ليس و كأنه هو من حقق هذا النصر ...

واصل الحديث و اللغو بالكلمات المعتادة ... فخر و إعتزاز بمملكته ...

أما أنا فمازلت أقف بجانبه ببرود .. غير آبه لما يخرج من فاهه ... لست الشاب المحب لوالده .. و هو ليس الوالد المحب لإبنه ..
مايجمعنا لايغادر حدود العمل ...
كما أنني لن أنسى أبدا ماعانيته بسببه ... لن أسامحه ماحييت ..

إنتشلني من شرودي صوته مخاطبا إياي :

"هيا يابني .."

تنحى جانبا يقصدني كي أتقدم مكانه و ألقي على مسامع الحضور نفس الخطاب المبتذل المكرر .. و ماكان مني إلاّ أن أفعل ذلك ... و رغم الملل الذي يجتاحني إلاّ أنني حافظت على ملامحي البارده و الجاده ..

"سأسعى دائما للحفاظ على مملكة كاليفان و تأمين الحياة لشعبها ، أنا قائد الجيش و الأمير السادس ألكسندر .. سأكون الحصن الحامي لمملكتي ... أمّا الأعداء فسيكون مصيرهم على يدي ... أفدي وطني بروحي و دمي ، شرف الوطن أغلى من كل شيئ ، سيفي و رمحي سيقفان دائما في وجه كل من ينوي شرا بمملكة كاليفان!"

حاولت أن أبدو متأثرا بما أنطق به .. و يبدو أنني قد نجحت في هذا فقد تعالت التصفيقات من قبل الجميع ...

بعدها بدأ الإحتفال ... الرقص و الغناء ... توزيع أشهى المأكولات ...

و لاأنسى تفاوت الكثير من الفتيات نحوي ، إلقاء الكثير من الكلمات المعسولة على مسامعي و التصرف بغنج أراه مقرفا ...

في البداية قررت مجاراتهن لكنني فيما بعد سإمت الوضع و اعتذرت بغية الإنصراف متحججا بالتعب ...

يتودد الجميع نحوي بحكم كوني قائد الجيش لاغير ...
فمكانتي كأمير سادس ليست بالشيئ القيم ...

لا بل لو أنني لم أصبح قائدا للجيش الملكي فإنني سأكون محل سخرية .. حتى من قبل الشعب ...

لأنني .... مجرد إبن جاريه ...

تسللت إلى الشرفة بغية استنشاق الهواء لأن التنفس بات ثقيلا في الداخل ...

لكنني تجمت مكاني حين أبصرت المنظر أمامي !

مارأيته جعل خلايا جسمي تتوقف عن العمل ...

حرفيا لقد أجفلني المنظر !!!!

••••••

يتبع 🦋🖤

لا تنسى الصلاة والسلام على رسول الله ..

 𝐒𝐈𝐋𝐄𝐍𝐂𝐄 𝐎𝐅 𝐓𝐇𝐄 𝐍𝐈𝐆𝐇𝐓 || صَمت اللّـيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن