chapter 6:

279 28 28
                                    

رُغم كُرهي الشَديد لهذا العالم ، وُجودك كان مهربًا عَظيمًا.

••••••

الليلة طلبت منها أن نتمشى قليلا في ساحة القصر ...

كل مايسمع هو صوت خطواتنا جنبا إلى جنب ، لقد إلتزم كلانا الصمت ...

هي ذات كلمات قليله .. و أنا لست ممن يكثرون الثرثره ..

لكن معها قررت كسر هذه القاعده ..

توقفت لتتوقف هي ...

أخبرتها بما يجول في خاطري ..

"إن الجرح عندما يتعب من البكاء يبدأ في الغناء ... ما سبب حزنكِ يا ليليان؟"

إبتسمت لي و تقدمت نحوي لتقابلني ...

تحدثت بخفوت:

"ما الذي تراه أنت؟"

"إنني أبصر الحنين و الشوق بين ثنايا ناظريكِ ... أرى الأسى و خيبة أمل .."

عندما لاحظت صمتها أردفت من جديد :

"من ذا الذي قام بإطفاء روحكِ ليليان؟"

إنني أذكر إسمها كثيرا ... أقدس حروف إسمها و أشعر باللذة أثناء نطقه ... ما الذي يجري معي ؟

"ماذا عنكَ ألكسندر .. أي حياة تعيشها و أي مشاعر تغزو خاطرك؟"

أجفلت لسؤالها و تجنبها للحديث عنها .. و ماكدت أجيبها حتى إسترسلت القول:

"عندما تكون معي .. لاأريد أن أرى قائد الجيش و لا الأمير السادس لمملكة كاليفان ... إنني أريد أن أبصر ألكسندر فقط"

إنها ... إنها تلمس أعمق نقطة في قلبي ... لقد كشفت ما خلف القناع المزيف الذي أرتديه ... هذه الفتاة غير عاديه ...

إمتدت أناملي تلقائيا بغية لمس خصلات شعرها الحريريه ...

لكنها إبتعدت خطوة إلى الوراء ...

نظرت إليها بضياع .. بينما كانت نظراتها لي غريبة .. غامضة لم أجد لها تفسيرا ...

اكملت سيرها لأتبعها ، حتى وجدتها تجلس على أحد الأدراج ..
و بحركة تلقائية مني وجدت نفسي أجلس بجانبها ...

بينما كلانا ينظر إلى السماء حيث النجوم و اكتمال القمر ..
نطقت ليليان بنبرة هادئة:

"إنني هنا دائما ... إنني أنصت لكَ إن أردت الحديث"

كنت سأعترض .. لست من ينفض غبار روحه على الآخرين ... و لست من يشارك مشاعره .. انا لست ضعيفا ..

لكنها سبقتني القول حيث اردفت:

"دع كبريائك جانبا .. بإمكانك البوح لي ، هذا سيخفف عنك .. كما انني ... لن أشكل فارقا في كلا الحالتين"

إبتسمت ... إنها أول إبتسامة حقيقية يرسمها ثغري منذ سنوات طويلة ..

شبكت اصابع يدي تحت ذقني لأباشر محادثتها بشفافيه ... بصدق ..

"هل تريدين أن تعرفي حقيقة الشخص المسؤول عن حماية شعبه؟ تريدين التعرف على ضعفي و هشاشتي؟ لست قويا كالحرب و لا رقيقا كالسلام .. أنا ..."

صمتت قليلا انظر لها .. لم اجد شيئا على ملامحها .. و الأهم أنني لم أجد الشفقه .. و هذا ما جعلني أكمل حديثي بنبرة منكسرة .. نبرة لم استعملها سابقا :

"أنا مجرد طفل يفتقر إلى الإهتمام .. أنا ضائع و لا أكاد أجد نفسي .. أنا تائه في الماضي .."

لقد قلتها ..

لقد اعترفت لنفسي ..

بأنني مازلت أحترق بسبب الماضي ...

هل أنا مستعد الآن لإعادة فتح الجرح ... ؟
أو ربما تطهيره و ترميمه ...

و قبل كل شيئ .. هل ليليان حقا الشخص المناسب؟!

•••••••

يتبع🖤🦋

دمتم بخير ..

 𝐒𝐈𝐋𝐄𝐍𝐂𝐄 𝐎𝐅 𝐓𝐇𝐄 𝐍𝐈𝐆𝐇𝐓 || صَمت اللّـيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن