الپيسين | La Piscine

12

"أينما التفت، هناك ما يعترض طريق هربي."

⚘ ₯ ⚘

"إن كنت تحبني لكنت صارعت لأجلي..." قالَت بهدوء، تلتفت بأنوثةٍ بفستانها الزهري. 

"صوفيا--" مد ذراعه يحاول الإمساك بمرفقها. 

"آندرو أنت لا تحبني،" تراجعت صوفيا للوراء سريعًا، تنظر نحو الفضاء ثم إليه مجددًا. "أنت تحب فكرة وجودي. فكرة امتلاكي... لكن لا تحبني لما أنا عليه... سئمت الأمر آندرو... لكن لا بأس؛ فحتى أنا... لم أحبك يومًا--"

على الأريكة المجاورة لي سمعت شهيقًا حادًا حيث وجدت صديقتي كاترينا تجلس بتعبيرٍ مذعور على محياها تجاه المشهد الدرامي ذاك. تنهدت، أكره حقيقة أن هذا ما آلت إليه أُمسيتي. كنت في كنتيكت منذ شهرين الآن، حاولت بهما العودة لحياتي المعتادة، وأظن أن أكثر ما صدمني هو كم كانت رتيبة. 

رتيبة بشكلٍ لا يطاق.

"كات، سأخرج لاستنشاق بعض الهواء." قلت أنهض من على أريكة سكننا المخملية. لم تجاوبني كاترينا كانت لا تزال عيناها مرتكزتان على احدى التيلينوفيلات الكولومبية التي أحبتها. لم أكرر حديثي وغادرت مباشرةً. 

خرجت إلى شرفتنا، أتخذ مقعدًا على كرسيٍ خشبي متقشر، واتكأت على السور. كنت أحاول قدر المستطاع عدم التفكير، لقد كان مُجهدًا طوال كل تلك الفترة، في كل سيناريو خطّه عقلي كنت أنا شرير القصة، والشعور بالندم والكراهية لنفسي ازداد وحسب. حتى أن نبضات قلبي تتسارع تأهبًا للنوبة التي ستتملكني كلما جلست في خلوة مع نفسي.

"يكفي..." همست.

الجلوس وحدي والتأمل كان فكرةً غير سديدة؛ لذا قررت العودة للداخل وإكمال دراستي لهذه الليلة، لكن جرس هاتفي قاطعني. نظرت نحو المتصل، وابتسمت بهدوء. 

زاك. 

تحدثنا كل يومٍ منذ أن غادرت. حتى صديقاتي المقربات مثل كات لم يعرفا ما دار معي هذا الصيف. أما زاك فكان يعرف كل شيء، الحلو منه والقبيح، ولم يحكم عليَّ قط، لقد أحببته حقًا، وأحببت الحديث معه. 

"مرحبًا،" قلت ببهجة. 

"خمني أين أنا؟" قال بصوت مرح خلفه لغزٌ ما. 

"همم... باريس؟" قلت أول مدينة خطرت في بالي.

"لا."

"مارسيليا؟" حاولت مجددًأ.

"لأ." أجاب في نبرته ابتسامة صغيرة.

"هل أنت في فرنسا أصلًا؟" 

"لا." ضحك قليلًا.

توسعت عيناي بسرعة. "لا تخبرني أنك في كنتيكت!" 

قهقه بصوت مسموع: "بالطبع لا، ماذا سأفعل في مدينتكم المملة تلك؟" ثم أكمل، "أنا في مدينةٍ جميلة، سأعطيكي تلميحًا--"