ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻨﺘﻲ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ .
. ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻠﻲ ﻣﺘﺠﺪﺩﺍ ﻭﻋﺸﺖ ﻣﺮﺗﺎﺣﺎ . . ﺃﺅﺩﻱ ﻋﻤﻠﻲ ﺑﺠﺪ
ﻭﺇﺧﻼﺹ . . ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻋﺸﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻼﻃﻤﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ . .
ﺗﺘﻘﺎﺫﻓﻨﻲ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻓﺮﺍﻏﻲ ﻭﻗﻠﺔ
ﻣﻌﺎﺭﻓﻲ .. ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ . . ﻭﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﻨﻨﻲ
ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻲ . . ﺑﻞ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ . . ﻣﻠﻠﺖ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ
. . ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﻣﻤﻴﺰ . . ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺃﻧﺎ
ﻭﺯﻣﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ . . ﻧﺘﺠﺎﺫﺏ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
. ﻓﺠﺄﺓ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺻﻮﺕ ﺍﺭﺗﻄﺎﻡ ﻗﻮﻱ . . ﺃﺩﺭﻧﺎ ﺃﺑﺼﺎﺭﻧﺎ . . ﻓﺈﺫﺍ
ﺑﻬﺎ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﺮﺗﻄﻤﺔ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ
ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ، ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ . . ﻫﺒﻴﻨﺎ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻹﻧﻘﺎﺫ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ . . ﺣﺎﺩﺙ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻮﺻﻒ . . ﺷﺨﺼﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ . . ﺃﺧﺮﺟﻨﺎﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ . .
ﻭﻭﺿﻌﻨﺎﻫﻤﺎ ﻣﻤﺪﺩﻳﻦ . . ﺃﺳﺮﻋﻨﺎ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ . . ﻭﺟﺪﻧﺎﻩ ﻗﺪ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . . ﻋﺪﻧﺎ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﻦ
ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻻﺣﺘﻀﺎﺭ .. ﻫﺐ ﺯﻣﻴﻠﻲ ﻳﻠﻘﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ .
. ﻗﻮﻻ . ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ . . ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ . . ﻟﻜﻦ ﻟﺴﺎﻧﻴﻬﻤﺎ
ﺍﺭﺗﻔﻌﺎ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ . . ﺃﺭﻫﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ . . ﻭﻛﺎﻥ ﺯﻣﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ
ﻋﻜﺴﻲ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﻮﺕ . . ﺃﺧﺬ ﻳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ
. . ﻭﻗﻔﺖ ﻣﻨﺼﺘﺎ . . ﻟﻢ ﺃﺣﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ . . ﺷﺎﺧﺺ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ
ﺃﻧﻈﺮ . . ﻟﻢ ﺃﺭ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻛﻬﺬﺍ . . ﺑﻞ ﻗﻞ ﻟﻢ ﺃﺭ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ . . ﺃﺧﺬ ﺯﻣﻴﻠﻲ ﻳﺮﺩﺩ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ
ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ . . ﻭﻫﻤﺎ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ . . ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ . .
ﺑﺪﺃ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻳﺨﻒ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ . . ﺳﻜﺖ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺗﺒﻌﻪ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ . . ﻻ ﺣﺮﺍﻙ . . ﻓﺎﺭﻗﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ . ﺣﻤﻠﻨﺎﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ .
. ﻭﺯﻣﻴﻠﻲ ﻣﻄﺮﻕ ﻻ ﻳﻨﺒﺲ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﻪ . . ﺳﺮﻧﺎ ﻣﺴﺎﻓﺔ
ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ . ﻣﺰﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺻﻮﺕ ﺯﻣﻴﻠﻲ .
. ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ . . ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻳﺨﺘﻢ ﻟﻪ ﺇﻣﺎ ﺑﺨﻴﺮ ﺃﻭ ﺑﺸﺮ . . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﺩﻻﻟﺔ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻳﻌﻤﻠﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ . ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻲ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻭﻳﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺨﺘﻢ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﺑﺎﻃﻨﻪ . . ﻗﻄﻌﻨﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻷﻣﻮﺍﺕ ..
ﻭﺗﻜﺘﻤﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﺬﻛﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺤﻤﻞ ﺃﻣﻮﺍﺗﺎ ﺑﺠﻮﺍﺭﻧﺎ . .
ﺧﻔﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﺗﻌﻈﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ . . ﻭﺻﻠﻴﺖ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺻﻼﺓ ﺧﺎﺷﻌﺔ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻧﺴﻴﺖ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ . . ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻋﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ . .
ﻭﻛﺄﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻤﺎ . . ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺃﺣﺐ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﻭﻻ ﺃﺗﻠﻬﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺴﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻱ .
. ﻭﻟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺴﻤﺎﻋﻲ ﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺣﺎﻝ
ﺍﺣﺘﻀﺎﺭﻫﻤﺎ . . ﻭﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻷﻳﺎﻡ . . ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ
ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ . . ﺣﺼﻞ ﺣﺎﺩﺙ ﻋﺠﻴﺐ . . ﺷﺨﺺ ﻳﺴﻴﺮ
ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﺳﻴﺮﺍ ﻋﺎﺩﻳﺎ . . ﻭﺗﻌﻄﻠﺖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ . . ﻓﻲ ﺃﺣﺪ
ﺍﻷﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﺗﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ . .
ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﻄﻞ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺠﻼﺕ . . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻗﻒ ﺧﻠﻒ
ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ . . ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ . . ﺟﺎﺀﺕ ﺳﻴﺎﺭﺓ
ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻭﺍﺭﺗﻄﻤﺖ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ . . ﺳﻘﻂ ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ
ﺑﺎﻟﻐﺔ .. ﺣﻀﺮﺕ ﺃﻧﺎ ﻭﺯﻣﻴﻞ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻭﻝ . . ﻭﺣﻤﻠﻨﺎﻩ
ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻗﻤﻨﺎ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ . .
ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ . . ﻣﺘﺪﻳﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻈﻬﺮﻩ . .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻤﻠﻨﺎﻩ ﺳﻤﻌﻨﺎﻩ ﻳﻬﻤﻬﻢ . . ﻭﻟﻌﺠﻠﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺣﻤﻠﻪ
ﻟﻢ ﻧﻤﻴﺰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺿﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ
ﻭﺳﺮﻧﺎ . . ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺻﻮﺗﺎ ﻣﻤﻴﺰﺍ . ... ! ﻧﻪ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . .
ﻭﺑﺼﻮﺕ ﻧﺪﻱ . . ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﻣﺼﺎﺏ . . ﺍﻟﺪﻡ
ﻗﺪ ﻏﻄﻰ ﺛﻴﺎﺑﻪ . . ﻭﺗﻜﺴﺮﺕ ﻋﻈﺎﻣﻪ . . ﺑﻞ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺕ . . ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻳﻘﺮﺃ ﺑﺼﻮﺕ ﺟﻤﻴﻞ ..
ﻳﺮﺗﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . . ﻟﻢ ﺃﺳﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ . .
ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺪﺙ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺳﺄﻟﻘﻨﻪ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ
ﺯﻣﻴﻠﻲ ﺍﻷﻭﻝ . . ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻟﻲ ﺳﺎﺑﻖ ﺧﺒﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﺃﺩﻋﻲ . .
ﺃﻧﺼﺖُّ ﺃﻧﺎ ﻭﺯﻣﻴﻠﻲ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺮﺧﻴﻢ . .
ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺃﻥ ﺭﻋﺸﺔ ﺳﺮﺕ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻱ . . ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺿﻠﻌﻲ . .
ﻓﺠﺄﺓ . . ﺳﻜﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ . . ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ . . ﻓﺈﺫﺍ
ﺑﻪ ﺭﺍﻓﻊ ﺇﺻﺒﻊ ﺍﻟﺴﺒﺎﺑﺔ ﻳﺘﺸﻬﺪ . . ﺛﻢ ﺍﻧﺤﻨﻰ ﺭﺃﺳﻪ . . ﻗﻔﺰﺕ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ . .ﻟﻤﺴﺖ ﻳﺪﻩ .. ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ . ﻻ ﺷﻲﺀ .. ﻓﺎﺭﻕ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . . ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻃﻮﻳﻼ . . ﺳﻘﻄﺖ ﺩﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ .
. ﺃﺧﻔﻴﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﺯﻣﻴﻠﻲ . . ﺍﻟﺘﻔﺖُّ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ
ﻣﺎﺕ . . ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺯﻣﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ . . ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻘﺪ ﺷﻬﻘﺖ
ﺷﻬﻘﺔ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﻻ ﺗﻘﻒ . . ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻨﻈﺮﻧﺎ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣﺆﺛﺮﺍ ... ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ . . ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﻗﺎﺑﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ . . ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺗﺄﺛﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺣﺎﺩﺛﺔ
ﻣﻮﺗﻪ ﻭﺫﺭﻓﺖ ﺩﻣﻮﻋﻬﻢ . . ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﺫﻫﺐ ﻭﻗﺒﻞ ﺟﺒﻴﻨﻪ . . ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ
ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﻣﺘﻰ ﻳﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺘﻤﻜﻨﻮﺍﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ ﻏﺺ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﻴﻦ . . ﺻﻠﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ
ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ . . ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺣﻤﻠﻨﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ . . ﺃﺩﺧﻠﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ .
. ﻭﺟﻬﻮﺍ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﻠﻘﺒﻠﺔ . . ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻠﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
. . ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻧﻬﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ . ﺍﺳﺄﻟﻮﺍ ﻷﺧﻴﻜﻢ ﺍﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻓﺈﻧﻪ
ﻳﺴﺄﻝ . . ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﺓ . . ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ
ﺃﻭﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ . . ﺗﺒﺖ ﻣﻤﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﺴﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻤﺎ
ﺳﻠﻒ ﻭﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺨﺘﻢ ﻟﻲ ﺑﺨﻴﺮ .. ﻭﺃﻥ
ﻳﺠﻌﻞ ﻗﺒﺮﻱ ﻭﻗﺒﺮ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺭﻭﺿﺔ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺠﻨﺔ .