ماشطه بنات فرعون

12 6 0
                                    

ﻫﺬﻩ ﻗﺼﺔ ﺃﻣﺮﺃﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﻓﺮﻋﻮﻥ، ﻛﺎﻧﺖ
ﺃﻣﺮﺃﻩ ﺻﺎﻟﺤﻪ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﻠﻚ ﻓﺮﻋﻮﻥ ،
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺑﻴﻪ ﻟﺒﻨﺎﺕ ﻓﺮﻋﻮﻥ ، ﻣﻦّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ، ﻓﻌﻠﻢ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﻓﺼﺒﺮﺕ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭ ﺍﺣﺘﺴﺒﺖ ﻭ ﺛﻢ ﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺗﺨﺪﻡ ﻭ ﺗﻤﺸﻂ ﺑﻨﺎﺕ
ﻓﺮﻋﻮﻥ ، ﺗﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ، ﺗﻄﻌﻤﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻄﻌﻢ
ﺍﻟﻄﻴﺮ ﺃﻓﺮﺍﺧﻬﺎ ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﻤﺸﻂ ﺍﺑﻨﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎ ، ﺇﺫ
ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺸﻂ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟﺖ < ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ >> ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﺑﻨﺔ
ﻓﺮﻋﻮﻥ : ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﻲ .. ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺍﻟﻤﺎﺷﻄﺔ ﺑﺎﺑﻨﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭ
ﻗﺎﻟﺖ : ﻛﻼ ﺑﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻲ ﻭﺭﺑﻚ ﻭ ﺭﺏ ﺃﺑﻴﻚ ،،، ﻓﺘﻌﺠﺒﺖ
ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺃﻧﻪ ُﻋﺒﺪ ﻏﻴﺮ ﺃﺑﻴﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺃﺧﺒﺮﺕ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ
ﻓﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻬﺎ ﻭ
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣﻦ ﺭﺑﻚ .. ﻗﺎﻟﺖ ﺭﺑﻲ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻐﻀﺐ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ
ﻓﺮﻋﻮﻥ ، ﻭ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﺎ ، ﻭﺣﺒﺴﻬﺎ ﻭ ﺿﺮﺑﻬﺎ ,
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ , ﻓﺄﻣﺮ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﻧﺤﺎﺱ ﺛﻢ
ﻣﻸﺕ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ، ﺛﻢ ﺃﺣﻤﻲ ﺣﺘﻰ ﻏﻼ، ﻭ ﺃﻭﻗﻔﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭ
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ، ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﺗﺨﺮﺝ ﻭ
ﺗﻠﻘﻰ ﺭﺑﻬﺎ ، ﻓﺼﺒﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻓﻌﻠﻢ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺃﻥ ﺃﺣﺐ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﺪﺡ ﻭ
ﺗﻄﻌﻤﻬﻢ ﻓﺄﺣﻀﺮ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ، ﺗﺪﻭﺭ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ
ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻳﺴﺎﻗﻮﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻣﻬﻢ ﺗﻌﻠﻘﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻳﺒﻜﻮﻥ ، ﻓﺒﻜﺖ
ﻭ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻘﺒﻠﻬﻢ ، ﻭ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ
ﺃﺻﻐﺮﻫﻢ ﻭ ﺿﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ، ﻭ ﺃﻟﻘﻤﺘﻪ ﺛﺪﻳﻬﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ
ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺃﻣﺮ ﺑﺄﻛﺒﺮﻫﻢ ﻓﺠﺮﻩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺛﻢ ﺭﻓﻌﻮﻩ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﻤﻘﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻳﺼﻴﺢ ﺑﺄﻣﻪ ﻭ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﻭ
ﻳﺴﺘﺮﺣﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﻜﺎﻙ ﻭ
ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺃﺧﻮﺗﻪ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺑﻴﺪﻳﻪ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ، ﻭﻫﻢ ﻳﺼﻔﻌﻮﻧﻪ ﻭ ﻳﺪﻓﻌﻮﻧﻪ ، ﻭ ﺃﻣﻪ ﺗﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻮﺩﻋﻪ ... ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ... ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻏﻴّﺐ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ، ﻭ ﺍﻷﻡ ﺗﺒﻜﻲ ﻭ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﺃﺧﻮﺗﻪ
ﻳﻐﻄﻮﻥ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺫﺍﺏ ﻟﺤﻤﻪ
ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻤﻪ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﻭﻃﻔﺤﺖ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻓﻮﻕ
ﺍﻟﺰﻳﺖ ، ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﻓﺄﺑﺖ
ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻚ، ﻭ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻏﻀﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭ ﺃﻣﺮ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ، ﻓﺴﺤﺐ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻣﻪ ﻭ ﻫﻮ ﺑﻜﻲ ﻭ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ...
ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ... ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻘﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻳﺖ ، ﻭﻫﻲ
ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻓﻄﻔﺤﺖ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﺑﻴﻀﺎﺀ ، ﻭﺍﺧﺘﻠﻄﺖ ﺑﻌﻈﺎﻡ
ﺃﺧﻴﻪ ، ﻭ ﺍﻷﻡ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻬﺎ ، ﻣﻮﻗﻨﺔ ﺑﻠﻘﺎﺀ ﺭﺑﻬﺎ ، ﺛﻢ
ﺃﻣﺮ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺑﺎﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﺴﺤﺐ ﺛﻢ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭ
ﺍﻟﻤﻐﻠﻲ ﺛﻢ ﺣﻤﻞ ﻭ ﻏﻴﺐ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ، ﻭﻓﻌﻞ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ
ﺑﺄﺧﻮﻳﻪ ، ﻭ ﺍﻷﻡ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻬﺎ ، ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺻﺎﺡ ﻓﺮﻋﻮﻥ
ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺩ ، ﻭ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ، ﻓﺄﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮﺍ ، ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺄﺛﻮﺍﺏ ﺃﻣﻪ ﻓﻠﻤﺎ
ﺟﺬﺑﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺑﻜﻰ ﻭ ﺍﻧﻄﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻲ ﺃﻣﻪ ﻭ ﺩﻣﻮﻋﻪ
ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﺧﻴﻪ ،
ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻮﺩﻋﻪ ، ﻭ ﺗﻘﺒﻠﻪ ﻭ ﺗﺸﻤﻪ ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻓﺎﺭﻗﻬﺎ ،
ﻓﺤﺎﻟﻮﺍ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﻴﻨﻬﺎ ، ﻭﺣﻤﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺗﻴﻦ ﻭ ﻫﻮ
ﻳﺒﻜﻲ ﻭ ﻳﺴﺘﻐﺚ ﻭ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ، ﻭﻫﻢ ﻻ
ﻳﺮﺣﻤﻮﻧﻪ .. ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ .. ﺣﺘﻰ ﻏﺮﻕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﻤﻐﻠﻲ ﻭ ﻏﺎﺏ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ ، ﻭﺷﻤﺖ
ﺃﻣﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻟﺤﻤﻪ ﻭ ﻋﻠﺖ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺰﻳﺖ
ﻳﺘﻘﻠﺐ ﺑﻬﺎ ، ﻭ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻷﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭ ﻗﺪ ﺭﺣﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺩﺍﺭ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﻭ ﺗﺘﻘﻄﻊ ﻟﻔﺮﺍﻗﻪ .. ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﺿﻤﺘﻪ
ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭ ﺃﺭﺿﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺛﺪﻳﻬﺎ .. ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺳﻬﺮﺕ ﻟﺴﻬﺮﻩ ..
ﻭ ﺑﻜﺖ ﻟﺒﻜﺎﺋﻪ .. ﻛﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻫﺎ ﻭ ﻟﻌﺐ ﺷﻌﺮﻫﺎ
ﻛﻢ ﻗﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻟﻌﺎﺑﻪ .. ﻭ ﺃﻟﺒﺴﺘﻪ ﺛﻴﺎﺑﻪ ، ﺑﻜﺖ ﻭ ﺟﺎﻫﺪﺕ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﻠﺪ ﻭ ﺗﺘﻤﺎﺳﻚ ، ﻓﺎﻟﺘﻔﺘﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺪﺍﻓﻊ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﻧﺘﺰﻋﻮﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻟﺘﻘﻢ ﺛﺪﻳﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﻧﺘﺰﻉ ﻣﻨﻬﺎ ، ﺻﺮﺥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭ
ﺑﻜﺖ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﻟﻬﺎ ﻭ ﺍﻧﻜﺴﺎﺭﻫﺎ ﻭ
ﻓﺠﻴﻌﺘﻬﺎ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ ... ﺃﻧﻄﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻬﺪﻩ ﻭ
ﻗﺎﻝ ﻟــــــــــــﻬﺎ : (( ﻳـــــﺎ ﺃﻣـــــــــــﺎﻩ ﺍﺻﺒﺮﻱ ﻓﺈﻧﻚ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟـــــــــــــــــﺤﻖ )) ﺛﻢ ﺃﻟﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻭ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻋﻨﻬﺎ
ﻭ ﻏﻴّﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻊ ﺃﺧﻮﺗﻪ ... ﻣﺎﺕ ... ﻭ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﺑﻘﺎﻳﺎ
ﻣﻦ ﺣﻠﻴﺒﻬﺎ، ﻭ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺷﻌﺮﻩ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﺍﺗﻬﺎ ، ﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﻮﺍﺑﻪ
ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ .. ﺫﻫﺐ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ .. ﻭﻫﺎﻫﻲ
ﻋﻈﺎﻣﻬﻢ ﻳﻠﻮﺡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭ ﻟﺤﻤﻬﻢ ﻳﻔﻮﺭ ﺑﻪ ﺍﻟﺰﻳﺖ ، ﺗﻨﻈﺮ
ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ .. ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻈﺎﻡ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ، ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ
ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻣﻠﺆﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺿﺤﻜﺎ ﻭ ﺳﺮﻭﺭﺍ .. ﺇﻧﻬﻢ ﻓﻠﺬﺍﺕ
ﻛﺒﺪﻫﺎ .. ﻭ ﻋﺼﺎﺭﺓ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻟﻤﺎ ﻓﺎﺭﻗﻮﻫﺎ ، ﻛﺄﻥ ﻗﻠﺒﻬﺎ
ﻗﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻫﺎ .. ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺭﻛﻀﻮﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭ ﺍﺭﺗﻤﻮﺍ ﺑﻦ
ﻳﺪﻳﻬﺎ ، ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺿﻤﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭ ﺃﻟﺒﺴﺘﻬﻢ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ ﺑﻴﺪﻫﺎ
ﻭ ﻣﺴﺤﺖ ﺩﻣﻮﻋﻬﻢ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﺎ .. ﺛﻢ ﻫﺎﻫﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻨﺘﺰﻋﻮﻥ
ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭ ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻇﺮﻳﻬﺎ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺃﻥ ﺗﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻛﻔﺮ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﻓﺮﻋﻮﻥ ،
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﻭ ﺃﺑﻘﻰ ... ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ
ﺇﻟﻰ ﻫﻲ .. ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺛﻢ ﺩﻓﻌﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﻠﻤﺎ
ﺣﻤﻠﻮﻫﺎ ﻟﻴﻠﻘﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺰﻳﺖ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻈﺎﻡ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ..
ﻓﺘﺬﻛﺮﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺎﻟﺘﻔﺘﺖ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻋﻮﻥ
ﻭ ﻗﺎﻟﺖ : ﻟﻲ ﺇﻟﻴﻚ ﺣﺎﺟﻪ ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻚ
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻌﻮﺍ ﻋﻈﺎﻣﻲ ﻭ ﻋﻈﺎﻡ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﻓﺘﺪﻓﻨﻮﻫﺎ ﻑ
ﻗﺒﺮ ﻭﺍﺣﺪ .. ﺛﻢ ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻊ
ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻭ ﺍﺣﺘﺮﻕ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭ ﻃﻔﺖ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ . ﻓﻠﻠﻪ ﺩﺭﻫﺎ ﻣﺎ
ﺃﻋﻈﻢ ﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﻓﺤﺪﺙ ﺑﻪ
ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ : (( ﻟﻤﺎ ﺃﺳﺮﻯ ﺑﻲ
ﻣﺮﺕ ﺑﻲ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻃﻴﺒﻪ ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻲ ﻫﺬﻩ
ﻣﺎﺷﻄﺔ ﺑﻨﺖ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ )) . ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ .. ﺗﻌﺒﺖ
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ، ﻭ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ
ﺷﺄﻧﻬﺎ (( ﻭﻻ ﺗﺤﺴﺒﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﻮﺍﺗﺎ ﺑﻞ
ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺮﺯﻗﻮﻥ )) ﻣﻀﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﺇﻟﻰ
ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ،ﻭﺟﺎﻭﺭﺕ ﺭﺑﻬﺎ ﻭ ﻳﺮﺟﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺓ ﻭ
ﻧﻬﺮ ، ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺻﺪﻕ ﻋﻨﺪ ﻣﻠﻴﻚ ﻣﻘﺘﺪﺭ .. ﻳﺮﺟﻰ ﺃﻧﻬﺎ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺎﻻ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻧﻌﻴﻤﺎ ﻭ ﺟﻤﺎﻻ ﻭ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : (( ﻟﻮ ﺃﻥ
ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻷﺿﺎﺀﺕ ﻣﺎ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﻟﻤﻸﺗﻪ ﺭﻳﺤﺎ ، ﻭ ﻟﻨﺼﻔﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ )) ﻭﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻧﺴﻲ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻤﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ ؟؟ ﻫﻞ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺷﻬﻮﺍﺕ
ﻭﻣﻌﺎﺻﻲ ؟ ﻛﻼ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺇﻧﻬﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭ
ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ، ﺃﻧﻬﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﺧﺪﻭﺩ ﺟﺮﺕ
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﻣﻤﺴﻜﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ، ﻋﺴﻞ ﻣﺼﻔﻰ ﺛﻢ ﻣﺎﺀ ﺛﻢ
ﺧﻤﺮ ، ﺛﻢ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻥ ، ﻭﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﺸﺘﻬﻴﻪ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ
، ﻭﻟﺤﻮﻡ ﻃﻴﺮ ﻧﺎﻋﻢ ﻭ ﺳﻤﺎﻥ ، ﻭ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺷﻲﺀ ﺑﺤﺴﺐ
ﻣﻨﺎﻣﻬﻢ ، ﻳﺎ ﺷﺒﻌﺘﺎ ﻛﻤﻠﺖ ﻟﺬﻱ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ

عن الستر اتحدث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن