وقتلت اخي

13 6 0
                                        

ﺃﻧﻬﻰ " ﺳﺎﻣﻲ " ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺑﺘﻔﻮﻕ ..
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻗﺎﺋﻼً : ﻣﺎ ﻫﻲ
ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻬﺪﻳﻨﻲ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﺠﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ ؟ "..
ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻀﺮ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﺟﺤﺎً
ﺳﺄﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮﻙ ﻣﻊ ﺧﺎﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻟﺘﻘﻀﻲ ﺇﺟﺎﺯﺓ
ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻫﻨﺎﻙ .. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﻣﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻷﻭﻻﺩ .. ﻭﻗﺪ
ﺃﻧﺠﺒﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ .. ﻓﻨﺸﺄ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﺣﺒﻴﺒﺎً
ﻣﺪﻟﻼً .. ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻹﺳﻌﺎﺩﻩ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ
ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ .. ﻟﻢ ﻳﻨﻢ ﺳﺎﻣﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﻮﺭﺩﻳﺔ ﺗﺪﺍﻋﺐ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ ﻭﻓﻜﺮﻩ
ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻲ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ .. ﻛﻴﻒ ﻻ ؟ " .. ﻭﻫﻮ ﺳﻴﺴﺎﻓﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﺳﻴﻘﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻫﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ
ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ .. ﻭﺳﻴﺘﻤﺘﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺟﺪﻳﺪ .. ﻭﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ .. ﺧﺮﺝ ﺳﺎﻣﻲ
ﺑﺼﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﻴﺤﻀﺮ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ .. ﻏﺎﺏ "
ﺳﺎﻣﻲ " ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺩﻗﺎﺋﻖ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ .. ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ..
ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺗﻨﻄﻖ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺒﺮﻱﺀ .. ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ
ﻗﺎﺋﻼً : ﺃﺑﻲ " ﺃﺑﺸﺮﻙ ﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ
ﺯﻣﻼﺋﻲ .. ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺳﻜﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻩ ..
ﻭﺑﺪﺍ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺟﻠﻴﺎً ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ .. ﻓﺤﻀﻨﻪ ﺍﻷﺏ ﺑﻔﺨﺮ ﻭﻓﺮﺡ
ﺷﺪﻳﺪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻳﺎ ﺳﺎﻣﻲ "".. ﺑﻞ
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻳﺎ ﺳﻨﺪﻱ ".. ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﻟﻚ ..
ﻭﺣﺎﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺴﻔﺮ .. ﻭﺩﻉ ﺳﺎﻣﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ
ﺍﻟﺰﻫﻮ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻛﺒﻬﺎ ﺳﺎﻣﻲ ﻷﻭﻝ
ﻣﺮﺓ ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻤﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍً .. ﻭﻣﺘﻌﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﺬﻭﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..
ﻣﺘﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻣﻌﺎً ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺳﻤﻊ ﻫﺪﻳﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻠﻊ ﻋﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻟﺘﺤﻠﻖ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ..ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺸﺎﻫﺪﻩ ﻭ ﻳﺴﻤﻌﻪ
ﺟﺪﻳﺪﺍً ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ .. ﻭﺷﻴﺌﺎً ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻟﻢ ﻳﺄﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .. ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﺭﺃﻯ " ﺳﺎﻣﻲ " ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺧﺎﻟﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﺁﺧﺮ ..
ﻭﻣﺮ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺪﺓ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻣﺜﻴﺮﺓ .. ﻭﺷﺎﻫﺪ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻟﻢ
ﻳﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻼﺣﻆ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻭﺃﺧﺮﻯ
.. ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﺧﺎﻟﻪ ﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ..
ﻳﻀﻌﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺗﻮﺍﺯﻧﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً .. ﻳﺮﺍﻩ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﺿﺎﺣﻜﺎً
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً .. ﻭﻳﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ
ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ".. ﻭﺗﻮﺻﻞ ﺳﺎﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ
ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ .. ﺇﻥ ﺧﺎﻟﻪ ﻣﺪﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ".. ﻭﻧﻤﺖ ﻓﻲ
ﻧﻔﺲ ﺳﺎﻣﻲ " ﻏﺮﻳﺰﺓ " ﺣﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ " .. ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ
ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ .. ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﺋﻼً
:ﺳﺄﻓﻌﻞ ﻣﺜﻠﻪ ﻷﺭﻯ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻲ ؟ " ﻭﺑﻢ ﻳﺤﺲ ؟ " ﻭﻛﻴﻒ
ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍً ؟ ".. ﻭﺷﺮﺏ ﺳﺎﻣﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮﺓ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ .. ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺠﺒﻪ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﺨﺎﻟﻪ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ
ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺩﻓﻌﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﺑﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﻭﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺛﻼﺙ ﺣﺘﻰ
ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﺪﻣﻨﺎً ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ .. ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻭﻋﺎﺩ ﺳﺎﻣﻲ
ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺧﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﺓ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻣﻨﺼﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ
ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ .. ﻓﻘﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﻥ
ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻃﻔﻼً .. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﺸﻴﻦ ﺣﺮﻣﻪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻭﺿﻊ ﻋﻘﺎﺑﺎ ًﺻﺎﺭﻣﺎً ﻟﻔﺎﻋﻠﻪ .. ﻭﻋﺎﺩ ﺳﺎﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻧﺴﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ ..ﻭﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺩﻭﻥ
ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺷﺮﺑﻪ .. ﻭﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻗﺮﺭ ﺃﻫﻠﻪ
ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .. ﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ .. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .. ﺍﺳﺘﻴﻘﻀﺖ
ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺸﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮ .. ﻭﺗﺠﺪﺩﺕ
ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ .. ﻓﻤﻀﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺰﻳﻦ ﻟﻪ ﺷﺮﺏ
ﺍﻟﺨﻤﺮ .. ﻓﻜﺎﻥ ﺳﺎﻣﻲ ﻳﻨﺘﻬﺰ ﻓﺮﺻﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﺃﻫﻠﻪ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ..
ﺃﻭ ﻭﻗﺖ ﻧﻮﻣﻬﻢ .. ﻟﻴﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺧﻔﻴﺔ .. ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺃﺩﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻪ
ﻛﺎﻟﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ .. ﻭﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺧﺮﺝ " ﺳﺎﻣﻲ "
ﻣﻊ " ﻓﻮﺯﻱ " ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﻪ .. ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻬﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ
ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ .. ﻭﺟﻠﺴﺎ ﻣﻌﺎ ﻳﺤﺘﺴﻴﺎﻥ ﺍﻟﺨﻤﺮ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻼ ﻣﺎ ﻃﺎﺏ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .. ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻨﺼﺘﺎﻥ
ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ .. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﺫ
ﺃﺧﺮﺝ " ﻓﻮﺯﻱ " ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻭﺃﺧﺬ
ﻳﺴﺘﻨﺸﻘﻬﺎ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﻟﺬﺓ .. ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﺒﻞ ﻃﻔﻼًَ ﺭﺿﻴﻌﺎً ..
ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺁﻭﻧﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻳﺘﻤﺎﻳﻞ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻭﺷﻤﺎﻻً .. ﺳﺄﻟﻪ
ﺳﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻓﻀﻮﻝ : ﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ؟ " .. ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ
ﺫﻟﻚ ؟ " .. ﻓﻀﺤﻚ ﻓﻮﺯﻱ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻲ ؟ " ﺇﻧﻬﺎ
ﺍﻟﺤﺸﻴﺸﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ " .. ﺇﻧﻬﺎ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺍﻟﻌﺎﺭﻣﺔ .. ﻗﺎﻝ
ﺳﺎﻣﻲ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺗﻔﻌﻞ ﻛﻞ
ﻫﺬﺍ ؟ " .. ﻗﺎﻝ " ﻓﻮﺯﻱ " ﺇﻥ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻚ ﻫﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .. ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻨﻔﺴﻚ
.. ﺧﺬ .. ﺟﺮﺏ .. ﻭﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﺤﺸﻴﺸﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ
".. ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺳﺎﻣﻲ ﺍﻟﺤﺸﻴﺸﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺴﺘﻨﺸﻘﻬﺎ .. ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ
ﻣﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻒ ﻭﺍﻟﻮﻫﻢ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ .. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺳﺎﻣﻲ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺸﻴﺸﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻟﻪ
ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ .. ﻭﺇﻧﻬﺎ ﻣﻮﺕ ﻳﻄﺮﻕ ﺑﺎﺑﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .. ﻭﻳﻬﺪﺩ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻭﺻﺤﺘﻪ .. ﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﺎﻣﻲ
ﻣﺪﻣﻨﺎً ﻟﻠﺤﺸﻴﺶ .. ﻓﺎﻧﻘﻠﺒﺖ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﺍﻋﺘﻞ
ﻓﻜﺮﻩ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ .. ﻭﻧﻔﺪﺕ ﻧﻘﻮﺩﻩ ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺃﻧﻬﻰ ﺳﺎﻣﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ .. ﺑﺪﺃ ﻳﺸﻌﺮ
ﺑﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺣﺐ ﻟﻼﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻨﻬﻢ .. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﻓﻲ
ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺳﺮﻩ .. ﻭﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ
ﻳﺜﻖ ﺑﻪ .. ﺃﺻﺒﺢ ﻋﺼﺒﻲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ .. ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻻﻧﻄﻮﺍﺀ ..
ﻭﻣﻀﺖ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﺳﻴﺮ ﺣﺸﻴﺸﺘﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ
ﺭﻏﻢ ﺗﻘﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺗﺐ ﺃﻛﺒﺮ
ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﺤﺸﻴﺶ .. ﻭﻛﺜﺮﺕ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﺣﺘﻰ
ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ .. ﻭﻛﺎﻥ " ﺳﺎﻣﻲ " ﻳﺤﺲ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ
ﺑﺤﺎﺭ ﺿﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻻ ﺳﺎﺣﻞ ﻟﻪ .. ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﻨﺠﺎﺓ ﻣﻨﻪ ..
ﻋﺰﻡ ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻮﺡ ﺑﺎﻟﺴﺮ ﻷﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺍﻷﻋﺰﺍﺀ
ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺠﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﺨﻠﺼﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ
00 ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ 00 ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ
ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺑﻔﺮﺡ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻋﺎﺗﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻘﻄﺎﻋﻪ ﻋﻨﻪ .. ﻭﺃﺧﺒﺮ
ﺳﺎﻣﻲ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻭﻳﺠﺮﻱ ﻣﻌﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺸﻴﺸﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ .. ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺸﻴﺸﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ .. ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﻬﻰ ﺳﺎﻣﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ
ﺑﺎﺩﺭﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻗﺎﺋﻼً ﻋﻨﺪﻱ ﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻨﺴﻴﻚ ﻛﻞ ﺁﻻﻣﻚ ؟ "
ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻙ ﻭﺗﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﺗﻨﺘﻈﺮ ﻟﺤﻈﺎﺕ
.. ﻗﺎﻝ ﺳﺎﻣﻲ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ : ﻣﺎ ﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ؟ " .. ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺳﻴﺌﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺡ ﻭ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻚ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ
ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻣﺰﺡ .. ﺍﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻚ ﻭﺳﺘﺮﻯ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ .. ﻣﺪ
ﺳﺎﻣﻲ ﻳﺪﻩ ﻭﺃﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ .. ﻓﺘﻨﺎﻭﻝ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻋﻀﺪﻩ
ﻭﺣﻘﻨﻪ ﺑﺤﻘﻨﺔ .. ﺣﻴﻦ ﻓﺘﺢ ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﺪﻳﻘﻪ
‏( ﺍﻟﻨﺎﺻﺢ ‏) ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺣﻘﻨﺔ " ﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ " ﻓﻲ
ﺟﺴﻤﻪ .. ﻭﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺣﻘﻨﺔ ﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺭﺣﻠﺔ ﺃﻟﻢ
ﻭﻋﺬﺍﺏ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﺎﻣﻲ .. ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺃﺩﻣﻦ "
ﺳﺎﻣﻲ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ .. ﻭﻛﺎﻥ
ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺂﻻﻡ ﺗﻨﺨﺮ ﻋﻈﺎﻣﻪ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ
.. ﻭﺻﺮﻑ " ﺳﺎﻣﻲ " ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ
ﻭﺍﺳﺘﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺷﻴﺌﺎً .. ﺑﻞ ﻭﺭﻫﻦ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺎﺀﺕ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ .. ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﻟﻺﺩﻣﺎﻥ
ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .. ﻟﻘﺪ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ
ﺟﺪﻭﻯ .. ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻵﻻﻡ ﻓﻲ
ﺟﺴﻤﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺮﻭﻳﻦ .. ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺎﻝ
ﻟﻴﺸﺘﺮﻱ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻢ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ
ﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻤﻦ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺁﻧﺬﺍﻙ
ﻣﺴﺎﻓﺮﺍ ً ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺳﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻳﻐﻠﺐ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻲ .. ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﻘﺪﻩ ﺁﺩﻣﻴﺘﻪ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻘﻤﺮﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ..
ﻓﺨﺮﺝ ﺳﺎﻣﻲ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻭﻗﺪ ﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻣﺎ .. ﻟﻘﺪ ﻋﺰﻡ
ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻗﺔ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ﺃﻣﻪ ﻟﻴﺸﺘﺮﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ
.. ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻄﻴﻖ ﻋﻨﻪ ﺻﺒﺮﺍ .. ﺗﺴﻠﻞ ﺳﺎﻣﻲ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺇﻟﻰ
ﻏﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ .. ﻓﺘﺢ ﺩﻭﻻ ﺑﻬﺎ .. ﺳﺮﻕ ﺑﻌﺾ ﻣﺠﻮﻫﺮﺍﺗﻬﺎ
ﻟﻴﺒﻴﻌﻬﺎ ﻭﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻬﻴﺮﻭﻳﻦ .. ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ
ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺪﻭﻻﺏ .. ﺭﺃﺕ ﺷﺒﺤﺎً ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻓﺼﺮﺧﺖ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻬﺎ
ﺣﺮﺍﻣﻲ .. ﺣﺮﺍﻣﻲ .. ﺍﺗﺠﻪ ﻧﺎﺣﻴﺘﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻠﺜﻢ .. ﻭﺃﻗﻔﻞ
ﻓﻤﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻤﻠﻮﺛﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ .. ﺛﻢ ﻗﺬﻑ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﺭﺽ .. ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺗﺎﻋﺔ ﻫﻠﻌﺔ ..
ﻭﻓﺮ ﺳﺎﻣﻲ ﻫﺎﺭﺑﺎً ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ .. ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺧﺮﺝ
ﺃﺧﻮﻩ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺃﻣﻪ .. ﺭﺃﻯ ﺷﺒﺢ ﺍﻟﺤﺮﺍﻣﻲ ﻓﻠﺤﻖ
ﺑﻪ ﻟﻴﻤﺴﻜﻪ .. ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﻣﺴﻜﻪ ﻭﺩﺧﻼ ﺍﻻﺛﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺮﺍﻙ
ﻭﺗﺪﺍﻓﻊ .. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﺮﻳﺮﺍً
ﻭﻋﺼﺒﻴﺎً .. ﺳﻴﻨﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮ ﺳﺎﻣﻲ ﻟﻮ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻪ ﺃﺧﻮﻩ ..
ﻭﻃﻌﻦ ﺳﺎﻣﻲ ﺃﺧﺎﻩ ﺑﺎﻟﺴﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻟﻴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﻦ
ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ .. ﻭﻓﺮ ﻫﺎﺭﺑﺎً ﺑﺎﻟﻤﺠﻮﻫﺮﺍﺕ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﺠﻮﺏ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ .. ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻳﺔ
ﺍﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻓﻼ ﺣﻈﻪ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﺴﺮﻋﺎً
.. ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ .. ﻓﻈﻨﻪ
ﻟﺼﺎً .. ﻓﺘﻤﺖ ﻣﻄﺎﺭﺩﺗﻪ ﻭﺃﻟﻘﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻧﻘﻞ ﺍﻻﺑﻦ
ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﺳﻠﻢ
ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﺋﻬﺎ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻄﻌﻨﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ
ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻷﻛﺒﺮ ..
ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻛﻞ ﻣﻌﻪ ﻭﺷﺮﺏ ﻣﻌﻪ ﻭﻧﺎﻡ ﻣﻌﻪ ﻭﺿﺤﻚ ﻣﻌﻪ
.. ﺃﻫﺬﺍ ﻣﻌﻘﻮﻝ ؟ " ﻭﻋﻨﺪ ﻓﺘﺢ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺬﻫﻠﺔ .. ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ
ﻫﻮ ﺍﻻﺑﻦ " ﺳﺎﻣﻲ " .. ﻭﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻫﻤﺎ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﺥ .. ﻭﺍﻟﺒﻴﺖ
ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﻕ ﻫﻮ ﺑﻴﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً .. ﻟﻢ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﺍﻷﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺎﺓ
ﻭﺍﻟﺼﺪﻣﺔ .. ﻓﺴﻘﻄﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﺗﺬﺭﻑ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
.. ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻣﻌﺎ .. ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻬﺎ " ﺳﺎﻣﻲ
" ﺍﻟﻤﺪﻟﻞ .. ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺎﻉ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻱ .. ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ
ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺑﻨﺎً ﻋﺎﻗﺎً ﻭﻣﺠﺮﻣﺎً ﺿﺎﺋﻌﺎً ﻭﻟﺼﺎً ﻣﺤﺘﺮﻓﺎً ..
ﺑﻜﻰ ﺳﺎﻣﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً .. ﻭﺗﺄﻟﻢ ﻭﺗﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺿﻴﻪ .. ﻟﻘﺪ
ﺧﺴﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ .. ﺧﺴﺮ ﺩﻳﻨﻪ .. ﺧﺴﺮ
ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ .. ﺧﺴﺮ ﺻﺤﺘﻪ .. ﺧﺴﺮ ﺃﺳﺮﺗﻪ .. ﻗﺘﻞ ﺃﺧﺎﻩ ..
ﺧﺴﺮ ﺳﻤﻌﺘﻪ .. ﻧﻘﻞ ﺳﺎﻣﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﻣﻦ
ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﻈﻞ ﻣﺘﺬﻛﺮﺍً ﺃﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺃﺧﺎﻩ
ﺍﻷﺻﻐﺮ .. ﻭﺣﻄﻢ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ .. ﻓﺎﻋﺘﺒﺮﻭﺍ
ﻳﺎ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ

عن الستر اتحدث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن