المقاعد الخلفية

269 12 2
                                    

...

حلّ الغروب .. موعد العودة إلى السرير الناعم .
نهضت عن كرسيها و حملت حقيبتها الجديدة متوجهة نحو المصعد بينما كانت تفكر فقط .

كأنها مبرمجة للتحرك و عقلها ليس مهتما بما يحصل

كيف لها أن تكون بخير بعد قبلة جيمين صباحا ؟

كيف لها أن تكون بخير بعد اعترافه لها ؟

كيف لها ان تكون بخير بعد أن إستوعبت ضعفها أمام رجل لم تستطع فرض قوّتها عليه ؟

كيف لها أن تكون بخير بعد خسارة إخوتها ؟

تداخلت الأسئلة في عقلها و أحدثت إعصارًا جعل من دموعها تخرج عن سيطرة مقلتيها ، إعصار بعثر مشاعرها و قراراتها ...

هل تفرح لأن هناك من أحبها حقا ؟
أم هل تفرح لأنها كشفت كذبة كانت ستغير حياتها سلبا ؟

هل تحزن لخسارتها أمام حرب ضد الرجال وضعتها بنفسها ؟
أم هل تحزن لخسارة شقيقيها ؟

فُتح باب المصعد و خرجت تمشي في قوتها المعهودة .. غير أنها مبعثرة من الداخل

يجب أن تخفي ضعفها .. أعداؤها يراقبون ، يتربصون بضعفها ، و يستعدون للهجوم .

و للأسف أكبر أعدائها هم أصحاب أكبر مكانة في قلبها .

خرجت من شركتها متوجهة للسيارة المركونة أمام الباب .
ركبت في الخلف نازعة حذاءها و قالت في تعب

" خذني إلى المنزل بوب "

" بوب في إجازة .. لكن سآخذك إلى مكان أفضل "

فتحت عينيها لإدراك صاحب الصوت

" جيمين .. لست في مزاج جيد لهذا الهراء "

" كانت الفكرة فكرتي ! "

تكلم مارك من جانبه فقال جيمين

" أفكارك لا تفعل شيئا غير إفساد الأمور ! "

" هاي جيمينشي!! أفكاري جيدة لكنك لا تجيد إستغلالها لأنك ذكي جدا ! "

" ما الذي تقصده ؟! "

صمت كلاهما إثر ضربة قوية على رأسيهما من جوري

" لن تستطيعا الإنجاب مستقبلا لو أنكما تواصلان هذا الهراء ! "

تذمر مارك فاركا مكان الضربة

P.J || In the middle of the night حيث تعيش القصص. اكتشف الآن