البارت الثاني والستون

8.6K 494 62
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا جواهر الكوكب الأبيض 💎🤍
__________________________

تصلب أمامها بينما يرى جسدها الذي اشتاق لكل نقطة صغيرة به ، لطنها تقف أمامه منكسرة تبكي تخبره بصدق لم يتبينه يومًا بنبرتها سوى اليوم ..

_ أنا عشت طول عمري يتيمة وماليش حد ، حرام عليك تحكم عليا بالفجر و الرخص وانت معيشتش مكان بنت ضعيفة جوا غابة كل ديب بينهش منها حتة وهي مش عارفة تدافع عن نفسها .. مفكرتش لحظة في كدة ؟! ... لو مش عاوزني خلاص ، بس متجرحش فيا اكتر من كدة وكل لحظة تفكرني بغلطي وتعايرني بيه ، إحنا عمرنا ما كنا أعداء ، ليه أنت تعمل فيا كدة

ذلك الحوار الذي دار بينهم وتلك الليلة الطويلة التي ألتهبت من شجارهم كانت بمثابة صفعة أخرجته من غياهم تفكيره المظلم جعلته يقف طويلاً أمامها بلسان منعقد وعقل مصدوم لا يجد رد أو تبرير وكأنه كان بغيبوبة ولتوه إستفاق منها لتعود إليه بصيرته ويتذكر موقفه مع ذلك الشاذ الذي هدده وأجبره ليفعل معه المحرمات ولا ستر الله لم يكن ليعلم كيف سيكون حاله الآن ، أما هي فإمرأه مستضعفة تم التلاعب بها كالدمية بينما لم يكن لها لا حول ولا قوة ، كيف له أن يقسوا عليها بتلك الطريقة وينسى نفسه ولا يتذكر سوى أحقاده وأخطائها القديمة ...

اقترب منها وهي خجلة تسرعت في لحظة قهر وغضب وخلعت عنها وشاحها ، كالمتيم بها توقف قائلاً بعد صمت طال في التفكير والتأنيب

_ زي مانتي علطول مبتاخديش مني غير كلام وبس ، خدي كل اللي قولته دا كلام بردو لأني فعليًا عمري ما شوفتك رخيصة _ثم أردف في سخرية مريرة فقلبه لم يغضب عليها يومًا ولم يجرؤ أو يقدر على أن يفعل _ أنا أضعف من كدة بكتير ...

ثم أقترب أكثر وأبتعد صوته ليصل للهمس الحميم قائلاً لتلك التي سقطت دموعها على الأرض وارتجف جسدها خوفًا مما عرضت نفسها له

_ أنا مش حجر عشان أقف أدام الست الوحيدة اللي حبتها بالمنظر ده ومعملش حاجة ..

وبلحظة كان يضمها من خصرها لصدره العريض مقتربًا من رقبتها هامسًا جانب أذنها بعدما شهقت من الصدمة

_ بس أنا مش هعمل حاجة !

تفاجئت بينما وجدته بسرعة يجذب غطاء الأريكة ويلفه حول جسدها ليسترها ويغطيها رغم أن جبهته تتصبب عرقًا من شدة تأثره بها ولكنه قاوم رغبته الساحقة فيها .. فنعم هي لا تستحق المذيد من المعاناة .

حاول الإبتسام قائلاً بعينين زائغة _ خلصت يا شمس ..

لم ينتظر الرد بعدما أطالت السكوت ليتجه نحو الباب لكنها قالت بصوتها الهادئ وأنفاسها التي انتظمت وقلبها الذي سجد لربه حامدًا على فضله بأنه منحها تلك النهاية الجميلة التي لم تكن لتتمنى أفضل منها فهي الآن عرفت أن حبها بقلبه صادق بل ويتعدى حدود مادية الجسد وغرامه بمراحل عدة لكنها أرادت الإطمئنان أكثر فسألت

انحنى من أجل الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن