الفصل الثاني

67 13 17
                                    

"ألن تأتي؟"
أتى سؤال صديقتها عبر الهاتف لتتنهد،
"لا"

"هل أحادث والدك؟ سأخبره أننا
سنأمن صحتك ولن ند-"

"والدي لم يرفض، أنا مَن لا يوّد أن يذهب"
صمت حال بالمكان لتقطعه صديقتها

"أوديتا، إن بتِّي تخشين كل شىء بسبب مشاكل قلبك، ستفوتك متعة الحياة، والدك طبيب ولا يمانع مجيئك، لما أنتِ منغلقة هكذا؟"

حدّقت المخاطبة في حبوب القلب
خاصتها بين يدها لتتنهد،
"أخشى أن يخسرني وأنا من تبقى له قد ترك حلمه وخسر شبابه لأجلي، كيف أرد له الجميل بتعريض حالي للخطر؟"

"لن تعرضي حالك للخطر، لأنني سأكون معك"
فور سماعها صوت المُعنى بحديثها التفتت تجاه باب غرفتها لتجده واقف هناك متبسّمًا لها

"ألا تتذكرين وعدي لكِ؟"

عقدت حاجبيها،
"أيّهم؟"

تقدّم منها جالسًا بجوارها،
"لن أسمح لقلبك أن يشكل عقبة عليكِ أو على حياتك"
أخفضت رأسها مناظرة حبوب دوائها ليأخذهم منها واضعًا إياهم أعلى مكتبها،
"هل رفضت نزولك معي في صالة الجيم؟"

"لا"

"ألم توّدي تعلّم السباحة ووافقت حتى أصبحتِ ذات جوائز وميداليات فيها؟"

"أجل"

"ألا تأكلين ما تحبين بكميات قليلة ولا يؤثر عليكِ؟"

"أجل"

أمسك يدها لترفع نظرها إليه،
"أودي، لا أريد مرضك أن يمنعك من التمتع بشبابك، أنتِ تفعلين ما تريدين وأنا سأتولى أمر حمايتك"

صمتت لبرهة من الوقت لتتحدث،
"لما تكرّس نفسك وحياتك وكل ما تملك لأجلي؟"

"لأنكِ نفسي وحياتي وكل ما أملك"

اكتفت بعناقه متمتمة 'أحبك' ليبادلها 'وأنا أيضًا'

"أوديتا؟ هل أتتكِ نوبة قلبية أم ماذا؟"
كانت تلك صديقتها التي مازالت معها على الهاتف لتترك المذكورة عناق والدها مجيبة،
"أعتذر ستارلا، كنتُ أحادث والدي"

"اووه، ماذا كنتما تقولان؟"
تبدّلت نبرة صوت المدعوة ستارلا لخبيثة لتتورد وجنتيّ أوديتا،
"لا شىء، اصمتي"

ناظرها والدها تاركًا إياها تمزح مع صديقتها متبسّمًا، نقل نظره لقلادته،
"أترين يا ليلي؟ ابنتنا بخير لا تقلقي أعتني بها جيدًا"

--

قبل ١٩ عامًا

يدلف ذاك المراهق ذو الثالث عشر عام الفصل برفقة أصدقائه، توقف لحظة عن ضحكاته معهم مناظرًا فتاة ذات شعر أشقر
نغزه أحد أصدقائه بكتفه لينقل إنتباهه إليه،
"تحدث إليها، لا تراقبها كالمختلين"

قرّب المخاطَب وجهه من مخاطِبه هامسًا،
"أنوي ذلك لكنني لا أجد الكلمات الوافية،
ماذا إن أخفقت واعتقدتني أخرقًا؟"
ربّت على كتفه مهدئًا من روعه،
"وما الخطب في الإخفاق؟ ستنل شرف المحاولة، وإن لم تتقبلك هي الخاسرة لا انت"

نقل المُعنى بالحديث نظره لسالبة فكره حتى يزفر أنفاسه متنهدًا،
"حسنًا"

تقدّم من الفتاة لتشعر بنظرات أحدهم لها رافعةً رأسها عن كتابها لتتقابل بحارها الزرقاء مع وحوله البندقية، تبسّمت له مردفة،
"هل توّد شيئًا نامجون؟"

ارتفع معدّل نبضه ليتلعثم،
"ه.. هل تمانعي الخـ.. خروج م.. معي
ب.. بموعد؟"

صمتت قليلًا متفاجئة من سؤاله لها لتعاود التبسّم مفرجة عن أساريرها،
"لا أمانع بتاتًا"

_______________________

دمتم بحب أوديتا ووالدها💙.

دمتم برعاية الله 💙.

YOSR_JOON

BLUE | KNJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن