الفصل الثالث

53 9 4
                                    

يتواعدان لأربعة أعوام الآن، يُقال أن حب المراهقة فانٍ، ومصدقينه صغيري العقل
لكن لم ينطبق ذلك عليهما، بطريقة وأخرى مهما تشاجارا يعودان كالسمك بالمحيط
لا يعيش أحدهما دون الآخر

أقسم وعدًا لها أن يخطبها فور تخرجهما من الثانوية، وكانت أيامهم يجمعها الود والسعادة

حتى تلاشى كل شىء بليلة واحدة
عند إقترافهما إثم علموا خير علم مدى خطورته
وبهذا الإثم يأتي الرابط والمفرّق لهما

لربما هناك سبب لمنع الكحول
والنبيذ بأنواعه بحق ما مخترَق

--

"والدي"
دخلت زرقاء العينين مقبع والدها، المناظر لصورته مع الحبيبة التي لم يعرف قلبه سواها لتنتبه ابنته لتلك الصورة متسائلة،
"هل هذه أمي؟"

فور سؤالها رفع ناظريه لها متبسّمًا،
"أجل، ليلي والدتك الجميلة"

"احكي لي المزيد من قصصكما معًا"

حدّق بها لحظة ملاحظًا لمعة الترجّي التي تسود بحارها ليربّت على رأسها،
"اجلسي بجانبي"
بحماسٍ بازغ اتخذّت المساحة الشاغرة بجانبه على الأريكة مجلسًا

أتى بصورة أخرى لكن بدى بها أصغر سنًا،
"بعدما وافقت على موعدنا الأول، أجبرتني والدتك على التحدث مع والدها، حتى نبدأ مواعدة بإذن منه"

"أكنتَ  خائفًا؟"

أومئ لها بطفولية،
"كنت مرعوبًا بجدية، يا أودي، إنه شرطيّ
لكنني ذهبت لأجلها، ما لأجل سواها"
.
.

"سيدي، لابد أن ليلي أعلمت سيادتك بسبب مجيئي"
بادر نامجون بحديثه منتبهًا لكل كلمة يردفها
ليقابل بملامح الرجل المهيبة مبتلعًا الغصة المكونة بحلقومه،
"أ.. أنا معجب بها وأوّد أخذ إذن سيادتك بمواعدتها،
تلك إرادتها ولا يجدر بي التعدي عليها"

ابتلع رمقه مناظرًا والدها الذي لا يبدو ودودًا،
"هل لنا بإذنك؟"

ران الصمت بالغرفة حتى تنهد الرجل،
"لا أمانع، لكن هناك بضع قوانين عليك إتباعها إن كنت لا توّد سجني لك"

التمعتا مقلتاي نامجون لينبس،
"اطلعني عليهم وسأتبعهم بلا تهاون"

"لا تعيدها بمنتصف الليل، الحد الأدنى للتأخير الساعة العاشرة، لا تشغلها عن دراستها، لا تستدرجها إلى أفعال جن-سية، لا تدعها تشرب الكحول أو أي مخدر، لا تسمح بأي أذى أن يصيبها، لا تأخذها إلى منزلك، التزم بتلك القواعد وإلا بترت رأسك"

استقام نامجون آخذًا يد الشرطيّ بين خاصتيه مربّتًا إياها،
"لك جزيل الشكر يا سيدي، سأعمل على عصامتها من كل ذي أذى"
واتجه للباب مغادرًا ليقوم الوالد بمناداة ابنته
التي نزلت السلالم متسائلة،
"كيف جرى الحال؟"

"هل أنتِ معجبة به؟"
كان سؤال والدها لها لتومئ رأسها

تنهد متقدمًا نحوها، قبض منكبيها متعمقًا ببحارها،
"اهتمي لحالك برفقته"
تبسّمت،
"هل هذا يعني إنك موافق؟"

"أجل"

.
.

"مرّت الأيام والشهور والسنين، صرنا حديث الجميع
تعلمين كيف ينفصل المتواعدين عقب سنة أم أقل من المواعدة"
نطق هو لابنته المنصتة بتمعّن لحديثه لتومئ ردًا على سؤاله، شاردًا بنظره للأرجاء أطلق قهقهة خفيضة،
"أنا وليلي حالة خاصة، ما فارقنا سوى الموت"

عاود النظر لبحارها ببنيّتيه الملتمعين،
"أنتِ جئتي وكنتِ الرابط المفرّق لنا"

"ماذا تعني يا والدي؟"
قد خشيت أن يبيت كارهًا لها كونها سبب وفاة والدتها ويبدو أنه قرأ ذلك بعينيها ليضمّها لعناقه،
"ما انتِ بجانية وما أنا بمقاتٍ لكِ
انتِ ابنتي يا أودي، ما تبقى لي من عشق عمري
كيف لي ومقتك؟"

بادلته العناق متمتمة،
"كيف أتيتما بي لهذه الحياة؟"

ران الصمت للحظات حتى أبعدها عن عناقه مناظرًا الوقت،
"انظري نحن نقرب منتصف الليل وأنتِ يا آنسة لديكِ تمرين بالسابعة صباحًا، هيا إلى النوم"

ناظرته بهدوء، فكان مرتبكًا وكأنه يوّد إخفاء شىء
لكنها لم تسأل وفقط اتجّهت لغرفتها غير ناسية تقبيل كفوفه متمتمة كلمات الإمتنان له

فور إغلاقها باب غرفتها تنّهد والدها بإرهاق
يخشى إعلامها كيف أتيا بها وتكرهه
كان الأمر برمّته خطأه

حدّق بإحدى الصور الجامعة بينه وبين عشيقة قلبه،
"ما أنا بفاعل يا ليلي؟
لا يسعني مسامحة حالي حتى اليوم،
لربما التزمتُ بتعاليم والدك لكنتِ هنا الآن"

وتلك الكلمات لم تغفل عنهم زرقاء العينين

___________________________________

دمتم بحب أوديتا ووالدها💙.

دمتم برعاية الله💙.

YOSR_JOON

BLUE | KNJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن