الفصل الخامس

34 9 5
                                    

"أقدم كامل إعتذاراتي لسيادتك ولابنتك،
ما صار كان بخارج إرادتنا ولا أذكر للبتّة كيف صار
لكنني أؤكد هذا وأنني سأتحمل نتيجة خطأي"

كان ذلك نامجون ذو السابعة عشر عام منكّس الرأس
يحادث والد عشيقة فؤاده الذي لانت نظراته
بتبطئ نابسًا،
"خطأكما"

رفع المراهق نظره متحيّرًا،
"عذرًا؟"

تنّهد الشرطيّ سامحًا لنامجون بالدلوف لمنزلهم
فور إتخاذهما الأريكة مجلسًا لهما شرع بالحديث،
"ابنتي اخطأت مثلك، لا تلقي اللوم
أكمله على عاتقك يا بُنيّ"

حاول نامجون أن يعارض لكن قطعه الوالد

"ليلي أخبرتني بأنك جاهزٌ لتحمّل الأعباء
جميعها وأنك لن تهجرها
لن أزخرف حديثي، ظننتك كسائر الفتيان
تتلاعب بها وستهرب رغم ثقتها بك
شجاعتك وتقدمك مني للإعتذار وتأكيدك على تحمّل المسؤولية، مع علمك بأنني قد أحطم عظامك
جعلني أرى لما ابنتي أحبّتك وسبب ثقتها بك"

رُسمت بسمة خفيضة على وجه المخاطَب،
"أنا ممتن لحديثك، سيدي"

"ليلي!"
صاح الشرطيّ مناديًا ابنته
التي نزلت الدرج بثوان قليلة لتقف أمامهما،
"أمن خطب، والدي؟"
تبسّم،
"لا، لكنني أردتُ أن أعلن شيئًا لكما"

اومئت متخّذة إحدى المقاعد مجلسًا
لها، منصتة بتمعّن

"أولًا، أنتما ستُكملا دراستكما والذهاب للمدرسة
لن أسمح لابنتي بالزواج من جاهل وعاطل

ثانيًا، الجنين لن يُجهض
أخطأتما لكن ليس ذنب الطفل أن يُسلب
حياته قبل بدئها

ثالثًا، نامجون سيتولى مسؤولية ليلي
الكاملة، سواء الدراسة أم أمور الحمل

رابعًا، إن تذمّرتما على تلك القواعد
سأبتر رأس نامجون"

رمش نامجون على آخر جملة مرات
عدة لينبس،
"القواعد عادلة من وجهة نظري"

"وأنا أيضًا أرى ذلك"

تبادلا البسمات الهادئة
لم يسقط الهُيام بمقلتيهما
بل ساد الروح كمالةً عقب إثمهما

رغم العواقب لم يخلوّا حبًا
وهذا ما كتبه التاريخ بقصتهما

--

"أستاذ كيم، هناك ما يجب عليّ إخبارك"
همس الطبيب بأذن المنتظر
إنهاء كشفها ليعلموا حالتها وحالة طفلهما

"يمكنك إخباري بحضورها"

خرجت المُعنية من خلف الستار وقد كبرت معدتها نسبيًا عن ذي قبل، متخّذة المقعد أمام روحها مجلسًا
ليباشر الطبيب بإلقاء الأخبار عليهما،
"إن صحة الجنين بأفضل حال وبحلول الشهر
الثالث من الحمل سنحدد الجنس
لكن.."

BLUE | KNJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن