الفصل الرابع

37 8 6
                                    

كؤوسٌ تُلاطَم
أجساد متهاوية إثر المواد السامّة
المتداخلة لأعضائه
دوت الضحكات المتعالية
وما فاق علوّها الموسيقى الصاخبة

بين الحشود المتلاحمة، والراقصين
الثملين، تواجدا متشابكين الأيادي
يدلّها لغرفة شاغرة
وشهدت جدرانها على إثم بات
بالداوخل مؤنبًا

---

الفضول وما أغربه
يستدرج المرء لزيادة المعرفة
ويمقته صاحبه نادمًا سماحه له بالإستحكام
ثم يثواه السكون لثراء معرفته
الفضول وما أخبثه

في حين والدها بعمله
تسللت لغرفته
توّد التأكد من شىء أوحد
إن كان ما بمخيّلها واقعهم
تجهل كيف سترى حاميها بعد الآن

عبثت بأوراقه وملفّاته جميعها
لكن لم تجد شيئًا
كيف لها لم تجد أوراق زواج والديها؟

متنقلة بنظرها بثنايا الغرفة، وقع على مذكرات والدها
سحبها فضولها من معصمها دالًّا إياها لمحلّ المذكرات
آخذة إياها، شرعت بقراءة محتوياتها

تضمنت حكاويه برفقة ليلي والدتها، مقلبة الصفحات اعتلت وجهها إبتسامة واسعة
حبهما أنقى من بتلات الزهور البيضاء

حتى وقع مرآى بصرها على بضعة جمل
ناتجًا عن إقتطاب حاجبيها

'استيقظتُ اليوم التالي بعناقها، مجردة من الملابس كحالي، لم ينطق أيّنا حرف عن ما صار، لم نتذكر بالأصل
بعدما أعادتها لبيتها، عدتُ لشقتي
لا يوجد تفسيرًا سوى الذي ببالنا
قد اقترفنا إثمًا نندم عليه بقية سنين عمرنا'

ظلّت محدّقة بكلمات والدها المسرودة
إذًا.. هي كانت.. خطيئة؟

فُتح باب المنزل ليجد الفاتح باب غرفته مفتوحًا على مصراعيه، متجّهًا نحوه وجد ابنته محدّقة بالخُلوّ
بين كفوفها مذكراته
تضاربت عضلته الضريعة بقفصها
هي تعلم

"أودي"

رفعت نظرها له، مدمعة المقلتين،
"أنا مجرد خطيئة"

"ل-"
قاطعته مستقيمة

"لطالما تسائلت عن غياب صور الفرح
ولما لا يزورنا أقاربنا، ولما تمتنع عن ذكر
وسيلة إتيانكم بي بهذه الحياة
لكنني لم أظن يومًا، أنكما مارستا!"

محاولًا تهدئتها، مدّ يده ليربّط رأسها
لكنها ابتعدت متمتمة،
"لا تمسّني"

اعتلاه التهجّم،
"أودي.. دعيني أشرح-"
قاطعته صارخةً به،
"لا أوّد سماعك! اتركني وشأني"
نهيت حديثها متجّهة لغرفتها مغلقة
الباب بعنف

اتخذ فراشه مَحبِطًا لجسده المجهد
مغلفًا رأسه بيديه حسرةً

"لا أبغى فقدانك أنتِ أيضًا أودي
لما أنا فاشلٌ بإبقاء أحبائي بجانبي؟"

--

مرّت أسابيع، حاول مرارًا الحديث معها
لكنها رفضت بكل مرة
هو يتفهّمها، ما كان عليه إخفاء شىء كهذا
عليها، فهي قريبًا ستصير ذات ستة عشر عامًا
رزانتها توازن رزانة كهل هُرم عظمه بعوامل الزمن

يلوم حاله على إلتزام الصمت
لربما حادثها صدقًا، ما صار كل هذا

حضر يوم بطولتها
مازالت ممتنعة عن الحديث مع والدها
قلبها يؤلمها يوميًا
تجهش بالبكاء؛ لمعرفتها أصلها

ليس بالأمر الهيّن علمك بكونك نتيجة
خطأ بين والديك

بالها مشغول بوالدها ريثما تتجهز لخوض
السباق بالمسبح
ناظرت الحضور بترقّب، هل حقًا لن يأتي لأنها لا تحادثه؟

"تأهبوا!"
صدح صوت المدرب بأذنيها يليه صوت صديقتها،
"أوديتا، أفيقي"

كُسر شرودها لتنقل نظرها لها،
"ايزي، هل تمانعين مهاتفة والدي ليأتي؟"

ظهرت ملامح القلق على المخاطبة،
"هل أنتِ بخير؟"

"أجل، فقط أوّد التأكد من أنه سيأتي"

"عند العد لثلاثة!"
كان ذلك صوت المدرب لتتأهب أوديتا ريثما صديقتها التي لا تفهم شىء تقوم بإجراء مكالمة كما أخبرتها،
"سيدي؟ أجل أنا ايزابيلا.. ماذا؟
لا، أشكرك، أوديتا طلبت مني التأكيد على حضورك..
لبطولتها.. أجل
حسنًا، ننتظرك"

"١"

تبسّمت ايزابيلا بتجاه أوديتا صائحة،
"هو أتٍ، لكنه مأسور بزحام السيارات"

"٢"

ظهرت بسمة خفيضة على وجهها متزامنة مع صياح المدرب
"٣!! انطلقوا!!"
لتنطلق بالمياه بسرعتها القُصوى

OUDETA POV

شعرت وكأنني أسابق الريح وأمواج المياه
غزى مسامعي اسمي يليه إعلان بأني المتقدمة
اُتأقت حبورًا حتى شعرت بوغزة بقلبي
الدوار أصابني وضاقت رئتاي، رافضتان الهواء
وكأن المياه حولي تسحب جسدي للأسفل

أصررتُ الإكمال لأجله
لأجل والدي

قد أكون حزينة منه
لكن مكانته ما تزحزحت من محلّها
هو نفسي وحياتي وكل ما أملك

آخر ما رأيته وجهه القلق والكأس بيد
ايزابيلا والوجود أدمس كليًا

________________________________

YOSR_JOON

دمتم بحب أوديتا ووالدها💙.

دمتم برعاية الله💙.

BLUE | KNJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن