الفصل الخامس - اتفاق

1.5K 136 70
                                    


" ما الذي قلته للتو؟ " لم يسع ريكارد إلا السؤال مجددا

لم يستوعب كلماتها، هي التي لطالما كانت لزجة و مهووسة في مسعاها إلى حبه.

' ما الذي تغير؟ هل يعقل... ' تساءل ريكارد

بعد ثوان من الهدوء، تنهدت لياني بخفة و أعادت كلماتها

" لقد فكرت بالأمر مسبقا و شعرت أننا لا نتوافق لذا من الأفضل الطلاق "

" ما الذي تتحدثين عنه؟ "

استمرت لياني في التحدث بهدوء دون المبالاة برأيه

" أنت تملك منزل عطلات في أرض الدوقية و قصر آخر في العاصمة ، لذلك لا أطالب بغير ملكيتهما و ميزانية سنة واحدة كافية لرعاية شؤون قصر مماثل لهذا ، أيضا سأكفل إيلا لكن سأسمح بالزيارات "

" تمهلي لحظة ! لم نتحدث عن الأمر بعد "

" لا أظن هنالك حاجة للحديث ، لقد تزوجنا منذ مدة طويلة و لم تشهد هذه العلاقة أي تطور لذا فالأفضل أن نفترق ، أم إن وجدت النفقة التي طالبت بها كبيرة، فأظن أني أستحق هذا القدر بعد مرافقتك كل هذه السنوات ، ألا توافقني الرأي؟"

أسلوب لياني كان رسميا و واضحا، كانت معتادة على عقد لقاءات لاتفاقات العمل بالشركة التي عملت بها، و لم تعامل محادثة الطلاق هذه بشكل مختلف.

لم يستطع ريكارد دحض كلماتها لأن ما قالته كان صحيحا لكن بعد أن استعد نفسيا و خطى خطوة للأمام بدى و كأنها تراجعت آلاف الخطوات ، ما جعل كل استعداداته النفسية لقبول العلاقة محض مزحة.

" لا أوافق على الطلاق، أيضا إيلا ابنتي و لي الحق في إبقاءها بجواري "

وضع ريكارد وجها جادا و استعد للخوض في النقاش، إذ بدى أن لياني قد فكرت مليا و استعدت بالفعل.

في المقابل، ضحكت لياني على سخافة حجته.

' أنى له أن يتصنع الاهتمام بإيلا بينما لم يحدثها قط '

" إيلا في الثامنة من عمرها بالفعل، هل تعرف موعد عيد ميلادها؟ لونها المفضل؟ الطعام الذي تحبه و تكرهه؟ ماذا عن هواياتها "

" لا تعامليني كشخص جاهل بعائلته، كوني لا أحادثها لا يعني عدم اكتراثي، عيد ميلادها في أواخر الشتاء و دائما ما أجهز لها هدية مخصصة ، تحب الأزرق و الأبيض، تحب لحم الضأن و تكره الحلويات الدهنية، أما بالنسبة لهواياتها فهي شخص متمكن و قد أجادت الكثير في سن صغير و من الصعب معرفة أيها تحب أكثر "

استيقظت كأم ملاكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن