في داخلي، وفي أعماق أنت فقط من احتللتها. كنت أراقبك من هناك، أجلس بالساعات أشاهدك فقط. كنت تبتسمين بشدة، ذات الإبتسامة التي أهديتني اياها في آخر لقاء بيننا. تعانقين قدماك وتنظرين نحو السماء، السماء ذاتها التي سرقة لونها من حياتي.
يا مالكة قلبي أين ذهبت؟ وأية أرض أخرى إحتللتي؟. أعينك الذابلة تلاحق أحلامي، وثيابك البيضاء وضعتها في زجاجة وألقيتها في المحيط بجانبك. هل كانت مرة واحدة؟ شعرت بالشعور ذاته كل يوم، شعور رحيلك وانتشال إبتسامتك من أعلى شفتيك. أحلامك، وذبول زرقة عيناك للمرة الأولى.
أين أنا؟ ولما لازال الوقت يمر؟. ظننته توقف قبل سنوات، عند لقياك وعند نبضاتك الأولى للحياة. هل خلقت الحياة قبلك أم انكِ خلقتي الحياة؟.
شمسك لازالت تشرق، وأنسيك في الليل لازال يأتي. المختلف هنا أنك لم تعودي. متي رحلت حتى؟ لا أعلم.
عزيزتي، وللمرة الأولى التي آمنت بها أن الأمنيات تتحقق وددت لو أنك عدتي.
__________
كانت كعادتها في الطريق الي محل القهوة المفضل لديها، الذي تعمل فيه والوحيد في القرية التي تعيش بها. الجو كان مُشمس وحار، وبسبب قرب قريتهم الريفية من البحر كان الهواء محمل بنسيم بارد ومنعش.
الطريق كان من أحد الطرق المفضلة لديها، ملئ بالأشجار علي إحدي طرفيه والطرف الآخر بحقول زهور عباد الشمس. كان المحل يقع في احد الأماكن المنقطعة، يبعد حوالي عشر دقائق من الموقع الذي تجتمع فيه منازل أهل القرية وحوالي خمس دقائق من المكان الذي يجتمع فيه السياح لقضاء إجازة الصيف خاصتهم.
لم يكن هناك أي منازل او فنادق الا في الخلف او بالقرب من الشاطئ، مما جعل مساحة خالية بالقرب من المقهي. أشعة الشمس تسقط براحة علي وجهها الأبيض، تجعل من خصلات شعرها المحترقة بالبرتقالي المحمر المجتمع للخلف بفعل قطعة القماش البيضاء أعلي رأسها،تلمع. ثوبها الأزرق المزين بالورود يتناسق تمامً مع حدقتيها اللامعة بالأزرق.
توقفت أمام الباب الذي تزين بجملة ترحيب أعلاه، 'مازال العالم ورديًا، رُبما داخل قلبك أنت فقط'. أحبت الجملة التي اختارتها بشدة. كانت تؤمن بأن العالم قاسي، وأن الأحلام من الممكن أن تتدمر. لكن في داخل جزء منا نحن لانزال نتمني ان يبقي الخير في العالم، وان لا تمر أجيالنا القادمة بذات الحال الذي مررنا به. لذلك، ان كان بإمكاننا إخراج طيبتنا للأشخاص الصحيحين. من الممكن أن نرى عالمًا ملئ بما تمنينا، بما حاربنا لنجده ولأجله دائمًا.
تنفست عميقًا تتجه نحو الداخل، بإبتسامة تبدأ يومها مستعدة لما سيأتي اليوم وغدًا. المكان كان مقفل لانها الشخص الوحيد الذي يعمل هنا. المقهي تم بناءه قبل ست سنوات، مالكه قام ببنائه لأجل زوجته الذي تمنت دائما ان تجلس داخل إحدي المقاهي لتكمل قراءه إحدى كتبها. قبل أن تصبح قريتهم وجهة سياحية كانت مهجورة تمامُا. ولذلك حجر أعلى حجر، رجل واحد من بنى هذا مكان المقرب لقلبها. المكان وقصته.
أنت تقرأ
scattered beams of light | أشعة ضوء متناثرة
Romanceهل كان العالم يستحق الحُب؟ هي لم تؤمن بذلك. بالايما آرون إيفلين ، فتاة ريفية من عائلة متوسطة الحال. في سنها التاسع والعشرون بشخصية باهية اللون، ان مررت بجانبها سيمكنك الشعور بالطاقة المريحة التي تصدر منها . وان إختلطت بها، ستعلم ما هو المرادف للنعي...