7| رحيل.

3 1 0
                                    

"أفكاري كانت تدمرني.
جربت أن لا أفكر، لكن الصمت كان قاتلا أيضًا."

____________

الوقوف في محطة القطار، وإنتظار الوقت الذي سيحملك القطار فيه من مكانك الي الأبد. الشعور بالحنين قبل الرحيل، والنظرة الأخيرة لموطنك الحبيب.

أبيكان لم تكن موطنها، او حتي المكان الذي ولدت فيه. كانت مجرد مكان إحتضنها، عانق روحها بكل البؤس الذي تحتويه. كانت تحمل الامتنان نحوه، بحره وطرقاته.كانت تحمل الذكريات داخلها، وتنظر نحو الناس للمرة الأخيرة.

داخل طيات عقلها، لم ترغب أبدًا بالعودة لهنا. إذا كانت أبيكان هي المكان الذي حمل حزنها، فهو ذاته الذي إحتضن قاتل عالمها داخله.

لم تكن المرة الأولى لها للرحيل، لكنها المرة الأولى التي كانت متأكده فيها أنها لن تعود أبدًا لمكان. حقائبها كانت تحمل كل أغراضها، جميع الأشياء التي تخص حُبها لهنا. وبين يديها كانت تحتضن الورود التي قطفها أيان لبرلاس. كانت تلك الزهور الجزء الوحيد التي تحمله من أبيكان ويحمل معه برلاس وأيان.

كانت تنتظر مجئ القطار الذي سيحملها من هذه المحطة من حياتها الي محطة أخرى تعرفها، محطة حاولت الهرب منها في سن شبابها.كانت تحفظ الطرقات جيدًا، الطرق الذي بكت فيها لساعات والأخري التي كانت تتحمل نوبات غضبها اللانهائية، تتذكر كل ذلك.

ورغم هذا لم تود الرحيل لمكان آخر، كانت لندن مكانًا مألوفًا لقلبها...يحمل قطعًا صغيرة جدًا من قلبها سابقًا. كانت لندن المكان الوحيد الذي شعرت فيه بكونها تنتمي إليه، لم تحمل الحُب له. لكن كما حملت كاميلا شعور المنزل لها، كانت لندن تحمل الشعور بالموطن داخلها.

لم تشعر بالتردد قط، حتي في أصعب قرارات حياتها.كانت تشعر بالإرتياح والخلو من الندم في أي قرار تتخذه بعد تفكير طويل، ولطالما أخبرت ذاتها انه لابأس ايا كانت النتائج العكسية له. ولكن خلال وقوفها هنا، شعرت انها أرادت التواجد هنا لمدة أطول، لمدة دقائق قليلة فحسب..أرادت المزيد من الوقت، والوقت لم يكن ليتوقف أبدًا لأجلها.

السيد روبرت كان جالس علي إحدي مقاعد الإنتظار ينظر اليها، لم تكن تظهر علي تعابيرها أي شئ يجول بداخلها. كانت تبدو فارغة، رغم انها كانت مليئة جدًا من الداخل.

في كل مرة وقفت في محطة القطار هذه، كانت تعود بالكثير من الذكريات الأُخرى. ثم تعود لأبيكان لتنسى لما رحلت من الأصل. أبيكان التي تعج بالبشر، الناس الذين لطالما رأت حياتهم مثالية في سن مراهقتها.

لطالما أرادت النظر لحياة الآخرين، لم تعتقد انه من العادل لهم أن تري كيف تبدو من الخارج فقط. ورغم بساطة معظم البشر الذين تراهم، الا أنها لازالت تري شيئًا أرادته دائمًا هم يحصلون عليه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 02, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

scattered beams of light | أشعة ضوء متناثرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن