3| أعين خضراء.

8 1 0
                                    

من بِحارِي وإلى ما بعد زمردتيك، يا أجمل لوحاتي وآخرهم. إلى من حفر ذاته في منتصف نفسي، وإلي النهاية وما بعدها.

"الأرواح لا تتقابل عن طريق الخطأ."

_______

أعينه الزمردية تقابلت مع خاصتها الزرقاء، وبقيا فقط يحدقان في بعضهما البعض. الأعين عميقة، وأحد الطرق القريبة للقلب. في أبد تطلعاتنا وأمانينا، وفي منتصف حبُنا وشوقنا نحن نعلم كم تحملنا بالنظر داخل أنفسنا عند أقرب مرآة لنا. وهناك هي رأت كم تحمل.

"قهوة ساخنة مُحلاة، مع كريمة مخفوقة بالأعلى منها.."

قهوة؟ساخنة، مع كريمة مخفوقة؟. حسنًا علي أي حال، الزبون علي حق دائمًا. لذلك هي إتخذت خطوتها نحو الداخل تقوم بتحضير ما طلبه. السيد روبرت كان يحدق بها بينما هي تقوم بوضع الكريمة المخفوقة أعلي القهوة، يحدق به بأعين متقلصة تحمل نظرة 'ماذا تفعلين بحق اللعنة؟'  داخلها.

"أنه الزبون، كما تعلم إختلاف الأذواق موجود.."

كانت تريد القول 'غرباء الأطوار' لكن أخلاقها لا تسمح لها كما أنها لا تستطيع الحُكم على شخص من مجرد طلب، لذلك هي ابتلعت كلماتها داخلها. كان يبدو كأنه سائح، وهو ما يعطيها إحتمالا أنه ربما يكون طلبه موجودًا بالفعل في إحدي المقاهي في الخارج وهم فقط لايعلمون عنه.

"بالهَناء والعافية..."

رسمت بسمة صغيرة أعلي وجهها تقوم بوضع الكوب أعلي الطاولة أمامه، تنحني بخفة قبل أن تنسحب للداخل مجددًا.

عند دخولها كان السيد روبرت يضع إحدي يديه علي خصره بينما يستند علي طاولة المخبوزات، وينظر بأعين خبيثة نحوها.

"هل تعلمين أن أعينه لم تتحرك من علي ظهرك عندما إلتفتي؟"

"أنا لن أتزوجه."

ردها كان مُباشرًا، لم تكن في مزاج كافي مستعدة لما سيأتي بعده جملته، مثل 'أنتِ في التاسعة والعشرين' حسنًا؟ وماذا في ذلك؟.

"أعلم بالايما، الأمر فقط أنني أريدك أن تجدِي حُبك."

تعلم أنه يمزح، كما تعلم أنه يحبها كإبنته. العم روبرت لم يكن من الأشخاص الذين يطلقون لقب 'عانس' علي فتاة لمجرد أنها تكبر في العمر ولم تتزوج بعد، كان يعلم المعاناة في ذلك. ما كان خائفًا منه حقًا أنها لن تجد شخصًا يبقي جانبها، ليس كزوج إنما حتي كصديق. بالايما كانت من الأشخاص المتعمقين جدًا في حياتهم، منذ صغرها كانت أفكارها وعقبات حياتها تشغلها.

scattered beams of light | أشعة ضوء متناثرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن