2 | المنزل .

9 3 0
                                    

____

لمن كانت أعز وأقصر حكاياتي، لنصف عمري وأحد أكبر أمجادي. لقد تركت اليوم أثرًا لحبنا في العالم. كما تركت أنتِ أثرك داخلي.

محل القهوة خاصتك قد فُتح، يحمل في زواياه ضحكات رنّانه وبريئة القلب. توجد به كتابات أناملك في أحد الزوايا خاصته. يحمل ويعطي الحُب الذي لطالما تمنيتيه أنتِ.

- روبرت آفار.

______

بعد ان إنتهى يوم بالايما في المقهى وكان الليل قد حلّ، هي أطفئت أضواءه تأخذها قدماها نحو منزلها. طُرقات أبيكان كانت هادئه، تحمل في طياتها الحزُن والحنين. الرياح كانت خفيفة وباردة، وأنيس أدراجها كان القمر الذي إنعكس ضوئه علي جدران منازل القرية المسالمة.

عند وصولها أمام أحدي البيوت التي مازالت جدرناها غير مصبوغة بالأبيض كباقي المنازل حولهم هي توقفت. في ظل هدوء الليل والقمر، واستماعها لهمسات النجوم الخفيفة لها. عكّر كل ذلك وضوح أصوات شجار من المنزل أمامها، منزلها.

لا تعلم إن كانت ستغادر كبقية أيامها وتعود لاحقًا وعلامات الضرب واضحة علي وجه والدتها كما إعتادت، وتقوم بتحقيق وعدها لها بالمغادرة إن استمعت لأصواتهم. لا تدري هل لها أن تقتحمه وتقوم بإيقاف والدها او ترحل لتحافظ علي سلام ليلتها.

في النهاية هي فعلت تقتحم المكان، تنظر بهدوء نحو والدها الذي يجلس أعلي الأخري ويقوم بضربها بيديه مخلفًا ورائه كدمات بنفسجية ستبقى لأيام. أخذت بالايما نفسًا عميقًا قبل أن تحمل أحد زجاجات الكحول المرمية حولها، بخطوات خفيفة تقوم بالتقدم نحو موقعهم أمامها وعند وصولها تمامًا ضربت الزجاجة لتتكسر علي رأسه.

"لتعنم بنوم هادئ لانهائي، أبي.."

لم تتوقف من ضربه واحدة، بل أخذت زجاجة أخرى تقوم بكسرها مرة أخرى تجعل من رأسه ينزف. لم يقم نزيف دمائه بإطفاء قهرها لكنها قامت بتهدئة نفسها علي أي حال.

هي تركته علي حاله أرضًا تقوم بإسناد والدتها كي تقف، تجعلها تجلس علي إحدي الأرائك السليمة في غرفة الجلوس بخفة قبل أن تأخذ أدراجها نحو المطبخ لتقوم بإخراج علبة الطوارئ.

"أنا أعتذر بالايما.."

الدموع كانت تنهال على كلتا وجنيتها بينما تقوم بالإعتذار، كانت هكذا دائمًا كلما حدث شجار او بقت هي خارجًا في الليل بسبب عراكهم.

"أنا أعتذر لتبنيك وجعلك تعيشين في منزل لاينفع أن يطلق علي ساكنيه لقب عائلة حتى.."

scattered beams of light | أشعة ضوء متناثرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن