PART 8

422 13 2
                                    

لم يستطع فلاد النوم بسلام.. ظل يفكر فيها طيلة الوقت و الغيرة تسري في عروقه كحمم بركانية.. تذكر حينها صورتها التي أرسلتها عن طريق الخطأ.. ليحمل هاتفه و يحدق بشاشته طويلا.. كانت تعذبه بشدة كأنها تعاقبه على وقوعه بشركها .. قلبه صار أسيرا بسببها.. أسيرا بحبها.. لم يستطع الاحتمال لذا قام من على سريره مرتديا فقط سرواله القصير و عاري الصدر.. رغم أنه لا يرتدي شيئا تقريبا إلا أنه يحس بالحر الشديد.. اتجه صوب مكتب والده و تناول زجاجة خمر من خزانته.. كان المكان مظلما بعض الشيء لذا لم يلاحظ وجود غابرييل في كرسيه جالسا وسط الظلمة الحالكة
غابرييل :" إذن ابني كبر و صار رجلا و يحتسي الخمر أيضا!"
لم يتفاجأ فلاد من وجوده بالمكان لذا اكتفى بفتح الزجاجة و ارتشافها على الفور.. بينما أدار غابرييل الضوء و يجده بحالة مزرية
غابرييل :"ما خطبك؟"
فلاد :" أيبدو لك أن بي خطبا ما؟"
غابرييل :"أجل و لهذا سألتك!"
فلاد :" عن نفسي لا أرى خطبا ما بي"
غابرييل :" كفى تحاذقا يا ولد و أجبني عن سؤالي"
فلاد :"جوابي و قد أدليت به و لا أرى سببا لبقائي هنا بعد"
غابرييل :"عنيد و يابس رأس مثل والدتك.."
لم يكد غابرييل على إنهاء حديثه حتى التفت صوبه فلاد و عيونه محمرة من الغضب كما أن عروق عنقه صارت بارزة من شدة غيضه لينظر إليه مستشيطا كثور هائج ممسكا بقنينة الخمر بقوة حتى كسرت بين يديه..
فلاد :" إياك و الحديث عن والدتي أو تأتي بسيرتها على فمك مجددا "
ليمضي في طريقه و يصفق باب مكتبه بقوة ورائه..
غابرييل :" يا ويلي ما هذا الشعور؟! أهي نشوة أم شعور الوالد حين يصبح فخورا بصعلوكه الذي نضج و صار رجلا فجأة! نظراته و أسلوبه تخبرانني على أنه سيكون أفضل وريث للعرش و يصبح أفضل مني حتى.. تبا كم أتوق لرؤيتك ترتقي على عرشك الملكي يا أسدي الصغير"
خرج فلاد غاضبا أكثر مما سبق و جسده يحترق لسبب مجهول لذا قرر الاستحمام عسى نيرانه تنطفأ.. دخل الحمام و استقر أسفل الدش.. أدار صنبور المياه الباردة و تجمد في مكانه مغلقا عينيه.. صورتها لا تفارق ذهنه.. المياه تنسكب على سائر جسده و البخار يتناثر من أطرافه كأنه جمرة مشتعلة وتم سكب المياه عليها لإطفائها.. شعر ببعض الارتياح لوهلة.. لف المنشفة على خصره و اتجه نحو المطبخ.. وجد زجاجة ويسكي بالرف العلوي المخصص للخمور.. أخذها و صار يرتشفها شيئا فشيئا.. اتجه نحو صالة المعيشة و ارتمى على الأريكة.. ظل يشرب طيلة الليل و يفكر مليا.. كان يحاول تصفية ذهنه من صورها و كل ما يتعلق بها لأنها صارت تقوده نحو الجنون.. ضميره يأمره بنسيان أمرها و المضي قدما فلا خير يرجى من جنس النساء و للحظة اتفق كلا من فلاد و ضميره على ما سبق.. لذا ارتشف مرة واحدة ما تبقى في الزجاجة ثم انطلق نحو غرفة نومه ليغفو لبعض الوقت..
أما في الجهة المقابلة تتقلب تاتيانا على سريرها بين الفينة و الأخرى.. منتظرة أن يغلبها النعاس لكن دون جدوى.. يراودها شعور سيء حيال تلك الصورة التي التقطتها.. كان يجدر بها أن تتفقد لمن أرسلتها جيدا.. الآن صارت حوزة ذاك المعتوه.. ما العمل إذن؟!.. إن التقته مجددا سترغمه على حذف الصورة شاء أم أبى.. هذا ما كانت تفكر فيه طيلة الوقت لكن على من تضحك.. أتظن أن بوسعها إرغامه على حذفها.. لا لا هذا من سابع المستحيلات طبعا هو لم يصدق أنه حصل عليها و هي تظن أن بإمكانها جعله يحذفها.. هراء!!..
ظلا الثنائيان يتقلبان في فراشهما منتظرين جلالته الحظور بفارغ الصبر ( أقصد النعاس) لكن لا فائدة لم يستطع أي منهما النوم بسلام..
حل الصباح.. الساعة الآن السابعة صباحا.. الفتيات لا زلن نائمات ما عداها و من غيرها.. نهضت تاتيانا من سريرها و اتجهت لخزانة ثيابها.. ارتدت ما التقطته يداها و خرجت بيديها مفاتيح دراجتها و هاتفها..

𝑭𝑨𝑻𝑨𝑳 𝑶𝑩𝑺𝑬𝑺𝑺𝑰𝑶𝑵 Where stories live. Discover now