آسيا: عفواً، هل بإمكاني طرح سؤال؟.
العامل: بالتأكيد، تفضلي يا ابنتي.
آسيا: لمن هذا البناء؟ يعني انا اعلم انه للسيد حلمي.
العامل: نعم كان للسيد حلمي لكن السيد حلمي باع هذه الأرض لأحد المتعهدين وهو الآن يبني بناءً مكوناً من خمس طوابق بدل المنزل الصغير الذي كان هنا.
آسيا: ماذا عن القن يعني لماذا لم يهدمه، ولماذا هو محاط بسياج مخالف لسياج الإنشاءات؟!.
العامل: هل هذا قن؟!.
آسيا: نعم، يعني كان هكذا.
العامل: لم أكن أعلم يا ابنتي لكن هذا المكان ليس للمتعهد أنا أعلم أن هذا الكوخ الصغير هو مُلكٌ للسيد دوروك.
آسيا: السيد دوروك 🤨؟!.
العامل: نعم السيد دوروك شاب صغير ولطيف إنه إنسانٌ طيب القلب.
آسيا: السيد دوروك الذي تتحدث عنه هل يمكن أن يكون دوروك أتاكول؟!.
العامل: نعم السيد دوروك اسمه الكامل دوروك أتاكول، هل هناك مشكلة؟!.
آسيا: لا، لا توجد مشكلة اندهشت فقط، هون الله عليك.بعد سماع آسيا أن مالك القن الجديد هو دوروك دمعت عيناها لم تستطع منع نفسها من البكاء، أرادت أن ترى كيف أصبح حال القن بعد كل ذلك الوقت، أرادت الدخول، توقفت لدقائق عدة تتأمل الباب وتسترجع جزءاً من الذكريات التي قضتها هنا، أول ليلة لهم هنا، أول مرة زارهم دوروك في هذا المكان، معاناتهم هنا كل هذا كان يمر من ذاكرتها وكأنه حدث بالأمس، استجمعت قواها وبدأت بفتح الباب ببطءٍ شديد وكأنها تخشى شيئاً، فتحت الباب وانصدمت من ما رأته، كانت صورها مع دوروك تملأ المكان أين ما نظرت سترى آسيا ودوروك، وفي الزاوية كان يقف زي الأمير والأميرة، نعم انهم أزياء المسرحية نفسهم، كل مكانٍ مليءٌ بذكرياتهم معاً، دخلت وبدأت تتأمل كل الصور وتستعيد ذكرى كل صورة منها، بدأت تقترب من زي الأمير ببطئ شديد وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة بالغة، اقتربت منه ووضعت يدها عليه والدموع تتساقط من عينيها.
آسيا
لا أعلم كيف استطعتُ التفريط بك يا أميري، لا أعلم ما الذي حدث لي، لماذا فعلت بك هذا؟! لماذا فعلت بنا هذا؟! لماذا تركتك في وسط الحكاية دون إتمامها، اعتذر كثيراً اعتذر مئات وآلاف المرات، ليته لم يحدث هذا، ليته لم تأتي على رأسي كل تلك المصائب، لقد تركت أجمل ما حدث في حياتي بدون سببٍ كافٍ، نعم أنت كنت الشيء الوحيد الجميل الذي أتى على رأسي منذ أن مات والداي، لا أعلم كيف استطعت التفريط بك، كيف فرطتُ بإنسانٍ أحبني لهذه الدرجة، أحبني لدرجة لم أتخيلها، لكنني لم أستحق جزءاً من حبك اتعلم هذا، ليس لأنني لم أحبك بالعكس أحببتك كثيراً، أحببتك كما لم أحب أحداً من قبل، لكنني تركت يدك في أكثر وقتٍ كنا بالحاجة فيه إلى بعضنا، ليتني استطيع إعادة الزمن، ليتني استطيع اخبارك والبوحِ لك بكل ما في داخلي، ليتني استطيع إعادة الزمن حتى اعانقك واختبئ في حضنك من كل شيء فعندما اكون معك فقط انسى كل همومي عندما أكون معك أشعر بطمأنينة لا نهاية لها فأنا أعلم أنك ستحميني من كل شيء ولن تدع شيئاً يحدث لي، ربما تأخرت كثيراً في قول هذا لكن اعلم أنني أحبك كثيراً حتى أكثر من كل شيءٍ في هذا العالم...
-وأنا أحبك يا أميرتي جميلة الجميلات.
تلتفت آسيا باتجاه الصوت.
آسيا: دوروك.
دوروك: لم تتأخري لا زال بإمكانك فعل كل ما قلتيه يا جميلتي.
يفتح دوروك ذراعيه، تركض آسيا ويعانقان بعضهما بقوة.
دوروك: أرأيتِ لا تزالين أنتِ صاحبة هذا القلب الوحيدة وستبقين هكذا حتى آخر أنفاسي.
آسيا: لا تتكلم هكذا، لا أستطيع العيش إذا حدث لك شيء.
دوروك: لكنك عشتِ بدوني لمدة ولم يحدث شيء.
آسيا: أرجوك لا تقل هكذا، أتعلم (تمسك قلادتها) كنت معي دائماً كلما شعرت بالضعف وكدت أن أسقط أنت من كان يرفعني، أنت من كان يمدني بالقوة ويجعلني استمر بالعيش، أعلم أن مافعلته لا يغتفر لكن أرجو منك أن تسامحني.
دوروك: (يمسك بوجهها بين يديه ويمسح دموعها) لا تبكِ أرجوكِ أنا احرق الدنيا بسبب دمعة منكِ، أترين هذا الباب(يشير بيده إلى باب القن) منذ أن دخلتي منه قطعت وعداً على نفسي إن خرجنا من هنا معاً يداً بيد أن أترك كل شيء في الماضي، وقررت أن نكون سعيدين معاً، نحن الاثنين فقط، والآن أريد وعداً منكِ أن لا نفترق أبداً مهما واجهنا من صعوبات ومهما جُرحنا لن نترك بعضنا أبداً بل على العكس تماماً سنضمد جراح بعضنا البعض سنكون الدواء لبعضنا والسند عند كل محنة، أتعدينني؟!.
آسيا: (تنظر إلى عينيه وتمسك بيده) أعدك يا أميري لن أترك هذه اليد ثانية مادمت حية.
دوروك: آه يا جميلتي لو تعلمين كم اشتقت لكِ، هيا لنمشي سوياً وأكون قد أوصلتك إلى المنزل لا تتأخري أكثر على إخوتك.
آسيا: تمام وأنا أدلك على مكان إقامتنا الجديد.
دوروك: 😲 ومن قال أنني لا أعرفه.
آسيا: كيف يعني! هل تعرف أين نقيم؟!.
دوروك: وكيف للمرءِ أن لا يعلم أين تسكن روحه.
آسيا: دوروك يااااا🥺، صحيح أنت كيف عرفت أنني هنا؟!.
دوروك: لنقل أتاني ملاك الخير وأخبرني 😉.
آسيا: أنا لم أقل لأحدٍ سوى آيبُكي وبير......، عقلي المغفل بيرك من قال لك أليس كذلك؟.
دوروك: نعم صديقي الوفي لا يخفي عني شيئاً، لكن اعترفي من الجيد أنه أخبرني.
آسيا: صحيح من حسن الحظ أنه أخبرك، شي نسيت إخبارك لقد خرج قادير من السجن.
دوروك: نعم تلقيت الخبر حمداً لله على سلامته.
آسيا: سلمت، هل تعلم أنه عندما عاد إلى المنزل سأل عنك أولاً.
دوروك: سأل عني الله الله، ايه وأنتِ ماذا قلتِ؟!.
آسيا: مالذي سأقوله أخبرته بالحقيقة، لكنه وبخني كثيراً لدرجةٍ لم اتوقعها.
دوروك: ولماذا وبخك؟!.
آسيا: يعني لأنني تركتك.
دوروك: تمام لا تهتمي لنترك هذا الموضوع في الماضي وننظر أمامنا من بعد الآن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
.
هذا البارت أطول من السابق تعويضاً لفترة الانقطاع.
اشكر جميع من قرأ القصة وحازت على إعجابه سأحاول ان لا اتأخر في المرة القادمة.
احبكم جميعاً 💕. R
أنت تقرأ
إخوتي(عالم الحب)
General Fictionتبدأ القصة من نهاية الحلقة السابعة عشر من المسلسل التلفزيوني إخوتي حيث يروي المسلسل قصة 4 إخوة جارت عليهم الحياة وتركتهم وحيدين بلا والديهم لتقدم لهم اختبارات صعبة، مجادلة، والحب❤️.