ألقت نظره سريعه علي هاتفها قبل خلودها للنوم ،لم تجد أي رسائل اخري قد بُعثت من قِبله ،تنهدت بملل ثم استلقت علي جانبها الأيمن كما علمها والدها منذ الصغر حين قال لها "دي سُنة عن الرسول صلي الله عليه وسلم أننا ننام علي الجنب اليمين"ابتسمت بحنين وشوق له ثم دعت ربها أن يرحم والدها ويبارك لها في والدتها ،كادت ان تغمض عينيها وتنام بعمق لكن انتفضت بخوف عندما اقتحمت يارا الغرفه كالعاصفه ثم جلست بجوارها وأخذت إحدي فرش الشعر ووجهته بالقرب منها قائله بصوت ونبرة أشبه بالصحفيين:
_الاستاذه نور الحناوي ممكن نعرف سبب عدم نوم حضرتك لحد الآن؟
اخذت منها نور الفرشاه مشاركةً معها في تفاهتها قبل أن تنطق بحنق :
_ في حد يدخل الدخله الي انتي دخلتيها دي
اخذت منها يارا الفرشاه مره اُخري ووضعتها جانباً ثم تحدثت بجديه:
_منمتيش ليه لحد دلوقتي احكيلي ؟
استلقت نور علي الجانب الآخر وقالت :
_انا هنام اهو تصبحي علي خير
قفزت الي الجانب الآخر لتكون مقابلة لها قائله :
_انتي فاكره اني هسيبك تنامي بسهوله كده
نظرت للأعلي بضجر وهتفت بنفاذ صبر :
_عاوزه ايه يا يارا
تحدثت يارا بمراوغه :
_زهقانه ومش لاقيه حاجه اعملها ..احكيلي اي حاجه
=زي ايه
ابتسمت يارا بمكر وادفت :
_يعني عن ياسر مثلا
وضعت نور إبهامها علي فم اختها لكي تصمت وتحدثت بصوت منخفض :
_بس اسكتي ممكن ماما تسمعنا
=طيب هسكت بس تحكيلي
اخذت نور نفساً عميقاً قائلةً:
_مفيش حاجه احكيها زارني في المستشفي وبعد كده بعتلي ماسدج ع الفون وبس هو ده كل الي حصل
=ومين قالك اني عاوزه اعرف ايه الي حصل ما انا كنت شاهده علي الأحداث دي اصلا
_بجد يعني كنتي موجوده لما طلب رقمي من ماما
=لاء احمد الي كان موجود وحكالي وكان مضايق معرفش ليه
تسألت نور في حيره :
_وماما رضيت تديلو الرقم عادي
أومئت برأسها واكملت :
_ايوه اتحجج بموضوع أنه عاوز يعتذرلك وعاوز يطمن عليكي وكده
اندهشت نور بتعجب واردفت :
_غريب اوي الموضوع ده وبعدين ثانيه هو احمد اضايق ليه
رفعت يارا كتفيها بعدم معرفة وتحدثت :
_والله ما اعرف مسألتهوش
تسألت نور مره اخري قائلة :
_صحبتك الي عملت عملية ايه اخبارها دلوقتي هي كويسه ؟
عقدت ما بين حاجبيها بإستغراب لثوان قبل أن تتذكر ما تلاه عليها احمد عندما قام بتوصيلها للبيت لتهتف بهدوء :
_كويسه الحمد لله
=طيب يلا ننام
_لاء ننام ايه يزن جاي
هتفت بسعاده :
_بجد والله يزن جاي ..اخيرا ده وحشني اوي
=وانا كمان ربنا يرجعه بالسلامه
_بس مش الوقت كده متأخر
=ايوه فعلا بس انتي عارفه يزن مش بيفرق معاه اصلاانهت حديثها معها ثم اتجهت الي فراشها وجلست أعلاه وتذكرت ما حدث في هذا الصباح بعد أن خرجت من بيت احمد ....
استقلت يارا السياره بالمقعد المجاور له وتحدثت بتوتر بعد أن ربطت حزام الامان :
_ممكن تقولي حصل ايه لصحابي و ل...ماجد
زفر الهواء من فمه بضيق وتحدث:
_انتي مهتمه اوي بالموضوع ده ليه ؟وسايبه المشكله الاساسيه
=مشكلة ايه
_انتي
=انا؟
_ايوه يا يارا انتي بقيتي مستهتره جدا ومش عارفه انتي بتعملي ايه وبتوقعي نفسك في المشاكل
نظرت له بضيق واردفت :
_انا عملت ايه لكل ده وكنت هعرف منين اصلا أن ممكن حاجه زي دي تحصل وبعدين انت مضايق اوي كده ليه
أنت تقرأ
«فرصة إستثنائية» بقلم {ضحي حامد}.
General Fictionأحياناً تُعطينا الحياه فُرص، ويبقي الصراع الدائم بين القلب والعقل فهل سنترك المشاعر جانباً ونتصرف بدهاء؟ ام ان القلب سينتصر ويفرض سيطرته علي الموقف؟! (فرصة إستثنائية بقلمي ضحي حامد)