بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تصل إلي طريق مسدود
فإن التصرف الاكثر حكمه هو العوده.انتهى دوامه فـأستقل سيارته وذهب الي بيت والدته اشتاق لها كثيرا وأيضاً يود اخبارها بما يجول بخاطره ،وبعد ستون دقيقة أصبح أمام المنزل ،ترجل من سيارته وأخرج منها باقة من زهور الياسمين المحببه لقلب والدته ،قرع الجرس وانتظر لثواني وفتحت الخادمه باب المنزل الذي ما إن تقع عينيك علي اي جزء منه تشعر برُقيه ورُقي من يقتن بداخله،سأل علي مكان تواجد والدته فـأشارت له الخادمه بعد أن ألقت عليه التحيه ثم انصرفت وذهب هو فوجدها تقرأ إحدي الكتب ،تذكر الاخري علي الفور وابتسم علي ذكراها ،لمحته والدته وأغلقت الكتاب ونهضت فـإِقترب منها واحتضنها بحب واشتياق وبادلته بحنين ،بعد برهه من الوقت خرج من أحضانها وقبل جبينها ويدها ثم أعطاها الورود وجلسوا معاً وبدأ هو الحديث قائلاً بخجل :
_وحشتيني يا امي ،عارف اني مقصر معاكي وبقالي اكتر من شهر مزورتكيش هنا بس حضرتك عارفه ظروف شغلياستمعت له وضحكت علي نفسها الضعيفه وتذكرت حين قالت ' إن أتي لن اصافحه ولن أتحدث معه ' لكن ما باليد حيله أنه ابنها وحبيبها ،تفحصت الورد بيدها وقالت بعتاب طفيف:
_فكرتك نسيت نوعي المفضل في الورد
تحدث بمراوغه :
_انا ممكن انسي اي حاجه في الدنيا ولا انسي اي شئ يخصك
ابتسمت رُغماً عنها دائما ما يستطيع أن يحتفظ بمكانته في قلبها ويعاملها أيضاً علي انها شقيقته المُدلله وليست والدته قد يكون السبب هو انها انجبته في سن مبكر ،عندما ارغمها والدها بالزواج قائلاً 'هذه عاداتنا عندما تبلغ الفتاه نزوجها' ،ابعدت تلك الذكره التي تبغضها بعيدا وسألته بهدوء :
_اتغديت؟
نفي برأسه واجاب :
_لاء ،ناوي أقضي اليوم معاكم النهارده ونتغدي مع بعض ،بابا فين ويامن ؟طلبت من الخادمه أن تأخذ الورود وتضعها في غرفتها واجابت علي سؤاله قائله :
_فريد خرج من شويه عنده شغل ويامن في النادي
اومئ برأسه فسألته بترقب :
_فين مراتك؟
زاغ بنظراته بعيدا قبل أن ينطق :
_ده الموضوع الي عاوز اكلمك فيه يا ماما
سألته في لهفه منتظره جوابه علي احر من الجمر :
_قررتوا تطلقوا ؟
ارتشف من كوب الماء الموضوع أمامه ثم عقب قائلاً :
_لاء مستحيل أطلقها ،
هحقق ليكي رغبتك في اني اتجوز.. بس المره دي بنت انا بحبها ومن اختياري
......*.......*.......أصبح الوضع كالتالي هبط كلاً من "يزن" و"بلقيس"و ودت "ساندي"أن تلحقهم لكن منعتها والدتها معللةً 'أن من الواضح أنه لن يتحدث بوجود أحد غيرها ' أغلقت رحاب خلفهم الباب والتفتت لهم وقد كانوا في زهول تام وصمت، اخذت نفسً عميقاً نظرت لهم مُهيئةً نفسها لمواجهة حديثهم ونظراتهم الحانقه فدائما كانت "رحاب" شخصيه صامده ومتحملة للصعاب ،وجهت حديثها لعمرو فهو أكثرهم غضباً وضيقاً :
_يا عمرو يا ابني ده رائد وبلقيس محاميه ممكن يكون في قضيه ولا حاجه ومش عاوز يتكلم قدامنا ،وكمان هو باين عليه ابن ناس ولولا انك حاولت تتهجم عليه ...
قاطعها قائلاً بحنق :
_الرائد الزفت الي قبض عليا وكان عاوز يلبسني قضيه ،الي بتقوليه عليه محترم ممكن يكون ناوي يعمل حاجه لبلقيس واحنا بنتكلم كده ...عن اذنك
انهَ حديثه وقام بفتح الباب واغلقه خلفه بعنف غير ابهً بصيحات والدته وشقيقته ،شعرت "رحاب" بالقلق علي وحديتها اثر كلام عمرو ونظرت لـ"ريهام" التي لم تكن أقل منها قلقاً ،تحدثت والدة عمرو لإبنتها:
_يلا يا هدير نلحقي اخوكي بسرعه لحسن تحصل مصيبه
هبطن معاً وكذلك فعل الباقي وهبطوا جميعاً .
....*....*....*...
قبل عدة دقائق
وقفت أمام البناية ولم تتحرك فطلب منها "يزن" أن تصعد للسياره فعاندت قائله :
_انا نزلت معاك عشان متحصلش مشكله فوق ،فلو سمحت قولي انت كنت جاي ليه
رفع حاجبه الأيسر متعجباً وتحدث :
_انا قولت ممكن تكوني مكسوفه تتكلمي قدام اهلك وأهل خطيبك فوق ...عشان كده طلبت نتكلم لوحدنا بعيد عنهم
نظرت له في ذهول تكاد تجن عن ماذا يتحدث ومن اين له بهذه الثقه ،وقبل أن تنطق هتف هو أولاً :
_اركبي العربيه وانا هقولك علي كل الي عاوزه تعرفيه
أنت تقرأ
«فرصة إستثنائية» بقلم {ضحي حامد}.
Narrativa generaleأحياناً تُعطينا الحياه فُرص، ويبقي الصراع الدائم بين القلب والعقل فهل سنترك المشاعر جانباً ونتصرف بدهاء؟ ام ان القلب سينتصر ويفرض سيطرته علي الموقف؟! (فرصة إستثنائية بقلمي ضحي حامد)